تجميع مواضيع عن مكافحة الإلحاد
صفحة 2 من اصل 7
صفحة 2 من اصل 7 • 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7
استمع يا ملحد لتلاوة مصورة لقوله تعالى:أمّن خلق السموات والأرض
عدل سابقا من قبل Admin في الأحد أكتوبر 06, 2013 3:08 pm عدل 1 مرات
تعرف على اخوانك المسلمين الإيغور في تركستان الشرقية تحت نير الماركسية الصينية
عدل سابقا من قبل Admin في الأحد أكتوبر 06, 2013 3:15 pm عدل 1 مرات
تحليل الحمض النووي يكشف ان البشر كلهم من اب و ام واحدة عاشا قبل50الف سنة
هذا علم الوراثة يكشف ان كل البشر اليوم ينحدرون من رجل واحد و امرأة واحدة عاشا قبل خمسين الف سنة.
هل هما آدم وحواء ؟
اذا لم يكونا كذلك فأين نسل بقية البشر؟
تفكّروا يا ملحدون؟
هل هما آدم وحواء ؟
اذا لم يكونا كذلك فأين نسل بقية البشر؟
تفكّروا يا ملحدون؟
كتاب الرد على الملحدين العرب - هيثم طلعت علي سرور
هذا الكتاب:
هذا الكتاب هو خلاصة قرابة عشر سنوات من البحث والدراسة في الإلحـاد واللادينية والشيوعية والليبرالية واللاأدرية والمذاهب المادية المختلفة وبعد أن تجمع لدي الكثير والكثير من المقالات والأبحاث التي كنت أنشرها تباعا على موقعي لا إلحاد www.laelhad.com وبعد العديد والعديد من الحوارات التي أجريتها مع الملاحدة من شتى البلدان وبعد أن استوعبت أدوات تفكير هؤلاء وطُرق طرحهم وجدت أنه من الأفضل أن أجمع مقالاتي وأُهذب فيما بينها في كتاب مستقل أهديه للمكتبة العربية خاصة وأن المكتبة العربية تعاني من القصور الشديد في هذا الجانب وقد استعنت بالله سائلا الله أن يهدينا وأن يهدي بنـا وأن يجعلنا سببـا لمن اهتدى والله من وراء القصد.
المؤلف
هذا الكتاب هو خلاصة قرابة عشر سنوات من البحث والدراسة في الإلحـاد واللادينية والشيوعية والليبرالية واللاأدرية والمذاهب المادية المختلفة وبعد أن تجمع لدي الكثير والكثير من المقالات والأبحاث التي كنت أنشرها تباعا على موقعي لا إلحاد www.laelhad.com وبعد العديد والعديد من الحوارات التي أجريتها مع الملاحدة من شتى البلدان وبعد أن استوعبت أدوات تفكير هؤلاء وطُرق طرحهم وجدت أنه من الأفضل أن أجمع مقالاتي وأُهذب فيما بينها في كتاب مستقل أهديه للمكتبة العربية خاصة وأن المكتبة العربية تعاني من القصور الشديد في هذا الجانب وقد استعنت بالله سائلا الله أن يهدينا وأن يهدي بنـا وأن يجعلنا سببـا لمن اهتدى والله من وراء القصد.
المؤلف
أصل الإنسان ودحض النظرية الدروينية
منقول
(بحث في أصل الإنسان )
حقيقة الإنسان أصل الإنسان إن نظرية "داروين" حول التّطور والارتقاء التي سادت منذ القرن التّاسع عشر قد درّست لنا ونحن لا نزال طلاباً صغاراً مما جعلها تترسّخ في أذهاننا بقوة، وما تزال تدرّس في جميع المؤسسات التّعليميّة المحترمة اليوم. تلك القصّة تقول أنّنا ارتقينا من الحالة البدائية (قرود) إلى حالتنا المدنية المتحضّرة بشكل بطيء وتدريجي. والسّؤال الذي يبرز الآن: أيعقل أن يكون ذلك كلّه مجرّد وهم؟ والسؤال الأكبر هو: هل تم إثبات نظرية "التّطوّر" فعلاً؟ نحن طبعاً لا زلنا نستنزف وقتنا في خوض هذا الجدل السخيف والكلام الفارغ، مستبعدين وجود أي حقيقة أخرى تتحدث عن الإنسان من خلال رواية مختلفة تماماً. نحن لم نفكر يوماً بقراءة إحدى الدّراسات والكتب المنبوذة من قبل المؤسّسة العلميّة السّائدة، ليس لأنَّ هذه الدّراسات غير صحيحة بل لأنّها تتناقض مع توجهات المؤسسة الملتويّة (أتباع المذهب الدارويني)، مثل كتاب "علم الآثار المحرّم" 1993، للمؤلفان: مايكل كريمو، وريشارد ثومبسون. اللذان أوردا عدد كبير من الدلائل والبراهين الموثّقة وبقايا عظام إنسانيّة، بالإضافة إلى أدوات ومصنوعات وغيرها من آثار تشير إلى أنّ بشراً مثلنا (يشبهونا تماماً) قد عاشوا على هذه الأرض منذ ملايين السّنين! وقدّم الكاتبان إثباتات مقنعة تدلّ على أنََّ المؤسَّسة العلميّة قامت بإخماد وقمع وتجاهل هذه الحقائق تماماً، لأنّها تتناقض مع الرؤية العلميّة المعاصرة تجاه أصول الإنسان ومنابع ثقافاته ومعتقداته. أما كتاب المثير للجدل الذي يعود للباحث "لويد باي" (عنوانه: "كل تعرفونه هو خاطئ")، فهو أيضاً لا يقل أهمية من السابق من خلال الإثباتات التي يحتويه وتصب جميعاً في استنتاج واحد: الأصول الفضائية للإنسان! وبالإضافة إلى أعمال أخرى تعود لباحثين مستقلين وتطرح العديد من السيناريوهات المثيرة حول أصول الإنسان. لقد أصبح يتوضّح لنا بجلاء أن مفهومنا التقليدي حول التاريخ البشري ليس مغلوطاً فحسب ولكنه بحاجة أيضاً لمراجعة شاملة. إن الدلائل على ذلك آخذة بالتراكم وتتعاظم لدرجة أنه لم يعد من الممكن تجاهله. في جميع أنحاء المعمورة، راحت المكتشفات الأثرية تظهر ما هو نقيض كامل للتصوّر التقليدي بخصوص الأصل البشري. ويبدو أن هناك ثورة فكرية في طور التشكّل، وتتبع طريقة مختلفة في النظر لأنفسنا ولأصولنا الحقيقية. يجب إعادة النّظر في فترة ما قبل التّاريخ لقد ساهمت وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية في صياغة نظرتنا وطريقة تفكيرنا بطريقة جعلتنا نقبل بوجهة النّظر القائلة بـ"التطوّر مع الزّمن" دون مناقشة. وقد حاول هؤلاء الذين يتحكّمون بنا، وبكلّ طاقتهم، تجاهل الطّبيعة الحقيقيّة للعالم وقاموا بصياغة حقائق مبنية على تخمينات وفرضيات. هل من المهمّ حقاً أن نتعرف على الحقيقة فيما يتعلّق بأصلنا؟ نعم إنّه كذلك, إنه مهمّ جداً.. لو أنكم تعلمون. بفقدان روابطنا التّاريخية بأسلافنا, فقدنا الكثير من إرثنا، وفي إعادة اكتشاف هذه الروابط, ربّما نبدأ بإيجاد أنفسنا. إنّ مسألة التعرّف على حقيقة أصلنا هي مسألة ذات أهمية كبيرة.. إنّها جوهر هويّتنا ومصيرنا... إنّ النّماذج الفكرية التي ننتمي إليها تؤثّر بتصرّفاتنا بشكل عميق. والإنسان الذي يعتقد أنّه أتى من طبيعة حيوانيّة، ربّما يكون ميّالاً أكثر للتصرّف كالحيوان. فالصّورة ليست مهينة فقط، بل إنّها خطيرة أيضاً. والآن, لنترك التّزييف والتزوير, والرّؤية التّقليدية لفترة ما قبل التّاريخ, بفكرتها الخاطئة عن الشّكل البدائيّ للإنسان.. هذا المخلوق الذي يسكن الكهوف, ويستخدم الأدوات الحجريّة، والغير قادر على صنع معجزات الماضي.. بعد أن نتخلى عن هذه المعلومات الخاطئة عن ماضينا وأصلنا، سوف نرى باباً مفتوحاً أمامنا. وسنصبح جاهزين لتفهّم واستيعاب ذلك الماضي العجيب والفاتن كما كان بالفعل..............الأصول الغامضة للإنسانالتاريخ الحقيقي للإنسان إن التاريخ الإنساني الحقيقي لا يتم مداولته في وسائل الإعلام ولا حتى في المؤسسات التعليميَّة رغم الكم الهائل من الاكتشافات الأثرية المثيرة التي يمكن الاعتماد عليها في بناء قصة كاملة متكاملة حول أصول الإنسان. لماذا لازالت نظرية القرن التّاسع عشر حول التّطور والارتقاء تُدرّس لنا وللأجيال الناشئة في جميع الدوائر التّعليميّة الرسمية؟ لماذا لازالوا يرسّخون في عقولنا تلك القصّة التي تقول أنّنا ارتقينا من حالة بدائية أقرب للقرود إلى حالتنا المدنية المتحضّرة بشكل بطيء وتدريجي؟تقترح نظرية التطوّر التي وجدها "داروين" بأن أشكل الحياة أو الفصائل البسيطة قد تطوّرت إلى فصائل أكثر تعقيداً عن طريق تغييرات عرضية حصلت خلال مدة زمنية بعيدة. ووفق هذه النظرية، يمكن للقرد أن يتطوّر ليصبح إنسان خلال خمس ملايين سنة.يجيب العلم على تساؤلاتنا من خلال الاستعراضات السابقة، أي وكأنهم يقولون: "نعم".. هكذا كان أسلافنا.. وبشكل حاسم وغير قابل للجدل. لكن الجواب هو في الحقيقة بعيد عن كونه حاسماً، وهذا الاستعراض هو ليس سوى ترجمة للاكتشافات الأثرية التي أُعلن عنها على حساب إخفاء اكتشافات أخرى. أي هي ترجمة لرؤية تعود لمذهب علمي معيّن، وهناك ترجمات أخرى كثيرة عن أصول الإنسان لكنك لن تجدها في هذا المتحف أو أي متحف رسمي آخر في العالم.وفقاً للعلم المنهجي، فإن البشر مجرّد قروداً متطوّرة نتيجة حصول مجموعة من التحولات الجينية العشوائية والتأثيرات التي تفرضها البيئة المحيطة، مما جعله يحوز على قوة فريدة من الوعي بالذات ومستوى رفيع من العقلانية وقدرة التفكير. لكن رغم ذلك، فإن قوة الدعاية ونفوذ البروبوغاندا التين تسوقانها بهدف ترسيخ نظرية "القرود الأسلاف" لم تستطع إخفاء حقيقة أن الدلائل على هذا الادعاء هي ضئيلة ومتناقضة ومفتوحة أمام عدد كبير من الترجمات والتفسيرات البديلة. قال عالِم الأنثروبولوجيا المشهور "ريتشارد ليكي" Richard Leakey في إحدى المرات:إذا قمنا بجمع في غرفة واحدة كل المستحاثات والبقايا المتحجّرة التي تم اكتشافها حتى الآن حول أسلافنا (وأقربائهم البيواوجية) الذين عاشوا في الماضي البعيد، لنفترض، بين 5 مليون وواحد مليون سنة مضت، فسوف لا نحتاج أكثر من طاولتين لتحويها جميعاً.. معظم المستحاثات شبه البشرية هي عبارة عن كسرات من الأسنان وأجزاء من الجماجم لكن، كما قال يوماً عالِم المستحاثات "ستيفن.ج. غولد" Stephen J. Gould: إنها تخدم كقاعدة تنطلق منها كمية لا متناهية من التخمينات والافتراضات والحكايا الخيالية.." إن ما يلعب الدور الحاسم والنهائي في ترجمة المستحاثات هو المُعتقدات الموجّهة، التوقعات المُسبقة، والأحكام المُسبقة. هذا إلى جانب المنافسات الشخصية والتوق لنيل الشهرة. لقد تحوّل أكثر من عالِم مستحاثات بين ليلة وضحاها إلى أحد المشاهير مجرّد أن أعلن عن إدعاءات مثيرة ومُبالغ بها، ذلك بعد أن وجد عدد من بقايا مُجزّئة تابعة لمخلوق اعتقد بأن له صلة بأصل الإنسان. لكن هكذا ادعاءات تكون نهايتها دائماً إما التعرّض للدحض والتكذيب أو اكتشاف عدم جدواها وبعدها كل البعد عن ما زعمه صاحبها. لازالت التفاصيل المتعلّقة بفرضية انحدارنا من أصل قرد غامضة ومبهمة ومُعرّضة للكثير من الجدالات والمناظرات القائمة بين أتباع نظرية التطوّر نفسهم.لقد حصل عدد كبير من الأخطاء الفاضحة والهفوات الصارخة خلال ترجمة المستحاثات عبر السنوات. في العام 1922م، تم اكتشاف سنّ واحد في "نبراسكا" الغربية western Nebraska (الولايات المتحدة)، وقد صرح عدد من العلماء بأنه يجمع بين خواص الشيمبانزي والإنسان. وقد اشتّهر باسم "رجل نيبراسكا" Nebraska man واعتبره البعض بأنه يمثّل احتمالية كبيرة لأن يكون أحد أسلاف الإنسان المباشرين. بعد خمسة سنوات فقط، أُعلن بأن هذا السن يعود في الحقيقة إلى خنزير! وقد علّق العالِم التكويني Creationist (يستند على النصوص الواردة في سِفِر التكوين، العهد القديم، لتفسير أصول الإنسان) "دوان غيش" Duane Gish على هذه الفضيحة ساخراً: ".. في هذه القضية، جعل العالِم من خنزير إنساناً، والخنزير جعل من العالِم قرداً!.."أوّل هيكل عظمي لإنسان "النياندرتال" Neanderthal man تم نبشه في العام 1856م. وقد صُور بأنه قبيح، متوحّش وعنيف، مع أرجل قصيرة ومقوّسة، ومشية متثاقلة وقامة منحنية، واعتبروه بأنه يمثّل الوسيط المباشر بين الإنسان والقرود. بعدها بقرن تقريباً، ونتيجة إجراء فحص دقيق للهيكل العظمي، وجدوا بأنه يعود لإنسان عجوز، مشلول نتيجة الإصابة بالتهاب المفاصل osteoarthritis والكُساح rickets! لقد أصبح معروف الآن بأن إنسان "النياندرتال" كان يمشي منتصب القامة كما نفعل نحن. وفي الحقيقة، لو ألبسنا إنسان "النياندرتال" سترة صوفية ووضعنا في فمه غليوناً ثم جعلناه يمشي في ساحة إحدى الجامعات الرئيسية، فسوف يخطئ الكثيرون في الاعتقاد بأنه أحد البروفيسورات أو علماء المستحاثات المرموقين!وفيما يتعلّق بالتّشوّهات الفيزيولوجية، فقد كان لدى "هارولد. جي. كوفين" Harold. G. Coffin من معهد علم دراسة الأرض في Berrien Springs, في ميتشيغن الولايات المتّحدة، ملاحظة حول ذلك, حيث أشار إلى "... أنّ الاكتشاف الحاليّ للمواصفات التقليديّة للإنسان النياندرتالي كان مستنداً في جزء كبير منه على بقايا هياكل عظمية لإنسان مصاب بالتهاب المفاصل الانحلاليّ الحادّ severe osteoarthritis..." وقد وافق الباحثان "شتراوس" Straus، و"غوف" Gove على أنّ هذا الإنسان القديم المصاب بالتهاب المفاصل.. ولديه نظيره في هذا العصر حيث أن الإنسان الحديث يمكن أن يشبهه عندما يكون مصاباً بشيء مماثل وهو التهاب المفاصل الانحلاليّ الشّوكيّ. وهذا يعني أن قطع الهياكل العظمية المكتشفة لا تستطيع إعطاءنا صورة حقيقية عن الإنسان النّياندرتاليّ الطّبيعيّ، والمعافى. أناس يشبهون القردة؟... رأيت اليوم واحداً يقود الباص. شخص مصاب بالتهاب المفاصل؟ أخي مُصاب بهذا الداء ويمشي ببطء لكن كما الشيمبانزي! الشيء الأساسيّ هو أنّك لا تستطيع أن تحدّد زمن الإنسان عن طريق حالته أو شكل رأسه. في العام 1983م، قام عالِم المستحاثات الإنسانية "تيم وايت" Tim White باتهام عالِم آخر يُسمى "نويل بواز" Noel Boaz باقتراف خطأ فادح بعد عجزه عن التمييز بين ضلع دلفين (كائن بحري) وعظمة كتف تابعة لشيمبانزي! حتى أن "بواز" ذهب بعيداً في خياله ليقترح بأن انحناء العظمة قد يشير إلى أن المخلوق يمشي على قدمين وليس أربعة! (تذكّر أن العظمة تعود أساساً لدلفين!). لقد اقترف الأنثروبولوجيون الكثير من الأخطاء الغبية المماثلة، كوصف عظمة الفخذ التابعة لتمساح وحافر حصان (ذو ثلاثة أصابع) على أساس أنها عظام كتف إنسان قديم! وفي العام 1984م، تم الإعلان عن أن كسرة الجمجمة التي تم اكتشافها في أسبانيا قبلها بعام، والتي احتفل الخبراء بأنها أقدم مستحاثة بشرية وُجدت في أوروبا، هي في الحقيقة تابعة لجمجمة حمار عمره 4 سنوات! أما المناظرة التي تم تنظيمها لمناقشة هذا الأمر، فقد تم إلغائها تجنباً للفضيحة المفجعة! حتى التزوير المخادع ليس غريباً عن مجال البحث في أصول الإنسان. في العام 1912م، أعلن عن اكتشاف عظمة فكّ وجزء من جمجمة في إحدى المقالع الحجرية بالقرب من "بيلت داون" Piltdown، إنكلترا. لقد أظهرت عظمة الفكّ سمات تابعة للقرد ما عدا الأسنان المغروسة فيها، والتي أظهرت سمات بشرية. أما قطعة الجمجمة، فكانت أقرب لأن تكون بشرية. تم جمع القطعتين وكأنهما تابعين لمخلوق واحد، والذي نال شهرة واسعة بين العلماء وأصبح معروفاً بـ"رجل بيلت داون" Piltdown man. وقّدر بأن عمره أكثر من نصف مليون سنة واعتُبر بأنه يمثّل إحدى الحلقات الأصيلة في سلسلة مراحل تطوّر الإنسان. لكن في العام 1950م، كشف فحص جديد لهذه القطع بأن عظمة الفكّ لم تحتوي على مادة الفلورايد، مما يشير إلى أن عمرها حديث جداً. لكن الجمجمة أظهرت بأنها تحتوي على كمية كبيرة من الفلورايد، لكن قُدر عمرها بعدة آلاف من السنين. وفي النهاية اكتُشف بأن هذه الدلائل العظمية قد خضعت للمعالجة بأملاح الحديد لجعلها تبدو وكأنها سحيقة في القدم. كما تم كشف خدوش على الأسنان مما يشير إلى أنها تعرّضت للحفّ بواسطة مبرد. خلاصة الكلام، تبيّن أن "رجل بيلت داون" هو مجرّد خدعة كبيرة. تم جمع فكّ قرد حديث وجمجمة بشرية حيث أخضعا لمعالجة خاصة جعلتهما يبدوان كبقايا "إنسان القرد" ape-man، وهذه الخدعة قد انطلت على أبرز وأعظم الخبراء حول العالم! أما الجدال حول من يتحمّل مسؤولية هذا العمل المشين، فلا زال قائماً حتى اليوم. الرئيسيات وأشباه الإنسانPrimates and hominoids يصنّف العلم الإنسان الحديث، أو الهوموسابيان Homo sapien (الرجل العاقل)، في خانة الرئيسيات Primates، والذي يشكّل واحداً من بين 24 خانة متعلقة بالكائنات الثدية mammals. تشمل خانة الرئيسيات كل من "البرو- سيميانات" prosimians (الليمور، اللوريس، القرود الصغيرة)، السعادين monkeys (ذات الذنب)، والقرود الكبيرة great apes (الخالية من الذنب: الغيبون، الأورانغوتان، الشمبانزي، الغوريلا). جميع هذه الرئيسيات المذكورة تشترك ببعض الخواص الجامعة بينها، مثل قدر متطورة على الرؤية، أصابع يد وقدم متحرّكة مع أظافر مسطّحة بدلاً من المخالب، أنف قصير مع حاسة شمّ متراجعة، دماغ كبير بالمقارنة مع حجم الجسم. معظم أتباع نظرية التطوّر يترجمون هذه التشابهات كدلائل على أن كافة الرئيسيات انحدرت من سلف واحد مشترك. في خانة الرئيسيات، يُصنّف الإنسان والقرد وكذلك أسلافهما ضمن العائلة المميزة المسماة بـ"هومينويديا" Hominoidea، وهو المصطلح العلمي لكلمة "أشباه الإنسان" hominoids، والتي تشمل عائلتين معروفتين باسم "بينغيد" pongids (قرود شبه آدمية)، و"هومينيد" hominids (بشر أشباه قرود منتصبون القامة مع أدمغة كبيرة الحجم نسبياً). إن نظرية الانحدار من أسلاف قرود لا تفترض بأن الإنسان انحدر مباشرةً من قرود أحياء، بل كلاهما: القرود الحديثة والإنسان، انحدرا من سلف واحد يميل لشكل القرد. أوّل المخلوقات المشابهة للقرود ظهرت في الفترة الإلوجيسينية Oligocene، بينما القرود الأوائل التي يُظنّ بأنها في طريق التحوّل للبشر ظهرت في الفترة الميوسينية Miocene. (أنظر في جداول الحقب الجيولوجية المذكورة لاحقاً). يُعتقد بأن هذه الكائنات تشمل الـ"دريوبيثاكوس" Dryopithecus، لكن هذه الفكرة تم اعتراضها على أساس أنه رغم حوزة الدريوبيثاكوس لمظهر أقل خصوصية من القرود الحديثة إلا أنها لا زالت أكثر خصوصية من أن تكون قابلة للتحوّل إلى "أشباه بشر" أو حتى "قرود حديثة". بعكس الانطباع الذي تخلقه الصور التوضيحية التي تزيّن مطبوعات العلم المنهجي، والتي غالباً ما تكون ملونة ومرسومة بشكل جميل وساحر، بارزةً سلسلة رتيبة من المستحاثات والبقايا العظمية التي تقود أولاً إلى استنتاج وجود سلف أوّل يظهر على شكل مخلوق "شبه قرد" جميل المظهر، ثم تتقرّع الصور حتى تنتهي إلى قسمين رئيسيين يتمثلان بالإنسان الحديث والقرد الحديث.. هذا العرض الجميل الذي ينطلي على معظم الناس، هو في الحقيقة مجرّد خداع بصري، وخيال وهمي وليس له أي أساس واقعي إطلاقاً. لمدة 50 سنة تقريباً، وبالاستناد فقط على عدة أسنان وكسرات فكّ (حنك)، أصرّ علماء مستحاثات الإنسان على أن مخلوق "الرمابيثاكوس" Ramapithecus، والذي عاش منذ ما بين 16.7 مليون سنة و5.3 مليون سنة، كان يمثّل الوسيط المباشر بين القرد والإنسان، لكن أصبح يُعتقد اليوم بشكل عام أنه يمثّل السلف الأوّل لمخلوق "الأورانغوتان" orangutan (نوع من القرود)، بدلاً من أن يكون بشرياً "شبه قرد" hominid. وهناك مخلوق أخر تم اقتراحه في إحدى الفترات على أنه يمثّل "الحلقة المفقودة"، وهو "الأوريوبيثاكوس" Oreopithecus، والذي يُفترض بأنه عاش منذ ما بين 11.2 إلى 3.4 مليون سنة، لكن هذه الفكرة أيضاً تم استبعادها، حيث علّق عالِم المستحاثات البشرية "ديفيد بيلبيم" David Pilbeam بهذا الخصوص قائلاً: ".. لقد كان للبحث في مخلوق "الأوريوبيثاكوس" تاريخاً مربكاً ومتناقضاً حيث تم وصفه على أنه قرد، سعدان، شبه إنسان، وحتى خنزير!.." في نموذج "شجرة التطوّر"، يظهر بأن البشر والقرود يتشاركون بنفس السلف (الشكل التالي). لكن في الحقيقة، الدلائل على وجود هكذا سلف مشترك هي قابلة للطعن بصحتها بشكل كبير، ولهذا السبب لازال يُُسمى بـ"الحلقة المفقودة". عندما تم اعتناق مذهب نظرية التطوّر لداروين، اقتُرح بأنه في القرن القادم سوفيجمعون دلائل أثرية كافية لإثبات حقيقة أن الإنسان تطوّر من القرد. لقد وعدنا أتباع المذهب الدارويني باكتشاف "الحلقة المفقودة"، لذلك قرروا بأنه وجب عليهم تحقيق ذلك مهما كلّف الأمر. وبدا الأمر أن أي "حلقة مفقودة" قد تفي بالغرض، حيث كلما تم اكتشاف جمجمة أو هيكل عظمي في أفريقيا، يسارع مكتشفيها إلى وصفها على أنها تمثّل "الحلقة المفقودة"، فتظهر العناوين العريضة في الصحف. ثم بعد فترة من الجدل والآراء المتناقضة، تعود الأمور إلى ما كانت عليه من قبل، حيث يتم تصنيف تلك العظام على أنها إما بشرية أو تعود للقرود، فيضيع الأمل من جديد. وحتى هذه اللحظة، لا زالت "الحلقة المفقودة"... مفقودة!إحدى الأمثلة الكلاسيكية على هذا الوضع هو قصة "رجل جافا" الذي اكتشفه"يوجين دوبوا" Eugene Dubois عام 1891م، في جزيرة "جافا"، إندونيسيا. اكتشف "دوبوا" جمجمة مشابهة لشكل القرد، ثم اكتشف عظمة فخذ على بعد 40 قدم من الموقع الأوّل، وقال لنفسه: من الواضح أنها تعود للكائن ذاته، وذلك الكائن مشى باستقامة كالكائن البشري، وكان له جمجمة قرد! وبالتالي لا بد من أن يمثّل هذا الاكتشاف "الحلقة المفقودة"! فظهر ما يُعرف برجل القرد الـ"بيثاكانثروبوس أركتوس" Pithecanthropus erectus. فأصبح لدينا قرد كبير مهجّن مع إنسان يعيش في جافا منذ حوالي مليون سنة.النقطة المهمة بخصوص اكتشاف رجل "جافا" هو أنه يستند على قفزة افتراضية ولا تستند على الواقع إطلاقاً، بحيث تم جمع قطعتين مختلفتين من الدلائل ببعضهما البعض وبطريقة غير علمية وحتى غير قانونية. وفي أواخر حياته اكتشف "دوبوا" بأن الجمجمة تعود لقرد كبير، وأن عظمة الفخذ تعود لإنسان عادي. لكن رغم ذلك كله، استمروا في استعراض رجل "جافا" في متحف العلوم الطبيعية بنيويورك حتى العام 1984م، قبل أن يزيلوه بسبب الخجل والإحراج الذي تأخر كثيراً قبل أن يصيبهم. أكذوبة "لوسي"LUCY لازالت اليوم جميع المتاحف حول العالم تستعرض نموذجاً لهيكل عظمي آخر يعتبرونه "الحلقة المفقودة"، والتي تمثّل السلف المشترك لكل من الإنسان والقرد. إنه الكائن المشهور باسم "لوسي" LUCY. تم اكتشافه من قبل "دونالد يوهانسن" في إثيوبيا، ويقول بأنها كانت شبيهة جداً بالبشر، وقد وافقه الداروينيون، المتلهفين للحصول على أي حلقة مفقودة، على هذا الاقتراح فوراً. لكن هذه الخدعة لم تمرّ بسهولة، حيث معظم الحاضرين في مؤتمر علماء الإنسان، بمناسبة الإعلان عن الاكتشاف، أقاموا جدلاً كبيراً حول إن كانت تميل لشكل القرد أو السعدان. لكن رغم الجدل الكبير الذي أحدثته هذه البقايا المشكوك بها، قام الداروينيون باستعراض هذه العظام بطريقة تجعلها تشبه الحلقة المفقودة، نصف قرد ونصف إنسان. وتُعتبر "لوسي" اليوم بكل جدّية بأنها تمثّل سلفنا المفقود.لكن كل هذه الإجراءات لا تمثّل سوى تفسير علمي محدّد، أي تفسير لوجهة نظر تابعة لمذهب علمي واحد، حيث اعتُبرت العظام ذاتها من قبل علماء آخرون بأنها بكل بساطة عظام تعود لنوع من القرود المنقرضة وليس لها أي علاقة بنا على الإطلاق. لازالت الصحف تبلغ باستمرار عن اكتشافات مهمة تضيف إلى فهمنا حول أصول الإنسان، لكن حتى الآن، لم يتم إيجاد دلائل حاسمة على "الحلقة المفقودة". إذاً ماذا برأيكم سيحصل لنظرية التطوّر إذا عجزوا عن اكتشاف الحلقة المفقودة؟.. تذكّر أنه من دونها، لم يعد هناك أي أساس قوي ومتين لفكرة علاقة الإنسان مع القرود، وبالتالي سوف ينهار هذا النموذج الفكري بسهولة ويندثر إلى الأبد. أسلاف الإنسان؟ الخواص الجسدية التي تميّز "البشر أشباه قرود" hominids من "القرود أشباه البشر" pongids تتمثّل بـ: انتصاب القامة، المشي على رجلين، جماجم مدوّرة، أدمغة أكبر حجماً، أسنان صغيرة الحجم (بما في ذلك أنياب غير مكتملة النمو). إن عائلة "البشر أشباه قرود" لا تشمل فقط فصيلتنا البشرية (الهومو سابيان Homo sapiens)، بل أيضاً أشكال بشرية أكثر بدائية تنتمي إلى جنس الـ"هومو" Homo، وبالأخصّ القرود التي تمشي على رجلين والتي تنتمي لجنس الـ"الأسترالوبيثاكوس" Australopithecus (شبه القرد الجنوبي). الاعتقاد الراسخ اليوم يقول بأن كافة الفصائل المنتمية لـ"البشر أشباه قرود" hominids هي منقرضة تماماً ما عدا فصيلتنا البشرية. لقد أصبح ترتيب الفصائل المختلفة وفق سياق متسلسل في عملية التطوّر يواجه صعوبة تتزايد مع مرور الزمن، حيث يزداد اكتشاف المستحاثات والبقايا الجديدة. كتب عالِما الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) "دونالد جوهانسون" Donald Johanson و"بلايك أدغار" Blake Edgar قائلان:".. بدأت الاكتشافات الاستحاثية البشرية المستمرّة تثبت حقيقة أن شجرة العائلة البشرية هي ليست مجرّد فرع واحد من التسلسل بحيث ينحدر كل نوع عن الآخر بشكل منتظم إلى ن ينتهي الأمر بالإنسان الحديث. لكن بدلاً من ذلك، تكشف تلك المستحاثات عن حقيقة أن أسلافنا يشكلون دغل متعدد الأفرع وليس مجرّد شجرة ذات فرع واحد، وهذا الدغل يحتوي على أفرع لا متناهية من الفصائل التي تتطوّر بشكل مستقل عن بعضها البعض ووفق خطوط تسلسلية مختلفة.."هناك خلافات جدّية حول عدد فصائل الـ"هومو" Homo التي وجب تميزها ومن ثم ترتيبها في شجرة العائلة. السيناريو البسيط الذي يظهر فيه الـ"هومو هابيليس" Homo habilis يتطوّر إلى الـ"هومو إركتوس" Homo erectus، والذي بدوره تطوّر إلى الـ"هومو سابيان" Homo sapiens (نحن) لم يعد صالحاً بعين العلماء وبالتالي تم التخلي عنه منذ زمن، وقد ظهرت فصائل جديدة كثيرة ورغم أنها مثيرة للجدل إلا أنهم أضافوها للشجرة مما زاد الأمر تعقيداً. وفي الوقت الذي يتبنى فيه بعض العلماء الـ"هومو هابيليس" Homo habilis على أنه يمثّل السلف الأنسب للإنسان الحديث، يجادل البعض الآخر بأن الأمر غير ذلك، حيث مثّل هذا المخلوق فرع ميّت بحيث لم ينتج أي ثمرة. في الوقت نفسه، يعتقد بعض العلماء بأن السلف الذي تفرّعت منه الفصائل المتسلسلة المؤدية للإنسان الحديث هو مختلف تماماً، بينما الـ"هومو هابيليس" Homo habilis هو مجرّد فرع آخر انفصل من الـ"الأسترالوبيثاكوس" Australopithecus (شبه القرد الجنوبي)، مشكّلاً فصيلة مستقلة بذاتها، وبالتالي، من المفروض أن نجرّده من المصطلح "هومو" Homo ليبقى الاسم "هابيليس" habilis فقط.الفنانون الداروينيون قبل أن يجرّدوه من شرف الانتساب إلى فصيلة "هومو" Homo عام 1987م بحيث أصبح يحتفظ فقط بالمصطلح "هابيليس" habilis. الرسم على اليمين يمثّل نفس المخلوق، لكن بعد أن تم تجريده من مرتبته البشرية، وبالتالي، ما كان على الفنانين الداروينيين سوى تصويره على شكل أقرب للقرد من الإنسان، كما أن الحجم أصيح أصغر. أعتقد بأنه من الأفضل لو اكتفينا عند هذا الحد في خوضنا بتفاصيل التصنيف والتسمية والادعاءات والأكاذيب والأوهام التي شغلونا بها، حيث هناك الكثير من الأمور المهمة التي وجب معرفتها بدلاً من الانشغال بتفنيد هذه العصفورية المجنونة التي أنشأها علماء الإنسان الداروينيين. ولكي أختصر الأمر، فيما يلي سوف أبيّن مراحل التطوّر الرئيسية التي استقرّ عليها أولئك العلماء الأشاوس في تصنيف سلسلة أسلاف الإنسان. هكذا على الأقل يظهرونها في الكتب والمجلات العلمية الرسمية. شبه القرد الجنوبيAustralopithecus هي فصيلة منقرضة من القرود أشباه البشر، والتي قطنت أفريقيا من حوالي 5.3 مليون سنة إلى بدايات المرحلة البلايستوسينية Pleistocene، أي قبل حوالي 1.6 مليون سنة (أنظر في الجدول التالي). معظم علماء التاريخ البشري المستحاثي paleoanthropologists يعتقدون بأن هذه الفصيلة تمثّل السلف الأوّل للإنسان.شبه القرد الهومو- هابيليسHomo habilis فصيلة منقرضة من القرود أشباه البشر، والتي قطنت في الجزء الأفريقي الواقع جنوبي الصحراء الكبرى، ذلك منذ 2 مليون سنة حتى 1.5 مليون سنة (أنظر في الجدول التالي). هناك الكثير من الجدل القائم حول هذه الفصيلة ومكانتها في مسيرة التطوّر البشري التدريجي، لكنها بشكل عام مقبولة كأحد الأسلاف الأولى للبشرية بعد شبه القرد الجنوبي Australopithecus. شبه القرد الهومو- أركتوسHomo erectus فصيلة منقرضة من القرود أشباه البشر، والذي رغم وجود جدل كبير حوله، يُعتقد بأنه السلف المباشر للإنسان الحديث Homo sapiens. الرجل النياندرتاليNeanderthal يمثّل شكل بدائي من الإنسان الحديث Homo sapiens الذي قطن في معظم أوروبا وحوض البحر المتوسّط في الفترة الممتدة منذ حوالي 100.000 سنة إلى قبل حوالي 30.000 سنة. لقد عُثر على بقايا هذا الكائن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وغربي ووسط آسيا. الإنسان الحديثHomo sapiens إنها الفصيلة التي ينتمي إليها الإنسان الحالي، وتُعتبر (وفق التصنيف العلمي المنهجي) من فصائل أشباه القرود الوحيدة غير المنقرضة. هذا الفصيل من أشباه القرود ابتكر اللغة للتواصل، كما استطاع أن يطوّر قدرة على صنع واستخدام الأدوات المعقّدة. يزعم العلم المنهجي بشكل عام (مع أن هناك جدل كبير حول هذه النقطة) أن هذا النوع قد ظهر قبل 40.000 سنة. ومنذ 10.000 سنة فقط بدأ يصنع الحضارة. المنطق الماورائي لنظرية التطوّر النظرية القائلة بأن ".. فصيلة معيّنة تطوّرت لتتحوّل إلى فصيلة أخرى من خلال تراكم بطيء من التغييرات الطفيفة الحاصلة عبر فترات زمنية طويلة جداً.." تناقضها المكتشفات الاستحاثية دائماً، بما في ذلك بقايا "أشباه الإنسان" hominid. يشير "ستيفن.ج. غولد" Stephen J. Gould إلى أننا ".. لازلنا نفتقد للدلائل الثابتة لوجود أي تغيير تدريجي في الفصائل شبه البشرية.."، وبدلاً من ذلك، تبقى البقايا الاستحاثية كما هي دون أن تشهد أي تغيير طوال ملايين السنين، وهذه الفترات الطويلة يليها مباشرة ظهور مفاجئ لفصائل جديدة. هذه المسألة دعت إلى حصول تعديل كبير في نظرية التطوّر الداروينية وبرز ما هو معروف بالمصطلح punctuated equilibrium ويُقصد به "التحوّل السريع"، أي "التحوّل السريع لأشكال الحياة دون المرور عبر مرحلة طويلة من التطوّر التدريجي". أوّل من اقترح هذه الفرضية هو "غولد" وكذلك "نايلز ألدريدج" Niles Eldredge عام 1972م، وهي مناسبة لتفسير العملية التي وصفوها بالتالي: "تفرّع فصيلة جديدة من فصيلة السلف الأساسية بشكل سريع جداً بحيث ليس هناك فرصة لتترك أي بقايا مستحاثات متسلسلة تكشف عن تحوّلها التدريجي". أما العنصر الأساسي المسؤول عن عملية التحوّل السريعة هذه من الناحية البيولوجية، فهو ما يسميه الداروينيون "الجينات التنظيمية" regulatory genes. وقد استخدمها العلماء بشكل واسع لتفسير ظاهرة حصول تغييرات سريعة ومفاجئة في الفصائل التي تكشف عنها المستحاثات، بدلاً من الكشف عن تطوّر تدريجي وبطيء. لقد اختلقوا هذا النوع من الجينات الوهمية فقط من أجل إنقاذ أنفسهم من المأزق الخطير الذي وجدوا أنفسهم فيه. يوصفون أداء هذا الجين gene السحري بطريقة يخجل حتى المشعوذون اتباعها. يقولون بأن الجينات المناسبة تتحوّل بشكل عشوائي بالطريقة المناسبة وفي الوقت المناسب. أي عندما يحين الوقت المناسب، يتم تفعيل الجينات المناسبة وكبت الجينات غير المناسبة، وهذا يؤدي إلى تجسيد بدعة من بدائع التطوّر العشوائي! كل هذا الكلام الفارغ.. ولازال الداروينيين يصرّون على أنهم لا يؤمنون بالمعجزات! بالإضافة إلى ذلك، وبعكس الانطباع الذي يرغب الداروينيون في تكوينه، فالحقيقة هي أن الجينات genes لا تحمل أي مخطط أوّلي لبناء الكائن العضوي. إنها لا تحمل سوى منظومة تشفير لإنتاج البروتينات. فالبروتينات التي تحددها الجينات التركيبية structural genes توفّر المواد الأولية المُستخدمة لبناء الجسم، بينما البروتينات التي تخصصها الجينات التظيمية regulatory genes تحمل الإشارات التي تعمل على تفعيل أو إبطال الجينات الأخرى. لكن ليس هناك أي جينات تحمل التعليمات المناسبة لقولبة البروتينات لتتحوّل إلى أنسجة ثم أعضاء ثم كائنات حيّة معقّدة، ولا يمكنها تفسير السلوك الغريزي ولا حتى المُكتسب، ولا آلية عمل العقل. هناك بالفعل أقسام كبيرة من الواقع والتي تفتقدها النظرية الداروينية ذات الصبغة المادية. من أجل ظهور فصائل جديدة عبر سلسلة من التغييرات الجينية الخاطفة والسريعة، وجب على هذه التغييرات أن تخضع للتوجيه والتنسيق بطريقة ما. حتى لو افترضنا أن ذلك ممكناً، فإن مسألة انحدار البشر من أسلاف قرود لازالت مجرّد فرضية وهمية وبعيدة جداً عن الواقع. أعتقد بأن المعلومات الواردة في السابق كافية لأن تجعلنا نخرج باستنتاج نهائي يقول: إن الداروينية ليست سوى عصفورية حقيقية لا تستحقّ أن نتناولها بأي حال من الأحول بهذا القدر من الأهمية والجدّية التي تنالها اليوم. لكن السؤال هو: إذا كان الأمر كذلك، لماذا يحتلّ هذا المذهب العلمي تلك المنزلة الرفيعة بين العلوم الأخرى. لماذا لازال يتربع على عرش العالم الأكاديمي دون منازع، ويظم بين أتباعه أبرز الشخصيات العلمية؟ أليس المصداقية التي تمتع بها هي التي منحته هذه المنزلة الأكاديمية الرفيعة؟... وغير ذلك من تساؤلات وتساؤلات.. لكن، للإجابة عليها جميعاً دفعة واحدة، أعتقد بأن الموضوع التالي سوف يفي بالغرض:يبدو أن العامة لا زالت تجهل حقيقة أن المؤسسة العلمية الرسمية لها معايير مزدوجة عندما يتعلّق الأمر بحرية تداول وانتشار المعلومات. والصورة التي لازالت عالقة في أذهان الجميع تتخذ الشكل التالي: العلماء هم على مستوى الرفيع من التعليم والتدريب، وقابلين لأن يعالجوا المعلومات ذهنياً بحيث يستطيعون الخروج باستنتاجات صحيحة وبالتالي هم قادرون على وضع الحد الفاصل بين الحقيقة والوهم، وبين الواقع والخيال. أما باقي الجماهير المتواضعة، فلا يستطيعون العمل في هذا المستوى الفكري الرفيع. لكن في الحقيقة، إن هذا النموذج المثالي والنبيل للعالِم قد تعرّض للاختراق والتشويه بفعل ضغوط ومتطلبات الحياة الواقعية. صحيح أن العلم حقق منافع كثيرة للمجتمع، لكن وجب معرفة أن هذا العلم له جانب مظلم وسلبي أيضاً. أليس هؤلاء العلماء الوديعين والذين يرتدون الأثواب المخبرية البيضاء هم ذاتهم الذين صنعوا لنا القنابل النووية والأسلحة البيولوجية الفتاكة؟ إن نزعة التفوّق التي يتصف بها المجتمع العلمي مخفية تحت واجهة براقة من البروبوغاندا التي تجعلهم يظهرون بمظهر ديمقراطي حيث التواضع ورحابة صدر. ودائماً ما تركّز هذه البروبوغاندا على جعلنا نرى العلم والتقدم يسيران جنباً إلى جنب. أما المسرحيات الاستعراضية، [التي تخدعنا بالاعتقاد بوجود مناظرات واختلافات في الرأي، وطبعاً الانتصار يكون دائماً للحقيقة]، فهي كثيرة. لكن الواقع يختلف تماماً عن ما يجعلونا نراه بأعيننا ونسمعه بآذاننا. يمكننا التعرف على مثال واحد يظهر لنا طريقة تسويق المفاهيم العلمية الرسمية على أنها حقائق ثابتة، وذلك دون أن نشعر بوجود أي مشكلة في المعلومات المطروحة. في العام 2001م، بثّت محطة PBS برنامج وثائقي مؤلف من 7 حلقات، بعنوان "التطوّر" Evolution. من الوهلة الأولى، وبالنسبة لغير المطلعين جيداً، بدا الأمر رتيباً ويخلو من أي مشكلة. لكن خلال تقديم البرنامج على أنه تحقيق صحفي علمي محترف وموضوعي، لم يتصف بأي درجة من الموضوعية الصحفية إطلاقاً. لقد بدا واضحاً أن هذا البرنامج كان يرجّح كفة الميزان نحو اعتبار نظرية النشوء الداروينية على أنها حقيقة علمية ثابتة، وأنها مقبولة من قبل جميع العلماء البارزين حول العالم، وأنه ليس فيها أي ثغرة أو جوانب سلبية كثيرة تتعرّض للانتقاد العلمي. والقائمين على البرنامج لم يكلفوا أنفسهم بإجراء مقابلات مع علماء بارزين آخرين لديهم بعض الانتقادات البسيطة للمذهب الدارويني، مع أنهم ينتمون للمذهب الدارويني أصلاً. من أجل تصحيح هذا الخطأ، أجرت مجموعة من العلماء المعارضين، ومؤلفة من 100 عالِم، مؤتمراً صحفياً عنوانه "معارضة علمية للداروينية"، وقد تقرر موعد المؤتمر في اليوم الأوّل لبثّ البرنامج. وكان "هنري فريتز شيفر" (المرشح لجائزة نوبل) بين المجموعة، حيث شجّع على إجراء مناظرة مفتوحة تتناول النظرية الداروينية، وقال: ".. بعض المدافعين عن الداروينية يلجئون إلى أساليب معيّنة لإثبات "نظرية التطوّر" بينما لا يقبلون أساليب الإثبات ذاتها في حال لجأ إليها آخرون.." يمكننا ملاحظة هذا السلوك غير العلمي حتى في علم الآثار والأنثروبولوجيا أيضاً، حيث يرفض العُلماء بكل بساطة إثبات نظرياتهم، لكنهم بنفس الوقت يعينون أنفسهم كحُكام ويصدرون القرارات الجائرة بخصوص الحقائق الأخرى. إنه من السذاجة الاعتقاد بأن العلماء الذين تعاونوا في إنتاج هذا البرنامج يجهلون حقيقة أنه سوف لن يظهر فيه أي مُعارض للنظرية الداروينية. وحدات الصاعقة والتدخّل السريع الداروينية كان الصحفي العلمي "ريتشارد ميلتون" Richard Milton من بين المؤمنين المتحمسين بالعقيدة الداروينية. لكن في أحد الأيام، وبفضل موهبته الاستقصائية، توصل إلى استنتاجات ساهمت في إيقاظه من سباته الطويل. بعد 20 سنة من الدراسة والكتاب حول نظرية التطوّر، أدرك فجأة بأنها تحتوي على الكثير من الثغرات المربكة. فقرّر أن يخفف من شكوكه عبر محاولة إثبات النظرية بنفسه، وذل كم خلال اتباع وسائل تحقيق صحفية نموذجية. أصبح "ميلتون" زائراً دائماً إلى متحف التاريخ الطبيعي المشهور Natural History Museum في لندن. وقد بذل مجهود كبير في إخضاع كل مبدأ رئيسي للنظرية الداروينية تحت الفحص والاختبار. وقد صُدم بالنتائج. اكتشف أن النظرية لا تستطيع الصمود حتى أمام تحقيق صحفي روتيني. اتخذ هذا الكاتب العلمي المجتهد خطوة جريئة وألف كتاب بعنوان "حقائق الحياة: تحطيم الخرافات الداروينية" The Facts of Life: Shattering the Myths of Darwinism. أصبح واضحاً أن هذه الخرافة قد تحطّمت بالنسبة له شخصياً، لكن الكثير من الخرافات المتعلقة بالعلم بشكل عام سوف تتحطم بعد طهور كتابه. يقول "ميلتون": ".. لقد مورس علي حملة صيد الساحرات من قبل الشرطة الداروينية. إن الأمر مخيّب للأمل فعلاً، حيث وجدت نفسي أوصف من قبل عالِم مرموق في جامعة أكسفورد [ريتشارد دوكنز] على أنني "مجنون" و"غبي" و"بحاجة إلى علاج نفسي"، وهذا هو الجواب الذي تلقيته بعد نشر تقرير العلمي مستقيم.." لكن العالم المرموق "ريتشارد دوكنز" لم يتوقف عند هذا الحد، بل أقام حملة من الرسائل الموجّهة إلى كافة رؤساء تحرير المجلات العلمية، متهماً "ميلتون" بأنه دخيل مهرطق ويجب منع نشر أعماله. إن كل من يفقه القليل في مجال السياسة سوف يدرك بأن هذه إحدى التكتيكات التي ذكرها "ميكافيلي" (في كتاب الأمير) لاغتيال هيبة الشخصية ومصداقيتها. الأمر العجيب هو أن "دوكنز" يُعتبر من بين العلماء المرموقين والمحترمين جداً، وله وزن كبير في المجتمع العلمي. قال "ميلتون" بأن الوضع تفاقم أكثر بعدما طلب منه رئيس تحرير المُلحق العلمي لجريدة التايمز لأن يكتب مقالة ناقدة للداروينية. ونُشر إعلان في الجريدة تقول: ".. في الأسبوع القادم: ريتشارد ميلتون يستمر في هجومه على الداروينية.." بعد أن قرأ "دوكنز" هذا الإعلان، لم يضيّع أي وقت في إطلاق هجومه العنيف على "ميلتون" المسكين. اتصل برئيسة التحرير "أوريول ستيفنز"، واتهم "ميلتون" بأنه "رجعي متديّن" (أي يؤمن بعملية الخلق المذكورة في الإنجيل)، وأمر رئيسة التحرير بأن تمنع نشر المقالة. علِم "ميلتون" بهذه الطعنة التي تلقاها وراء الكواليس، فكتب رسالة استئناف يناشد خلالها "ستيفنز"، لكن رئيسة التحرير خضعت في النهاية لأوامر "دوكنز" ومنعت نشر المقالة. تصوّر لو هذا الأمر حصل مع أحد السياسيين البيروقراطيين، أي استخدم الضغوط ذاتها التي استخدمها "دوكنز" لمنع نشر مقالة صحفية، فلابد من أن يُشعل فضيحة كبرى تؤدي إلى نهايته المهنية. صحيح أن السياسيين يقومون بهذا النوع من الضغوط في أحيان كثيرة، لكن ليس بهذا الفجور والوقاحة. يبدو أن القائمين على المجتمع العلمي لهم وضع خاص، إنهم يمثلون طبقة كهنوتية قائمة بذاتها، لها قدسيتها وحرمتها التي يُحسب لها حساب. هناك حوادث كثيرة مشابهة لهذا النوع تجري يومياً. النظرية الداروينية هي من النظريات التي تُدرّس في المدارس بشكل روتيني دون أن تخضع لأي نوع من المساءلة أو الاستقصاء في مدى صحتها. وحتى هذه اللحظة، لم يُسمح لأي انتقاد علمي رسمي بالتداول إعلامياً أو إعلانياً بخصوص هذه النظرية. الأمر المثير للسخرية هو أنه تم تعيين "ريتشارد دوكنز" في منصب بروفيسور مسؤول عن "الاستيعاب الجماهيري للعلم" في جامعة أكسفورد. إنه في الحقيقة يلعب دور ضابط الأمن، قوة صاعقة، متأهبة دائماً للتدخّل السريع في حال تعرّض المنهج الدارويني للاختراق أو الاعتداء. لازالت المؤسسات العلمية الغربية، وكذلك مؤسسات الإعلام، تتفاخر بموضوعيتها وانفتاحها على كافة الأفكار دون أي انحياز أو أحكام مُسبقة أو خضوع لرقابة من أي نوع. لكن رغم هذه الواجهة الجميلة التي يجاهدون في المحافظة عليها، لا يستطيعون إخفاء حقيقة أنه لم يظهر حتى هذه اللحظة في أي محطة تلفزيونية أي برنامج يفضح تفاصيل الهفوات والثغرات التي تعاني منها النظرية الداروينية، ولا يُسمح لأي عالِم معارض لهذه النظرية أن ينشر ورقة علمية مناقضة لها في أي وسيلة صحفية محترمة. حتى أن الفيلم الوثائقي "الأصول الغامضة للإنسان"، لا يمكن اعتباره هجوماً مباشراً على الداروينية، بل مجرّد تقديم واستعراض دلائل ثابتة لا يمكن إنكارها، لكنها تتعرّض للتجاهل والإهمال من قبل أتباع المذهب الدارويني. بالعودة إلى معاقل النزاهة العلمية والتفكير الحرّ: الصحافة الغربية، حيث يمكن إضافة حادثة أخرى بهدف الكشف عن المدى الذي يمكن أن تصل إليه الأمور. كان "فورسن ميمز" Forest Mims صحفياً علمياً محترفاً، ولم يكن في أي وقت من الأوقات منحازاً أو مثيراً لجدال من أي نوع، ولهذا السبب تم دعوته للكتابة في القسم الأكثر شعبية من مجلة "ساينتيفيك أميريكان" Scientific American الواسعة الانتشار. فقبل العرض بكل سرور. لكن حسب أقواله، اكتشف رئيس تحرير المجلة، "جوناثان بيل" Jonathan Piel، بأنه يكتب في عدد من المجلات الدينية. فطلب من "ميمز" المجيء إلى مكتبه وواجهه بالسؤال: "..هل تؤمن بنظرية التطوّر؟.."، أجابه "ميمز": ".. لا.. وكذلك عالِم المستحاثات المشهور ستيفن جاي غولد لا يؤمن بها..". هذا الجواب لم يمنع رئيس التحرير من حرمان الصحفي من الكتابة في المجلة بعدها بفترة قصيرة. هذه الحملة الخفية الجارية بصمت وعلى نطاق واسع، والهادفة للمحافظة على هيبة النظرية الداروينية وسيطرتها المطلقة على العقول، منعت الكثير من المفكرين والعلماء المستقلين من إيصال أفكارهم وآراءهم للجماهير الواسعة. قال "ريتشارد ملتون":".. يسألني بعض الناس، كيف يمكنك انتقاد نظرية معيّنة طالما انك لا تستطيع استبدالها بنظرية أخرى؟.. وجوابي هو أنني لا أتقبّل ذلك.. وهذا يكفي. فإذا كان الإمبراطور مجرّداً من الثياب فالحقيقة بالتالي هي أن الإمبراطور مجرّداً من الثياب.. والذنب ليس ذنبي.. وإذا كان داروين على خطأ فلا بد من أن يتجرأ احدهم ليشير إليه بإصبعه.." الأصل الغامض للإنسان لقد أصبح يتوضّح لنا بجلاء أن مفهومنا التقليدي حول التاريخ البشري ليس مغلوطاً فحسب ولكنه بحاجة أيضاً لمراجعة شاملة. إن الدلائل على ذلك آخذة بالتراكم وتتعاظم لدرجة أنه لم يعد من الممكن تجاهله. في جميع أنحاء المعمورة، راحت المكتشفات الأثرية تظهر ما هو نقيض كامل للتصوّر التقليدي بخصوص الأصل البشري. ويبدو أن هناك ثورة فكرية في طور التشكّل، وتتبع طريقة مختلفة في النظر لأنفسنا ولأصولنا الحقيقية. تم خلال القرنين الماضيين استخراج العديد من المكتشفات الأثرية التي لا تتوافق مع المقياس الزمني التقليدي لعصور ما قبل التاريخ. هذه المكتشفات والتي تدعى عامةً بـ"الغرائب الأثرية" تم تجاهلها في التقارير المكتوبة حول الموقع الأثري أو تركت مهملة في مستودعات المتاحف ليتراكم فوقها الغبار. لكن بجميع الأحوال فإن الحجم الهائل لتلك المكتشفات المقموعة والنوعية المميّزة لبعضها يدعو إلى إعادة النظر في العوالم التي سبقت عالمنا. لازال الإجماع الأكاديمي يتفق على أن أسلاف الإنسان الحديث قد انحدروا قبل مليون سنة من الآن. أما الإنسان الحديث، أي "الهومو سابيان" homo sapiens، فلم يبرز ككائن متفوّق على سطح الكوكب إلا منذ 50.000 عام. ومنذ 10.000 سنة فقط، بدأ طريقه لصنع الحضارة. وهذا بشكل عام هو الخط الذي يسير عليه علماء الآثار التقليديون وعلماء الاجتماع الذين يدرسون مراحل التطوّر البشري. كل ذلك بالرغم من وجود كم هائل من الدلائل التي تشير إلى عكس ذلك. ونحن طبعاً لا زلنا نستبعد أي حقيقة مناقضة للتوجّه العلمي الرسمي، لأننا لم نفكر يوماً بقراءة إحدى الدّراسات أو الكتب المنبوذة من قبل المؤسّسة العلميّة السّائدة ، ليس لأنَّ هذه الدّراسات غير صحيحة بل لأنّها تتناقض مع توجهات المؤسسة العلمية الرسمية، مثل كتاب "علم الآثار المحظور" Forbidden Archeology 1993، للمؤلفان: "مايكل كريمو" Michael Cremo، وريشارد ثومبسون Richard Thompson، اللذان أوردا، في ما يقارب 900 صفحة، عدد كبير من الدلائل والبراهين والأوراق الموثّقة وبقايا عظام إنسانيّة، بالإضافة إلى أدوات ومصنوعات وغيرها من آثار تشير إلى أنّ بشراً مثلنا (يشبهونا تماماً) عاشوا على هذه الأرض منذ ملايين السّنين! وقدّم الكاتبان إثباتات مقنعة تدلّ على أنََّ المؤسَّسة العلميّة قامت بإخماد وقمع وتجاهل هذه الحقائق تماماً! لأنّها تتناقض مع الرؤية العلميّة المعاصرة تجاه أصول الإنسان ومنابع ثقافاته ومعتقداته. يقترح الكاتبان وجود كم هائل من الدلائل القوية التي تثبت بأن بشراً عصريين كانوا موجودين في كل من الفترة "البلوسينية" Pliocene، "الميوسينية" Miocene، وحتى في الفترة "التيرتيارية" Tertiary، أي قبل ظهور أي قرد أو ما شابه من أسلاف مُفترضة بملايين السنين. مُعظم الاكتشافات تمت على يد علماء محترمين برزوا في القرنين التاسع عشر والعشرين، وقبل أن تم وضع "الجدول الزمني العام" لمسيرة التطوّر البشري وفُرض على الجميع الالتزام به. كتب "كريمو" و"ثومبسون" يقولان: ".. هذه الاكتشافات ليست معروفة جيداً، حيث تم نسيانها من قبل العلم عبر العقود الطويلة أو، في حالات كثيرة، تم إبعادها من تحت الأضواء بفعل منظومة "تصفية المعلومات غير المناسبة". فكانت النتيجة أن الطلاب الحديثين في مجال دراسة المستحاثات البشرية paleoanthropology لم يتعرفوا على كامل طيف الدلائل الأثرية المتعلقة بأصول الإنسان وتاريخه. وبدلاً من ذلك، يتعرّف معظم الناس، بما فيهم الخبراء والعلماء، على مجموعة دلائل مُنتقاة بعناية بحيث تناسب القصة التي يرويها العلم المنهجي، أي ظهور كائنات شبه بشرية تطوّرت من كائنات مشابهة للقرود في أفريقيا خلال بدايات الفترة البليوسينية Pleistocene، وأن الإنسان الحديث تطور في النهاية من تلك الكائنات شبه البشرية في أواخر الفترة البليوسينية، ربما في أفريقيا أو مكان آخر في العالم.." لقد تفحّص الكاتبان بقايا أثرية حديثة الاكتشاف، واستعرضوا كيف يمكن لمفاهيم وتصوّرات نظرية متحيّزة أن تحكم عملية قبول أو رفض الدلائل وطريقة ترجمتها. توصّلا إلى أن أنواع مختلفة من الكائنات شبه البشرية وأشباه القرود كانت متعايشة معاً وبنفس الوقت وعلى مدى ملايين السنين الماضية. لقد استجابت المؤسسة العلمية الرسمية بغضب شديد تجاه هذا التحدي السافر الذي أبداه كل من "كريمو" و"ثومبسون" للمعتقدات الراسخة بعمق في وجدان العلماء المنهجيين. وصف العالم الدارويني البارز "ريتشارد ليكي" Richard Leakey كتابهما بـ"الكلام الفارغ". أما المجلة العلمية المحترمة The American Journal of Physical Anthropology، فقد وصفت الكتاب على أنه "..بدعة هندوسية/تكوينية (أساطير هندية مخلوطة مع روايات سفر التكوين في الإنجيل).. مجرّد قصص أنثروبولوجية ماورائية تهدف للتشويق والإثارة... عبارة عن سخافات لا تستحق الاعتبار والاهتمام.." الكاتبان لا ينكران تعاطفهما مع مؤسسة "باكتيفيدانتا" Bhaktivedanta الروحية، وهي فرع من الجمعية الدولية لـ"وعي كريشنا" Krishna Consciousness، والكثير من النقاد تهجّموا على الكتاب بناء على أساس الإيمان (الهندي) الذي ينتمي إليه مؤلفاه مما جعلهما، كما يزعم النقاد، غير مؤهلان لمناقشة الموضوع من موقع حيادي وغير متحيّز. لكن هذا الموقف غير عادل، حيث أن كافة المؤلفين، بما فيهم الداروينيين، لديهم ميول فلسفية معيّنة يمكنها التأثير على موضوعيتهم. مهما كان الأمر، من المفروض أن تنال كافة الدلائل والحجج القبول أو الرفض بن
(بحث في أصل الإنسان )
حقيقة الإنسان أصل الإنسان إن نظرية "داروين" حول التّطور والارتقاء التي سادت منذ القرن التّاسع عشر قد درّست لنا ونحن لا نزال طلاباً صغاراً مما جعلها تترسّخ في أذهاننا بقوة، وما تزال تدرّس في جميع المؤسسات التّعليميّة المحترمة اليوم. تلك القصّة تقول أنّنا ارتقينا من الحالة البدائية (قرود) إلى حالتنا المدنية المتحضّرة بشكل بطيء وتدريجي. والسّؤال الذي يبرز الآن: أيعقل أن يكون ذلك كلّه مجرّد وهم؟ والسؤال الأكبر هو: هل تم إثبات نظرية "التّطوّر" فعلاً؟ نحن طبعاً لا زلنا نستنزف وقتنا في خوض هذا الجدل السخيف والكلام الفارغ، مستبعدين وجود أي حقيقة أخرى تتحدث عن الإنسان من خلال رواية مختلفة تماماً. نحن لم نفكر يوماً بقراءة إحدى الدّراسات والكتب المنبوذة من قبل المؤسّسة العلميّة السّائدة، ليس لأنَّ هذه الدّراسات غير صحيحة بل لأنّها تتناقض مع توجهات المؤسسة الملتويّة (أتباع المذهب الدارويني)، مثل كتاب "علم الآثار المحرّم" 1993، للمؤلفان: مايكل كريمو، وريشارد ثومبسون. اللذان أوردا عدد كبير من الدلائل والبراهين الموثّقة وبقايا عظام إنسانيّة، بالإضافة إلى أدوات ومصنوعات وغيرها من آثار تشير إلى أنّ بشراً مثلنا (يشبهونا تماماً) قد عاشوا على هذه الأرض منذ ملايين السّنين! وقدّم الكاتبان إثباتات مقنعة تدلّ على أنََّ المؤسَّسة العلميّة قامت بإخماد وقمع وتجاهل هذه الحقائق تماماً، لأنّها تتناقض مع الرؤية العلميّة المعاصرة تجاه أصول الإنسان ومنابع ثقافاته ومعتقداته. أما كتاب المثير للجدل الذي يعود للباحث "لويد باي" (عنوانه: "كل تعرفونه هو خاطئ")، فهو أيضاً لا يقل أهمية من السابق من خلال الإثباتات التي يحتويه وتصب جميعاً في استنتاج واحد: الأصول الفضائية للإنسان! وبالإضافة إلى أعمال أخرى تعود لباحثين مستقلين وتطرح العديد من السيناريوهات المثيرة حول أصول الإنسان. لقد أصبح يتوضّح لنا بجلاء أن مفهومنا التقليدي حول التاريخ البشري ليس مغلوطاً فحسب ولكنه بحاجة أيضاً لمراجعة شاملة. إن الدلائل على ذلك آخذة بالتراكم وتتعاظم لدرجة أنه لم يعد من الممكن تجاهله. في جميع أنحاء المعمورة، راحت المكتشفات الأثرية تظهر ما هو نقيض كامل للتصوّر التقليدي بخصوص الأصل البشري. ويبدو أن هناك ثورة فكرية في طور التشكّل، وتتبع طريقة مختلفة في النظر لأنفسنا ولأصولنا الحقيقية. يجب إعادة النّظر في فترة ما قبل التّاريخ لقد ساهمت وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية في صياغة نظرتنا وطريقة تفكيرنا بطريقة جعلتنا نقبل بوجهة النّظر القائلة بـ"التطوّر مع الزّمن" دون مناقشة. وقد حاول هؤلاء الذين يتحكّمون بنا، وبكلّ طاقتهم، تجاهل الطّبيعة الحقيقيّة للعالم وقاموا بصياغة حقائق مبنية على تخمينات وفرضيات. هل من المهمّ حقاً أن نتعرف على الحقيقة فيما يتعلّق بأصلنا؟ نعم إنّه كذلك, إنه مهمّ جداً.. لو أنكم تعلمون. بفقدان روابطنا التّاريخية بأسلافنا, فقدنا الكثير من إرثنا، وفي إعادة اكتشاف هذه الروابط, ربّما نبدأ بإيجاد أنفسنا. إنّ مسألة التعرّف على حقيقة أصلنا هي مسألة ذات أهمية كبيرة.. إنّها جوهر هويّتنا ومصيرنا... إنّ النّماذج الفكرية التي ننتمي إليها تؤثّر بتصرّفاتنا بشكل عميق. والإنسان الذي يعتقد أنّه أتى من طبيعة حيوانيّة، ربّما يكون ميّالاً أكثر للتصرّف كالحيوان. فالصّورة ليست مهينة فقط، بل إنّها خطيرة أيضاً. والآن, لنترك التّزييف والتزوير, والرّؤية التّقليدية لفترة ما قبل التّاريخ, بفكرتها الخاطئة عن الشّكل البدائيّ للإنسان.. هذا المخلوق الذي يسكن الكهوف, ويستخدم الأدوات الحجريّة، والغير قادر على صنع معجزات الماضي.. بعد أن نتخلى عن هذه المعلومات الخاطئة عن ماضينا وأصلنا، سوف نرى باباً مفتوحاً أمامنا. وسنصبح جاهزين لتفهّم واستيعاب ذلك الماضي العجيب والفاتن كما كان بالفعل..............الأصول الغامضة للإنسانالتاريخ الحقيقي للإنسان إن التاريخ الإنساني الحقيقي لا يتم مداولته في وسائل الإعلام ولا حتى في المؤسسات التعليميَّة رغم الكم الهائل من الاكتشافات الأثرية المثيرة التي يمكن الاعتماد عليها في بناء قصة كاملة متكاملة حول أصول الإنسان. لماذا لازالت نظرية القرن التّاسع عشر حول التّطور والارتقاء تُدرّس لنا وللأجيال الناشئة في جميع الدوائر التّعليميّة الرسمية؟ لماذا لازالوا يرسّخون في عقولنا تلك القصّة التي تقول أنّنا ارتقينا من حالة بدائية أقرب للقرود إلى حالتنا المدنية المتحضّرة بشكل بطيء وتدريجي؟تقترح نظرية التطوّر التي وجدها "داروين" بأن أشكل الحياة أو الفصائل البسيطة قد تطوّرت إلى فصائل أكثر تعقيداً عن طريق تغييرات عرضية حصلت خلال مدة زمنية بعيدة. ووفق هذه النظرية، يمكن للقرد أن يتطوّر ليصبح إنسان خلال خمس ملايين سنة.يجيب العلم على تساؤلاتنا من خلال الاستعراضات السابقة، أي وكأنهم يقولون: "نعم".. هكذا كان أسلافنا.. وبشكل حاسم وغير قابل للجدل. لكن الجواب هو في الحقيقة بعيد عن كونه حاسماً، وهذا الاستعراض هو ليس سوى ترجمة للاكتشافات الأثرية التي أُعلن عنها على حساب إخفاء اكتشافات أخرى. أي هي ترجمة لرؤية تعود لمذهب علمي معيّن، وهناك ترجمات أخرى كثيرة عن أصول الإنسان لكنك لن تجدها في هذا المتحف أو أي متحف رسمي آخر في العالم.وفقاً للعلم المنهجي، فإن البشر مجرّد قروداً متطوّرة نتيجة حصول مجموعة من التحولات الجينية العشوائية والتأثيرات التي تفرضها البيئة المحيطة، مما جعله يحوز على قوة فريدة من الوعي بالذات ومستوى رفيع من العقلانية وقدرة التفكير. لكن رغم ذلك، فإن قوة الدعاية ونفوذ البروبوغاندا التين تسوقانها بهدف ترسيخ نظرية "القرود الأسلاف" لم تستطع إخفاء حقيقة أن الدلائل على هذا الادعاء هي ضئيلة ومتناقضة ومفتوحة أمام عدد كبير من الترجمات والتفسيرات البديلة. قال عالِم الأنثروبولوجيا المشهور "ريتشارد ليكي" Richard Leakey في إحدى المرات:إذا قمنا بجمع في غرفة واحدة كل المستحاثات والبقايا المتحجّرة التي تم اكتشافها حتى الآن حول أسلافنا (وأقربائهم البيواوجية) الذين عاشوا في الماضي البعيد، لنفترض، بين 5 مليون وواحد مليون سنة مضت، فسوف لا نحتاج أكثر من طاولتين لتحويها جميعاً.. معظم المستحاثات شبه البشرية هي عبارة عن كسرات من الأسنان وأجزاء من الجماجم لكن، كما قال يوماً عالِم المستحاثات "ستيفن.ج. غولد" Stephen J. Gould: إنها تخدم كقاعدة تنطلق منها كمية لا متناهية من التخمينات والافتراضات والحكايا الخيالية.." إن ما يلعب الدور الحاسم والنهائي في ترجمة المستحاثات هو المُعتقدات الموجّهة، التوقعات المُسبقة، والأحكام المُسبقة. هذا إلى جانب المنافسات الشخصية والتوق لنيل الشهرة. لقد تحوّل أكثر من عالِم مستحاثات بين ليلة وضحاها إلى أحد المشاهير مجرّد أن أعلن عن إدعاءات مثيرة ومُبالغ بها، ذلك بعد أن وجد عدد من بقايا مُجزّئة تابعة لمخلوق اعتقد بأن له صلة بأصل الإنسان. لكن هكذا ادعاءات تكون نهايتها دائماً إما التعرّض للدحض والتكذيب أو اكتشاف عدم جدواها وبعدها كل البعد عن ما زعمه صاحبها. لازالت التفاصيل المتعلّقة بفرضية انحدارنا من أصل قرد غامضة ومبهمة ومُعرّضة للكثير من الجدالات والمناظرات القائمة بين أتباع نظرية التطوّر نفسهم.لقد حصل عدد كبير من الأخطاء الفاضحة والهفوات الصارخة خلال ترجمة المستحاثات عبر السنوات. في العام 1922م، تم اكتشاف سنّ واحد في "نبراسكا" الغربية western Nebraska (الولايات المتحدة)، وقد صرح عدد من العلماء بأنه يجمع بين خواص الشيمبانزي والإنسان. وقد اشتّهر باسم "رجل نيبراسكا" Nebraska man واعتبره البعض بأنه يمثّل احتمالية كبيرة لأن يكون أحد أسلاف الإنسان المباشرين. بعد خمسة سنوات فقط، أُعلن بأن هذا السن يعود في الحقيقة إلى خنزير! وقد علّق العالِم التكويني Creationist (يستند على النصوص الواردة في سِفِر التكوين، العهد القديم، لتفسير أصول الإنسان) "دوان غيش" Duane Gish على هذه الفضيحة ساخراً: ".. في هذه القضية، جعل العالِم من خنزير إنساناً، والخنزير جعل من العالِم قرداً!.."أوّل هيكل عظمي لإنسان "النياندرتال" Neanderthal man تم نبشه في العام 1856م. وقد صُور بأنه قبيح، متوحّش وعنيف، مع أرجل قصيرة ومقوّسة، ومشية متثاقلة وقامة منحنية، واعتبروه بأنه يمثّل الوسيط المباشر بين الإنسان والقرود. بعدها بقرن تقريباً، ونتيجة إجراء فحص دقيق للهيكل العظمي، وجدوا بأنه يعود لإنسان عجوز، مشلول نتيجة الإصابة بالتهاب المفاصل osteoarthritis والكُساح rickets! لقد أصبح معروف الآن بأن إنسان "النياندرتال" كان يمشي منتصب القامة كما نفعل نحن. وفي الحقيقة، لو ألبسنا إنسان "النياندرتال" سترة صوفية ووضعنا في فمه غليوناً ثم جعلناه يمشي في ساحة إحدى الجامعات الرئيسية، فسوف يخطئ الكثيرون في الاعتقاد بأنه أحد البروفيسورات أو علماء المستحاثات المرموقين!وفيما يتعلّق بالتّشوّهات الفيزيولوجية، فقد كان لدى "هارولد. جي. كوفين" Harold. G. Coffin من معهد علم دراسة الأرض في Berrien Springs, في ميتشيغن الولايات المتّحدة، ملاحظة حول ذلك, حيث أشار إلى "... أنّ الاكتشاف الحاليّ للمواصفات التقليديّة للإنسان النياندرتالي كان مستنداً في جزء كبير منه على بقايا هياكل عظمية لإنسان مصاب بالتهاب المفاصل الانحلاليّ الحادّ severe osteoarthritis..." وقد وافق الباحثان "شتراوس" Straus، و"غوف" Gove على أنّ هذا الإنسان القديم المصاب بالتهاب المفاصل.. ولديه نظيره في هذا العصر حيث أن الإنسان الحديث يمكن أن يشبهه عندما يكون مصاباً بشيء مماثل وهو التهاب المفاصل الانحلاليّ الشّوكيّ. وهذا يعني أن قطع الهياكل العظمية المكتشفة لا تستطيع إعطاءنا صورة حقيقية عن الإنسان النّياندرتاليّ الطّبيعيّ، والمعافى. أناس يشبهون القردة؟... رأيت اليوم واحداً يقود الباص. شخص مصاب بالتهاب المفاصل؟ أخي مُصاب بهذا الداء ويمشي ببطء لكن كما الشيمبانزي! الشيء الأساسيّ هو أنّك لا تستطيع أن تحدّد زمن الإنسان عن طريق حالته أو شكل رأسه. في العام 1983م، قام عالِم المستحاثات الإنسانية "تيم وايت" Tim White باتهام عالِم آخر يُسمى "نويل بواز" Noel Boaz باقتراف خطأ فادح بعد عجزه عن التمييز بين ضلع دلفين (كائن بحري) وعظمة كتف تابعة لشيمبانزي! حتى أن "بواز" ذهب بعيداً في خياله ليقترح بأن انحناء العظمة قد يشير إلى أن المخلوق يمشي على قدمين وليس أربعة! (تذكّر أن العظمة تعود أساساً لدلفين!). لقد اقترف الأنثروبولوجيون الكثير من الأخطاء الغبية المماثلة، كوصف عظمة الفخذ التابعة لتمساح وحافر حصان (ذو ثلاثة أصابع) على أساس أنها عظام كتف إنسان قديم! وفي العام 1984م، تم الإعلان عن أن كسرة الجمجمة التي تم اكتشافها في أسبانيا قبلها بعام، والتي احتفل الخبراء بأنها أقدم مستحاثة بشرية وُجدت في أوروبا، هي في الحقيقة تابعة لجمجمة حمار عمره 4 سنوات! أما المناظرة التي تم تنظيمها لمناقشة هذا الأمر، فقد تم إلغائها تجنباً للفضيحة المفجعة! حتى التزوير المخادع ليس غريباً عن مجال البحث في أصول الإنسان. في العام 1912م، أعلن عن اكتشاف عظمة فكّ وجزء من جمجمة في إحدى المقالع الحجرية بالقرب من "بيلت داون" Piltdown، إنكلترا. لقد أظهرت عظمة الفكّ سمات تابعة للقرد ما عدا الأسنان المغروسة فيها، والتي أظهرت سمات بشرية. أما قطعة الجمجمة، فكانت أقرب لأن تكون بشرية. تم جمع القطعتين وكأنهما تابعين لمخلوق واحد، والذي نال شهرة واسعة بين العلماء وأصبح معروفاً بـ"رجل بيلت داون" Piltdown man. وقّدر بأن عمره أكثر من نصف مليون سنة واعتُبر بأنه يمثّل إحدى الحلقات الأصيلة في سلسلة مراحل تطوّر الإنسان. لكن في العام 1950م، كشف فحص جديد لهذه القطع بأن عظمة الفكّ لم تحتوي على مادة الفلورايد، مما يشير إلى أن عمرها حديث جداً. لكن الجمجمة أظهرت بأنها تحتوي على كمية كبيرة من الفلورايد، لكن قُدر عمرها بعدة آلاف من السنين. وفي النهاية اكتُشف بأن هذه الدلائل العظمية قد خضعت للمعالجة بأملاح الحديد لجعلها تبدو وكأنها سحيقة في القدم. كما تم كشف خدوش على الأسنان مما يشير إلى أنها تعرّضت للحفّ بواسطة مبرد. خلاصة الكلام، تبيّن أن "رجل بيلت داون" هو مجرّد خدعة كبيرة. تم جمع فكّ قرد حديث وجمجمة بشرية حيث أخضعا لمعالجة خاصة جعلتهما يبدوان كبقايا "إنسان القرد" ape-man، وهذه الخدعة قد انطلت على أبرز وأعظم الخبراء حول العالم! أما الجدال حول من يتحمّل مسؤولية هذا العمل المشين، فلا زال قائماً حتى اليوم. الرئيسيات وأشباه الإنسانPrimates and hominoids يصنّف العلم الإنسان الحديث، أو الهوموسابيان Homo sapien (الرجل العاقل)، في خانة الرئيسيات Primates، والذي يشكّل واحداً من بين 24 خانة متعلقة بالكائنات الثدية mammals. تشمل خانة الرئيسيات كل من "البرو- سيميانات" prosimians (الليمور، اللوريس، القرود الصغيرة)، السعادين monkeys (ذات الذنب)، والقرود الكبيرة great apes (الخالية من الذنب: الغيبون، الأورانغوتان، الشمبانزي، الغوريلا). جميع هذه الرئيسيات المذكورة تشترك ببعض الخواص الجامعة بينها، مثل قدر متطورة على الرؤية، أصابع يد وقدم متحرّكة مع أظافر مسطّحة بدلاً من المخالب، أنف قصير مع حاسة شمّ متراجعة، دماغ كبير بالمقارنة مع حجم الجسم. معظم أتباع نظرية التطوّر يترجمون هذه التشابهات كدلائل على أن كافة الرئيسيات انحدرت من سلف واحد مشترك. في خانة الرئيسيات، يُصنّف الإنسان والقرد وكذلك أسلافهما ضمن العائلة المميزة المسماة بـ"هومينويديا" Hominoidea، وهو المصطلح العلمي لكلمة "أشباه الإنسان" hominoids، والتي تشمل عائلتين معروفتين باسم "بينغيد" pongids (قرود شبه آدمية)، و"هومينيد" hominids (بشر أشباه قرود منتصبون القامة مع أدمغة كبيرة الحجم نسبياً). إن نظرية الانحدار من أسلاف قرود لا تفترض بأن الإنسان انحدر مباشرةً من قرود أحياء، بل كلاهما: القرود الحديثة والإنسان، انحدرا من سلف واحد يميل لشكل القرد. أوّل المخلوقات المشابهة للقرود ظهرت في الفترة الإلوجيسينية Oligocene، بينما القرود الأوائل التي يُظنّ بأنها في طريق التحوّل للبشر ظهرت في الفترة الميوسينية Miocene. (أنظر في جداول الحقب الجيولوجية المذكورة لاحقاً). يُعتقد بأن هذه الكائنات تشمل الـ"دريوبيثاكوس" Dryopithecus، لكن هذه الفكرة تم اعتراضها على أساس أنه رغم حوزة الدريوبيثاكوس لمظهر أقل خصوصية من القرود الحديثة إلا أنها لا زالت أكثر خصوصية من أن تكون قابلة للتحوّل إلى "أشباه بشر" أو حتى "قرود حديثة". بعكس الانطباع الذي تخلقه الصور التوضيحية التي تزيّن مطبوعات العلم المنهجي، والتي غالباً ما تكون ملونة ومرسومة بشكل جميل وساحر، بارزةً سلسلة رتيبة من المستحاثات والبقايا العظمية التي تقود أولاً إلى استنتاج وجود سلف أوّل يظهر على شكل مخلوق "شبه قرد" جميل المظهر، ثم تتقرّع الصور حتى تنتهي إلى قسمين رئيسيين يتمثلان بالإنسان الحديث والقرد الحديث.. هذا العرض الجميل الذي ينطلي على معظم الناس، هو في الحقيقة مجرّد خداع بصري، وخيال وهمي وليس له أي أساس واقعي إطلاقاً. لمدة 50 سنة تقريباً، وبالاستناد فقط على عدة أسنان وكسرات فكّ (حنك)، أصرّ علماء مستحاثات الإنسان على أن مخلوق "الرمابيثاكوس" Ramapithecus، والذي عاش منذ ما بين 16.7 مليون سنة و5.3 مليون سنة، كان يمثّل الوسيط المباشر بين القرد والإنسان، لكن أصبح يُعتقد اليوم بشكل عام أنه يمثّل السلف الأوّل لمخلوق "الأورانغوتان" orangutan (نوع من القرود)، بدلاً من أن يكون بشرياً "شبه قرد" hominid. وهناك مخلوق أخر تم اقتراحه في إحدى الفترات على أنه يمثّل "الحلقة المفقودة"، وهو "الأوريوبيثاكوس" Oreopithecus، والذي يُفترض بأنه عاش منذ ما بين 11.2 إلى 3.4 مليون سنة، لكن هذه الفكرة أيضاً تم استبعادها، حيث علّق عالِم المستحاثات البشرية "ديفيد بيلبيم" David Pilbeam بهذا الخصوص قائلاً: ".. لقد كان للبحث في مخلوق "الأوريوبيثاكوس" تاريخاً مربكاً ومتناقضاً حيث تم وصفه على أنه قرد، سعدان، شبه إنسان، وحتى خنزير!.." في نموذج "شجرة التطوّر"، يظهر بأن البشر والقرود يتشاركون بنفس السلف (الشكل التالي). لكن في الحقيقة، الدلائل على وجود هكذا سلف مشترك هي قابلة للطعن بصحتها بشكل كبير، ولهذا السبب لازال يُُسمى بـ"الحلقة المفقودة". عندما تم اعتناق مذهب نظرية التطوّر لداروين، اقتُرح بأنه في القرن القادم سوفيجمعون دلائل أثرية كافية لإثبات حقيقة أن الإنسان تطوّر من القرد. لقد وعدنا أتباع المذهب الدارويني باكتشاف "الحلقة المفقودة"، لذلك قرروا بأنه وجب عليهم تحقيق ذلك مهما كلّف الأمر. وبدا الأمر أن أي "حلقة مفقودة" قد تفي بالغرض، حيث كلما تم اكتشاف جمجمة أو هيكل عظمي في أفريقيا، يسارع مكتشفيها إلى وصفها على أنها تمثّل "الحلقة المفقودة"، فتظهر العناوين العريضة في الصحف. ثم بعد فترة من الجدل والآراء المتناقضة، تعود الأمور إلى ما كانت عليه من قبل، حيث يتم تصنيف تلك العظام على أنها إما بشرية أو تعود للقرود، فيضيع الأمل من جديد. وحتى هذه اللحظة، لا زالت "الحلقة المفقودة"... مفقودة!إحدى الأمثلة الكلاسيكية على هذا الوضع هو قصة "رجل جافا" الذي اكتشفه"يوجين دوبوا" Eugene Dubois عام 1891م، في جزيرة "جافا"، إندونيسيا. اكتشف "دوبوا" جمجمة مشابهة لشكل القرد، ثم اكتشف عظمة فخذ على بعد 40 قدم من الموقع الأوّل، وقال لنفسه: من الواضح أنها تعود للكائن ذاته، وذلك الكائن مشى باستقامة كالكائن البشري، وكان له جمجمة قرد! وبالتالي لا بد من أن يمثّل هذا الاكتشاف "الحلقة المفقودة"! فظهر ما يُعرف برجل القرد الـ"بيثاكانثروبوس أركتوس" Pithecanthropus erectus. فأصبح لدينا قرد كبير مهجّن مع إنسان يعيش في جافا منذ حوالي مليون سنة.النقطة المهمة بخصوص اكتشاف رجل "جافا" هو أنه يستند على قفزة افتراضية ولا تستند على الواقع إطلاقاً، بحيث تم جمع قطعتين مختلفتين من الدلائل ببعضهما البعض وبطريقة غير علمية وحتى غير قانونية. وفي أواخر حياته اكتشف "دوبوا" بأن الجمجمة تعود لقرد كبير، وأن عظمة الفخذ تعود لإنسان عادي. لكن رغم ذلك كله، استمروا في استعراض رجل "جافا" في متحف العلوم الطبيعية بنيويورك حتى العام 1984م، قبل أن يزيلوه بسبب الخجل والإحراج الذي تأخر كثيراً قبل أن يصيبهم. أكذوبة "لوسي"LUCY لازالت اليوم جميع المتاحف حول العالم تستعرض نموذجاً لهيكل عظمي آخر يعتبرونه "الحلقة المفقودة"، والتي تمثّل السلف المشترك لكل من الإنسان والقرد. إنه الكائن المشهور باسم "لوسي" LUCY. تم اكتشافه من قبل "دونالد يوهانسن" في إثيوبيا، ويقول بأنها كانت شبيهة جداً بالبشر، وقد وافقه الداروينيون، المتلهفين للحصول على أي حلقة مفقودة، على هذا الاقتراح فوراً. لكن هذه الخدعة لم تمرّ بسهولة، حيث معظم الحاضرين في مؤتمر علماء الإنسان، بمناسبة الإعلان عن الاكتشاف، أقاموا جدلاً كبيراً حول إن كانت تميل لشكل القرد أو السعدان. لكن رغم الجدل الكبير الذي أحدثته هذه البقايا المشكوك بها، قام الداروينيون باستعراض هذه العظام بطريقة تجعلها تشبه الحلقة المفقودة، نصف قرد ونصف إنسان. وتُعتبر "لوسي" اليوم بكل جدّية بأنها تمثّل سلفنا المفقود.لكن كل هذه الإجراءات لا تمثّل سوى تفسير علمي محدّد، أي تفسير لوجهة نظر تابعة لمذهب علمي واحد، حيث اعتُبرت العظام ذاتها من قبل علماء آخرون بأنها بكل بساطة عظام تعود لنوع من القرود المنقرضة وليس لها أي علاقة بنا على الإطلاق. لازالت الصحف تبلغ باستمرار عن اكتشافات مهمة تضيف إلى فهمنا حول أصول الإنسان، لكن حتى الآن، لم يتم إيجاد دلائل حاسمة على "الحلقة المفقودة". إذاً ماذا برأيكم سيحصل لنظرية التطوّر إذا عجزوا عن اكتشاف الحلقة المفقودة؟.. تذكّر أنه من دونها، لم يعد هناك أي أساس قوي ومتين لفكرة علاقة الإنسان مع القرود، وبالتالي سوف ينهار هذا النموذج الفكري بسهولة ويندثر إلى الأبد. أسلاف الإنسان؟ الخواص الجسدية التي تميّز "البشر أشباه قرود" hominids من "القرود أشباه البشر" pongids تتمثّل بـ: انتصاب القامة، المشي على رجلين، جماجم مدوّرة، أدمغة أكبر حجماً، أسنان صغيرة الحجم (بما في ذلك أنياب غير مكتملة النمو). إن عائلة "البشر أشباه قرود" لا تشمل فقط فصيلتنا البشرية (الهومو سابيان Homo sapiens)، بل أيضاً أشكال بشرية أكثر بدائية تنتمي إلى جنس الـ"هومو" Homo، وبالأخصّ القرود التي تمشي على رجلين والتي تنتمي لجنس الـ"الأسترالوبيثاكوس" Australopithecus (شبه القرد الجنوبي). الاعتقاد الراسخ اليوم يقول بأن كافة الفصائل المنتمية لـ"البشر أشباه قرود" hominids هي منقرضة تماماً ما عدا فصيلتنا البشرية. لقد أصبح ترتيب الفصائل المختلفة وفق سياق متسلسل في عملية التطوّر يواجه صعوبة تتزايد مع مرور الزمن، حيث يزداد اكتشاف المستحاثات والبقايا الجديدة. كتب عالِما الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) "دونالد جوهانسون" Donald Johanson و"بلايك أدغار" Blake Edgar قائلان:".. بدأت الاكتشافات الاستحاثية البشرية المستمرّة تثبت حقيقة أن شجرة العائلة البشرية هي ليست مجرّد فرع واحد من التسلسل بحيث ينحدر كل نوع عن الآخر بشكل منتظم إلى ن ينتهي الأمر بالإنسان الحديث. لكن بدلاً من ذلك، تكشف تلك المستحاثات عن حقيقة أن أسلافنا يشكلون دغل متعدد الأفرع وليس مجرّد شجرة ذات فرع واحد، وهذا الدغل يحتوي على أفرع لا متناهية من الفصائل التي تتطوّر بشكل مستقل عن بعضها البعض ووفق خطوط تسلسلية مختلفة.."هناك خلافات جدّية حول عدد فصائل الـ"هومو" Homo التي وجب تميزها ومن ثم ترتيبها في شجرة العائلة. السيناريو البسيط الذي يظهر فيه الـ"هومو هابيليس" Homo habilis يتطوّر إلى الـ"هومو إركتوس" Homo erectus، والذي بدوره تطوّر إلى الـ"هومو سابيان" Homo sapiens (نحن) لم يعد صالحاً بعين العلماء وبالتالي تم التخلي عنه منذ زمن، وقد ظهرت فصائل جديدة كثيرة ورغم أنها مثيرة للجدل إلا أنهم أضافوها للشجرة مما زاد الأمر تعقيداً. وفي الوقت الذي يتبنى فيه بعض العلماء الـ"هومو هابيليس" Homo habilis على أنه يمثّل السلف الأنسب للإنسان الحديث، يجادل البعض الآخر بأن الأمر غير ذلك، حيث مثّل هذا المخلوق فرع ميّت بحيث لم ينتج أي ثمرة. في الوقت نفسه، يعتقد بعض العلماء بأن السلف الذي تفرّعت منه الفصائل المتسلسلة المؤدية للإنسان الحديث هو مختلف تماماً، بينما الـ"هومو هابيليس" Homo habilis هو مجرّد فرع آخر انفصل من الـ"الأسترالوبيثاكوس" Australopithecus (شبه القرد الجنوبي)، مشكّلاً فصيلة مستقلة بذاتها، وبالتالي، من المفروض أن نجرّده من المصطلح "هومو" Homo ليبقى الاسم "هابيليس" habilis فقط.الفنانون الداروينيون قبل أن يجرّدوه من شرف الانتساب إلى فصيلة "هومو" Homo عام 1987م بحيث أصبح يحتفظ فقط بالمصطلح "هابيليس" habilis. الرسم على اليمين يمثّل نفس المخلوق، لكن بعد أن تم تجريده من مرتبته البشرية، وبالتالي، ما كان على الفنانين الداروينيين سوى تصويره على شكل أقرب للقرد من الإنسان، كما أن الحجم أصيح أصغر. أعتقد بأنه من الأفضل لو اكتفينا عند هذا الحد في خوضنا بتفاصيل التصنيف والتسمية والادعاءات والأكاذيب والأوهام التي شغلونا بها، حيث هناك الكثير من الأمور المهمة التي وجب معرفتها بدلاً من الانشغال بتفنيد هذه العصفورية المجنونة التي أنشأها علماء الإنسان الداروينيين. ولكي أختصر الأمر، فيما يلي سوف أبيّن مراحل التطوّر الرئيسية التي استقرّ عليها أولئك العلماء الأشاوس في تصنيف سلسلة أسلاف الإنسان. هكذا على الأقل يظهرونها في الكتب والمجلات العلمية الرسمية. شبه القرد الجنوبيAustralopithecus هي فصيلة منقرضة من القرود أشباه البشر، والتي قطنت أفريقيا من حوالي 5.3 مليون سنة إلى بدايات المرحلة البلايستوسينية Pleistocene، أي قبل حوالي 1.6 مليون سنة (أنظر في الجدول التالي). معظم علماء التاريخ البشري المستحاثي paleoanthropologists يعتقدون بأن هذه الفصيلة تمثّل السلف الأوّل للإنسان.شبه القرد الهومو- هابيليسHomo habilis فصيلة منقرضة من القرود أشباه البشر، والتي قطنت في الجزء الأفريقي الواقع جنوبي الصحراء الكبرى، ذلك منذ 2 مليون سنة حتى 1.5 مليون سنة (أنظر في الجدول التالي). هناك الكثير من الجدل القائم حول هذه الفصيلة ومكانتها في مسيرة التطوّر البشري التدريجي، لكنها بشكل عام مقبولة كأحد الأسلاف الأولى للبشرية بعد شبه القرد الجنوبي Australopithecus. شبه القرد الهومو- أركتوسHomo erectus فصيلة منقرضة من القرود أشباه البشر، والذي رغم وجود جدل كبير حوله، يُعتقد بأنه السلف المباشر للإنسان الحديث Homo sapiens. الرجل النياندرتاليNeanderthal يمثّل شكل بدائي من الإنسان الحديث Homo sapiens الذي قطن في معظم أوروبا وحوض البحر المتوسّط في الفترة الممتدة منذ حوالي 100.000 سنة إلى قبل حوالي 30.000 سنة. لقد عُثر على بقايا هذا الكائن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وغربي ووسط آسيا. الإنسان الحديثHomo sapiens إنها الفصيلة التي ينتمي إليها الإنسان الحالي، وتُعتبر (وفق التصنيف العلمي المنهجي) من فصائل أشباه القرود الوحيدة غير المنقرضة. هذا الفصيل من أشباه القرود ابتكر اللغة للتواصل، كما استطاع أن يطوّر قدرة على صنع واستخدام الأدوات المعقّدة. يزعم العلم المنهجي بشكل عام (مع أن هناك جدل كبير حول هذه النقطة) أن هذا النوع قد ظهر قبل 40.000 سنة. ومنذ 10.000 سنة فقط بدأ يصنع الحضارة. المنطق الماورائي لنظرية التطوّر النظرية القائلة بأن ".. فصيلة معيّنة تطوّرت لتتحوّل إلى فصيلة أخرى من خلال تراكم بطيء من التغييرات الطفيفة الحاصلة عبر فترات زمنية طويلة جداً.." تناقضها المكتشفات الاستحاثية دائماً، بما في ذلك بقايا "أشباه الإنسان" hominid. يشير "ستيفن.ج. غولد" Stephen J. Gould إلى أننا ".. لازلنا نفتقد للدلائل الثابتة لوجود أي تغيير تدريجي في الفصائل شبه البشرية.."، وبدلاً من ذلك، تبقى البقايا الاستحاثية كما هي دون أن تشهد أي تغيير طوال ملايين السنين، وهذه الفترات الطويلة يليها مباشرة ظهور مفاجئ لفصائل جديدة. هذه المسألة دعت إلى حصول تعديل كبير في نظرية التطوّر الداروينية وبرز ما هو معروف بالمصطلح punctuated equilibrium ويُقصد به "التحوّل السريع"، أي "التحوّل السريع لأشكال الحياة دون المرور عبر مرحلة طويلة من التطوّر التدريجي". أوّل من اقترح هذه الفرضية هو "غولد" وكذلك "نايلز ألدريدج" Niles Eldredge عام 1972م، وهي مناسبة لتفسير العملية التي وصفوها بالتالي: "تفرّع فصيلة جديدة من فصيلة السلف الأساسية بشكل سريع جداً بحيث ليس هناك فرصة لتترك أي بقايا مستحاثات متسلسلة تكشف عن تحوّلها التدريجي". أما العنصر الأساسي المسؤول عن عملية التحوّل السريعة هذه من الناحية البيولوجية، فهو ما يسميه الداروينيون "الجينات التنظيمية" regulatory genes. وقد استخدمها العلماء بشكل واسع لتفسير ظاهرة حصول تغييرات سريعة ومفاجئة في الفصائل التي تكشف عنها المستحاثات، بدلاً من الكشف عن تطوّر تدريجي وبطيء. لقد اختلقوا هذا النوع من الجينات الوهمية فقط من أجل إنقاذ أنفسهم من المأزق الخطير الذي وجدوا أنفسهم فيه. يوصفون أداء هذا الجين gene السحري بطريقة يخجل حتى المشعوذون اتباعها. يقولون بأن الجينات المناسبة تتحوّل بشكل عشوائي بالطريقة المناسبة وفي الوقت المناسب. أي عندما يحين الوقت المناسب، يتم تفعيل الجينات المناسبة وكبت الجينات غير المناسبة، وهذا يؤدي إلى تجسيد بدعة من بدائع التطوّر العشوائي! كل هذا الكلام الفارغ.. ولازال الداروينيين يصرّون على أنهم لا يؤمنون بالمعجزات! بالإضافة إلى ذلك، وبعكس الانطباع الذي يرغب الداروينيون في تكوينه، فالحقيقة هي أن الجينات genes لا تحمل أي مخطط أوّلي لبناء الكائن العضوي. إنها لا تحمل سوى منظومة تشفير لإنتاج البروتينات. فالبروتينات التي تحددها الجينات التركيبية structural genes توفّر المواد الأولية المُستخدمة لبناء الجسم، بينما البروتينات التي تخصصها الجينات التظيمية regulatory genes تحمل الإشارات التي تعمل على تفعيل أو إبطال الجينات الأخرى. لكن ليس هناك أي جينات تحمل التعليمات المناسبة لقولبة البروتينات لتتحوّل إلى أنسجة ثم أعضاء ثم كائنات حيّة معقّدة، ولا يمكنها تفسير السلوك الغريزي ولا حتى المُكتسب، ولا آلية عمل العقل. هناك بالفعل أقسام كبيرة من الواقع والتي تفتقدها النظرية الداروينية ذات الصبغة المادية. من أجل ظهور فصائل جديدة عبر سلسلة من التغييرات الجينية الخاطفة والسريعة، وجب على هذه التغييرات أن تخضع للتوجيه والتنسيق بطريقة ما. حتى لو افترضنا أن ذلك ممكناً، فإن مسألة انحدار البشر من أسلاف قرود لازالت مجرّد فرضية وهمية وبعيدة جداً عن الواقع. أعتقد بأن المعلومات الواردة في السابق كافية لأن تجعلنا نخرج باستنتاج نهائي يقول: إن الداروينية ليست سوى عصفورية حقيقية لا تستحقّ أن نتناولها بأي حال من الأحول بهذا القدر من الأهمية والجدّية التي تنالها اليوم. لكن السؤال هو: إذا كان الأمر كذلك، لماذا يحتلّ هذا المذهب العلمي تلك المنزلة الرفيعة بين العلوم الأخرى. لماذا لازال يتربع على عرش العالم الأكاديمي دون منازع، ويظم بين أتباعه أبرز الشخصيات العلمية؟ أليس المصداقية التي تمتع بها هي التي منحته هذه المنزلة الأكاديمية الرفيعة؟... وغير ذلك من تساؤلات وتساؤلات.. لكن، للإجابة عليها جميعاً دفعة واحدة، أعتقد بأن الموضوع التالي سوف يفي بالغرض:يبدو أن العامة لا زالت تجهل حقيقة أن المؤسسة العلمية الرسمية لها معايير مزدوجة عندما يتعلّق الأمر بحرية تداول وانتشار المعلومات. والصورة التي لازالت عالقة في أذهان الجميع تتخذ الشكل التالي: العلماء هم على مستوى الرفيع من التعليم والتدريب، وقابلين لأن يعالجوا المعلومات ذهنياً بحيث يستطيعون الخروج باستنتاجات صحيحة وبالتالي هم قادرون على وضع الحد الفاصل بين الحقيقة والوهم، وبين الواقع والخيال. أما باقي الجماهير المتواضعة، فلا يستطيعون العمل في هذا المستوى الفكري الرفيع. لكن في الحقيقة، إن هذا النموذج المثالي والنبيل للعالِم قد تعرّض للاختراق والتشويه بفعل ضغوط ومتطلبات الحياة الواقعية. صحيح أن العلم حقق منافع كثيرة للمجتمع، لكن وجب معرفة أن هذا العلم له جانب مظلم وسلبي أيضاً. أليس هؤلاء العلماء الوديعين والذين يرتدون الأثواب المخبرية البيضاء هم ذاتهم الذين صنعوا لنا القنابل النووية والأسلحة البيولوجية الفتاكة؟ إن نزعة التفوّق التي يتصف بها المجتمع العلمي مخفية تحت واجهة براقة من البروبوغاندا التي تجعلهم يظهرون بمظهر ديمقراطي حيث التواضع ورحابة صدر. ودائماً ما تركّز هذه البروبوغاندا على جعلنا نرى العلم والتقدم يسيران جنباً إلى جنب. أما المسرحيات الاستعراضية، [التي تخدعنا بالاعتقاد بوجود مناظرات واختلافات في الرأي، وطبعاً الانتصار يكون دائماً للحقيقة]، فهي كثيرة. لكن الواقع يختلف تماماً عن ما يجعلونا نراه بأعيننا ونسمعه بآذاننا. يمكننا التعرف على مثال واحد يظهر لنا طريقة تسويق المفاهيم العلمية الرسمية على أنها حقائق ثابتة، وذلك دون أن نشعر بوجود أي مشكلة في المعلومات المطروحة. في العام 2001م، بثّت محطة PBS برنامج وثائقي مؤلف من 7 حلقات، بعنوان "التطوّر" Evolution. من الوهلة الأولى، وبالنسبة لغير المطلعين جيداً، بدا الأمر رتيباً ويخلو من أي مشكلة. لكن خلال تقديم البرنامج على أنه تحقيق صحفي علمي محترف وموضوعي، لم يتصف بأي درجة من الموضوعية الصحفية إطلاقاً. لقد بدا واضحاً أن هذا البرنامج كان يرجّح كفة الميزان نحو اعتبار نظرية النشوء الداروينية على أنها حقيقة علمية ثابتة، وأنها مقبولة من قبل جميع العلماء البارزين حول العالم، وأنه ليس فيها أي ثغرة أو جوانب سلبية كثيرة تتعرّض للانتقاد العلمي. والقائمين على البرنامج لم يكلفوا أنفسهم بإجراء مقابلات مع علماء بارزين آخرين لديهم بعض الانتقادات البسيطة للمذهب الدارويني، مع أنهم ينتمون للمذهب الدارويني أصلاً. من أجل تصحيح هذا الخطأ، أجرت مجموعة من العلماء المعارضين، ومؤلفة من 100 عالِم، مؤتمراً صحفياً عنوانه "معارضة علمية للداروينية"، وقد تقرر موعد المؤتمر في اليوم الأوّل لبثّ البرنامج. وكان "هنري فريتز شيفر" (المرشح لجائزة نوبل) بين المجموعة، حيث شجّع على إجراء مناظرة مفتوحة تتناول النظرية الداروينية، وقال: ".. بعض المدافعين عن الداروينية يلجئون إلى أساليب معيّنة لإثبات "نظرية التطوّر" بينما لا يقبلون أساليب الإثبات ذاتها في حال لجأ إليها آخرون.." يمكننا ملاحظة هذا السلوك غير العلمي حتى في علم الآثار والأنثروبولوجيا أيضاً، حيث يرفض العُلماء بكل بساطة إثبات نظرياتهم، لكنهم بنفس الوقت يعينون أنفسهم كحُكام ويصدرون القرارات الجائرة بخصوص الحقائق الأخرى. إنه من السذاجة الاعتقاد بأن العلماء الذين تعاونوا في إنتاج هذا البرنامج يجهلون حقيقة أنه سوف لن يظهر فيه أي مُعارض للنظرية الداروينية. وحدات الصاعقة والتدخّل السريع الداروينية كان الصحفي العلمي "ريتشارد ميلتون" Richard Milton من بين المؤمنين المتحمسين بالعقيدة الداروينية. لكن في أحد الأيام، وبفضل موهبته الاستقصائية، توصل إلى استنتاجات ساهمت في إيقاظه من سباته الطويل. بعد 20 سنة من الدراسة والكتاب حول نظرية التطوّر، أدرك فجأة بأنها تحتوي على الكثير من الثغرات المربكة. فقرّر أن يخفف من شكوكه عبر محاولة إثبات النظرية بنفسه، وذل كم خلال اتباع وسائل تحقيق صحفية نموذجية. أصبح "ميلتون" زائراً دائماً إلى متحف التاريخ الطبيعي المشهور Natural History Museum في لندن. وقد بذل مجهود كبير في إخضاع كل مبدأ رئيسي للنظرية الداروينية تحت الفحص والاختبار. وقد صُدم بالنتائج. اكتشف أن النظرية لا تستطيع الصمود حتى أمام تحقيق صحفي روتيني. اتخذ هذا الكاتب العلمي المجتهد خطوة جريئة وألف كتاب بعنوان "حقائق الحياة: تحطيم الخرافات الداروينية" The Facts of Life: Shattering the Myths of Darwinism. أصبح واضحاً أن هذه الخرافة قد تحطّمت بالنسبة له شخصياً، لكن الكثير من الخرافات المتعلقة بالعلم بشكل عام سوف تتحطم بعد طهور كتابه. يقول "ميلتون": ".. لقد مورس علي حملة صيد الساحرات من قبل الشرطة الداروينية. إن الأمر مخيّب للأمل فعلاً، حيث وجدت نفسي أوصف من قبل عالِم مرموق في جامعة أكسفورد [ريتشارد دوكنز] على أنني "مجنون" و"غبي" و"بحاجة إلى علاج نفسي"، وهذا هو الجواب الذي تلقيته بعد نشر تقرير العلمي مستقيم.." لكن العالم المرموق "ريتشارد دوكنز" لم يتوقف عند هذا الحد، بل أقام حملة من الرسائل الموجّهة إلى كافة رؤساء تحرير المجلات العلمية، متهماً "ميلتون" بأنه دخيل مهرطق ويجب منع نشر أعماله. إن كل من يفقه القليل في مجال السياسة سوف يدرك بأن هذه إحدى التكتيكات التي ذكرها "ميكافيلي" (في كتاب الأمير) لاغتيال هيبة الشخصية ومصداقيتها. الأمر العجيب هو أن "دوكنز" يُعتبر من بين العلماء المرموقين والمحترمين جداً، وله وزن كبير في المجتمع العلمي. قال "ميلتون" بأن الوضع تفاقم أكثر بعدما طلب منه رئيس تحرير المُلحق العلمي لجريدة التايمز لأن يكتب مقالة ناقدة للداروينية. ونُشر إعلان في الجريدة تقول: ".. في الأسبوع القادم: ريتشارد ميلتون يستمر في هجومه على الداروينية.." بعد أن قرأ "دوكنز" هذا الإعلان، لم يضيّع أي وقت في إطلاق هجومه العنيف على "ميلتون" المسكين. اتصل برئيسة التحرير "أوريول ستيفنز"، واتهم "ميلتون" بأنه "رجعي متديّن" (أي يؤمن بعملية الخلق المذكورة في الإنجيل)، وأمر رئيسة التحرير بأن تمنع نشر المقالة. علِم "ميلتون" بهذه الطعنة التي تلقاها وراء الكواليس، فكتب رسالة استئناف يناشد خلالها "ستيفنز"، لكن رئيسة التحرير خضعت في النهاية لأوامر "دوكنز" ومنعت نشر المقالة. تصوّر لو هذا الأمر حصل مع أحد السياسيين البيروقراطيين، أي استخدم الضغوط ذاتها التي استخدمها "دوكنز" لمنع نشر مقالة صحفية، فلابد من أن يُشعل فضيحة كبرى تؤدي إلى نهايته المهنية. صحيح أن السياسيين يقومون بهذا النوع من الضغوط في أحيان كثيرة، لكن ليس بهذا الفجور والوقاحة. يبدو أن القائمين على المجتمع العلمي لهم وضع خاص، إنهم يمثلون طبقة كهنوتية قائمة بذاتها، لها قدسيتها وحرمتها التي يُحسب لها حساب. هناك حوادث كثيرة مشابهة لهذا النوع تجري يومياً. النظرية الداروينية هي من النظريات التي تُدرّس في المدارس بشكل روتيني دون أن تخضع لأي نوع من المساءلة أو الاستقصاء في مدى صحتها. وحتى هذه اللحظة، لم يُسمح لأي انتقاد علمي رسمي بالتداول إعلامياً أو إعلانياً بخصوص هذه النظرية. الأمر المثير للسخرية هو أنه تم تعيين "ريتشارد دوكنز" في منصب بروفيسور مسؤول عن "الاستيعاب الجماهيري للعلم" في جامعة أكسفورد. إنه في الحقيقة يلعب دور ضابط الأمن، قوة صاعقة، متأهبة دائماً للتدخّل السريع في حال تعرّض المنهج الدارويني للاختراق أو الاعتداء. لازالت المؤسسات العلمية الغربية، وكذلك مؤسسات الإعلام، تتفاخر بموضوعيتها وانفتاحها على كافة الأفكار دون أي انحياز أو أحكام مُسبقة أو خضوع لرقابة من أي نوع. لكن رغم هذه الواجهة الجميلة التي يجاهدون في المحافظة عليها، لا يستطيعون إخفاء حقيقة أنه لم يظهر حتى هذه اللحظة في أي محطة تلفزيونية أي برنامج يفضح تفاصيل الهفوات والثغرات التي تعاني منها النظرية الداروينية، ولا يُسمح لأي عالِم معارض لهذه النظرية أن ينشر ورقة علمية مناقضة لها في أي وسيلة صحفية محترمة. حتى أن الفيلم الوثائقي "الأصول الغامضة للإنسان"، لا يمكن اعتباره هجوماً مباشراً على الداروينية، بل مجرّد تقديم واستعراض دلائل ثابتة لا يمكن إنكارها، لكنها تتعرّض للتجاهل والإهمال من قبل أتباع المذهب الدارويني. بالعودة إلى معاقل النزاهة العلمية والتفكير الحرّ: الصحافة الغربية، حيث يمكن إضافة حادثة أخرى بهدف الكشف عن المدى الذي يمكن أن تصل إليه الأمور. كان "فورسن ميمز" Forest Mims صحفياً علمياً محترفاً، ولم يكن في أي وقت من الأوقات منحازاً أو مثيراً لجدال من أي نوع، ولهذا السبب تم دعوته للكتابة في القسم الأكثر شعبية من مجلة "ساينتيفيك أميريكان" Scientific American الواسعة الانتشار. فقبل العرض بكل سرور. لكن حسب أقواله، اكتشف رئيس تحرير المجلة، "جوناثان بيل" Jonathan Piel، بأنه يكتب في عدد من المجلات الدينية. فطلب من "ميمز" المجيء إلى مكتبه وواجهه بالسؤال: "..هل تؤمن بنظرية التطوّر؟.."، أجابه "ميمز": ".. لا.. وكذلك عالِم المستحاثات المشهور ستيفن جاي غولد لا يؤمن بها..". هذا الجواب لم يمنع رئيس التحرير من حرمان الصحفي من الكتابة في المجلة بعدها بفترة قصيرة. هذه الحملة الخفية الجارية بصمت وعلى نطاق واسع، والهادفة للمحافظة على هيبة النظرية الداروينية وسيطرتها المطلقة على العقول، منعت الكثير من المفكرين والعلماء المستقلين من إيصال أفكارهم وآراءهم للجماهير الواسعة. قال "ريتشارد ملتون":".. يسألني بعض الناس، كيف يمكنك انتقاد نظرية معيّنة طالما انك لا تستطيع استبدالها بنظرية أخرى؟.. وجوابي هو أنني لا أتقبّل ذلك.. وهذا يكفي. فإذا كان الإمبراطور مجرّداً من الثياب فالحقيقة بالتالي هي أن الإمبراطور مجرّداً من الثياب.. والذنب ليس ذنبي.. وإذا كان داروين على خطأ فلا بد من أن يتجرأ احدهم ليشير إليه بإصبعه.." الأصل الغامض للإنسان لقد أصبح يتوضّح لنا بجلاء أن مفهومنا التقليدي حول التاريخ البشري ليس مغلوطاً فحسب ولكنه بحاجة أيضاً لمراجعة شاملة. إن الدلائل على ذلك آخذة بالتراكم وتتعاظم لدرجة أنه لم يعد من الممكن تجاهله. في جميع أنحاء المعمورة، راحت المكتشفات الأثرية تظهر ما هو نقيض كامل للتصوّر التقليدي بخصوص الأصل البشري. ويبدو أن هناك ثورة فكرية في طور التشكّل، وتتبع طريقة مختلفة في النظر لأنفسنا ولأصولنا الحقيقية. تم خلال القرنين الماضيين استخراج العديد من المكتشفات الأثرية التي لا تتوافق مع المقياس الزمني التقليدي لعصور ما قبل التاريخ. هذه المكتشفات والتي تدعى عامةً بـ"الغرائب الأثرية" تم تجاهلها في التقارير المكتوبة حول الموقع الأثري أو تركت مهملة في مستودعات المتاحف ليتراكم فوقها الغبار. لكن بجميع الأحوال فإن الحجم الهائل لتلك المكتشفات المقموعة والنوعية المميّزة لبعضها يدعو إلى إعادة النظر في العوالم التي سبقت عالمنا. لازال الإجماع الأكاديمي يتفق على أن أسلاف الإنسان الحديث قد انحدروا قبل مليون سنة من الآن. أما الإنسان الحديث، أي "الهومو سابيان" homo sapiens، فلم يبرز ككائن متفوّق على سطح الكوكب إلا منذ 50.000 عام. ومنذ 10.000 سنة فقط، بدأ طريقه لصنع الحضارة. وهذا بشكل عام هو الخط الذي يسير عليه علماء الآثار التقليديون وعلماء الاجتماع الذين يدرسون مراحل التطوّر البشري. كل ذلك بالرغم من وجود كم هائل من الدلائل التي تشير إلى عكس ذلك. ونحن طبعاً لا زلنا نستبعد أي حقيقة مناقضة للتوجّه العلمي الرسمي، لأننا لم نفكر يوماً بقراءة إحدى الدّراسات أو الكتب المنبوذة من قبل المؤسّسة العلميّة السّائدة ، ليس لأنَّ هذه الدّراسات غير صحيحة بل لأنّها تتناقض مع توجهات المؤسسة العلمية الرسمية، مثل كتاب "علم الآثار المحظور" Forbidden Archeology 1993، للمؤلفان: "مايكل كريمو" Michael Cremo، وريشارد ثومبسون Richard Thompson، اللذان أوردا، في ما يقارب 900 صفحة، عدد كبير من الدلائل والبراهين والأوراق الموثّقة وبقايا عظام إنسانيّة، بالإضافة إلى أدوات ومصنوعات وغيرها من آثار تشير إلى أنّ بشراً مثلنا (يشبهونا تماماً) عاشوا على هذه الأرض منذ ملايين السّنين! وقدّم الكاتبان إثباتات مقنعة تدلّ على أنََّ المؤسَّسة العلميّة قامت بإخماد وقمع وتجاهل هذه الحقائق تماماً! لأنّها تتناقض مع الرؤية العلميّة المعاصرة تجاه أصول الإنسان ومنابع ثقافاته ومعتقداته. يقترح الكاتبان وجود كم هائل من الدلائل القوية التي تثبت بأن بشراً عصريين كانوا موجودين في كل من الفترة "البلوسينية" Pliocene، "الميوسينية" Miocene، وحتى في الفترة "التيرتيارية" Tertiary، أي قبل ظهور أي قرد أو ما شابه من أسلاف مُفترضة بملايين السنين. مُعظم الاكتشافات تمت على يد علماء محترمين برزوا في القرنين التاسع عشر والعشرين، وقبل أن تم وضع "الجدول الزمني العام" لمسيرة التطوّر البشري وفُرض على الجميع الالتزام به. كتب "كريمو" و"ثومبسون" يقولان: ".. هذه الاكتشافات ليست معروفة جيداً، حيث تم نسيانها من قبل العلم عبر العقود الطويلة أو، في حالات كثيرة، تم إبعادها من تحت الأضواء بفعل منظومة "تصفية المعلومات غير المناسبة". فكانت النتيجة أن الطلاب الحديثين في مجال دراسة المستحاثات البشرية paleoanthropology لم يتعرفوا على كامل طيف الدلائل الأثرية المتعلقة بأصول الإنسان وتاريخه. وبدلاً من ذلك، يتعرّف معظم الناس، بما فيهم الخبراء والعلماء، على مجموعة دلائل مُنتقاة بعناية بحيث تناسب القصة التي يرويها العلم المنهجي، أي ظهور كائنات شبه بشرية تطوّرت من كائنات مشابهة للقرود في أفريقيا خلال بدايات الفترة البليوسينية Pleistocene، وأن الإنسان الحديث تطور في النهاية من تلك الكائنات شبه البشرية في أواخر الفترة البليوسينية، ربما في أفريقيا أو مكان آخر في العالم.." لقد تفحّص الكاتبان بقايا أثرية حديثة الاكتشاف، واستعرضوا كيف يمكن لمفاهيم وتصوّرات نظرية متحيّزة أن تحكم عملية قبول أو رفض الدلائل وطريقة ترجمتها. توصّلا إلى أن أنواع مختلفة من الكائنات شبه البشرية وأشباه القرود كانت متعايشة معاً وبنفس الوقت وعلى مدى ملايين السنين الماضية. لقد استجابت المؤسسة العلمية الرسمية بغضب شديد تجاه هذا التحدي السافر الذي أبداه كل من "كريمو" و"ثومبسون" للمعتقدات الراسخة بعمق في وجدان العلماء المنهجيين. وصف العالم الدارويني البارز "ريتشارد ليكي" Richard Leakey كتابهما بـ"الكلام الفارغ". أما المجلة العلمية المحترمة The American Journal of Physical Anthropology، فقد وصفت الكتاب على أنه "..بدعة هندوسية/تكوينية (أساطير هندية مخلوطة مع روايات سفر التكوين في الإنجيل).. مجرّد قصص أنثروبولوجية ماورائية تهدف للتشويق والإثارة... عبارة عن سخافات لا تستحق الاعتبار والاهتمام.." الكاتبان لا ينكران تعاطفهما مع مؤسسة "باكتيفيدانتا" Bhaktivedanta الروحية، وهي فرع من الجمعية الدولية لـ"وعي كريشنا" Krishna Consciousness، والكثير من النقاد تهجّموا على الكتاب بناء على أساس الإيمان (الهندي) الذي ينتمي إليه مؤلفاه مما جعلهما، كما يزعم النقاد، غير مؤهلان لمناقشة الموضوع من موقع حيادي وغير متحيّز. لكن هذا الموقف غير عادل، حيث أن كافة المؤلفين، بما فيهم الداروينيين، لديهم ميول فلسفية معيّنة يمكنها التأثير على موضوعيتهم. مهما كان الأمر، من المفروض أن تنال كافة الدلائل والحجج القبول أو الرفض بن
تكملة المقال اعلاه
حيث أن كافة المؤلفين، بما فيهم الداروينيين، لديهم ميول فلسفية معيّنة يمكنها التأثير على موضوعيتهم. مهما كان الأمر، من المفروض أن تنال كافة الدلائل والحجج القبول أو الرفض بناءً على أهليتها ومصداقيتها، فلا يمكننا رفض عمل معيّن بناء على الميول الفلسفية أو الأيديولوجية وحتى الدينية للمؤلفين والباحثين. لم تكن ردود الفعل من العلماء الرسميين سلبية بالكامل، بل أدرك بعضهم جودة العمل والمهنية العالية التي اتصف بها الكتاب. كتب "ديفيد هيبيل" David Heppell من قسم التاريخ الطبيعي في المتحف الملكي باسكتلندا يقول:".. إنه عمل شامل وتصف بدرجة عالية من الاحتراف والثقافة... إذا قبل أحدنا أم لم يقبل تلك الدلائل المُقدمة في الكتاب، فإنها تبدو بكل تأكيد وكأنه لم يعد هناك جدوى من تجاهلها.." لقد صدر كتاب واحد على الأقل، كمحاولة جدّية من قبل أحد الداروينيين لدحض وتكذيب ما ورد في كتاب "علم الآثار المحظور"، لكن بدا واضحاً أن المؤلّف حاول فقط البحث عن الفجوات في بعض المسائل الواردة فيه، أما الأغلبية الباقية من الكتاب، فقد تركها دون أن يحرّك بها ساكناً. معظم الدلائل الأثرية التي قدمها المؤلفان "كريمو" و"ثومبسون" في الكتاب كانت قد اكتُشفت بعد نشر كتاب "أصل الأجناس" The Origin of Species في العام 1859م. في ذلك الوقت، لم يكن هناك أي مستحاثات ذات أهمية سوى بقايا إنسان النياندرتال Neanderthal، كما أنه لم يكن هناك أي قصّة ثابتة حول أصل الإنسان لكي يُدافع عنها ضد أفكار داروين. وكنتيجة لهذا الأمر، كافة الاكتشافات التي بلّغ عنها العلماء الرسميون والمناقضة للداروينية لم تجد طريقها إلى صفحات المجلات الأكاديمية المحترمة. مُعظم المُستحاثات واللُقى الأثرية، التي تُعتبر "شاذة" بالنسبة للمنهج الدارويني، قد تم استخراجها قبل اكتشاف "يوجين دوبوا" Eugene Dubois المزعوم لرجل "جافا" Java man عام 1891 ـ 1892م. لقد قام "دوبوا" بتصنيف رجل "جافا" وفق المصطلح "بيثكانثروبوس أركتوس" Pithecanthropus erectus، معتقداً بأنه يمثّل صلة الوصل بين القرود وفصيلة الـ"هومو" Homo (أسلاف الإنسان المباشرون)، لكنه اليوم يُصنّف بأنه يمثّل مخلوق الـ"هومو أركتوس" Homo erectus. تم إيجاد رجل "جافا" في طبقات أرضية تعود للفترة البليوستينية المتوسطة Middle Pleistocene وقُدر عمره بحوالي 800 ألف سنة. لقد أصبح الاكتشاف نقطة علام تاريخية. وبالتالي، أصبح العلماء يرفضون تقبّل أي مستحاثات أو لُقى أثرية تابعة للإنسان العصري في طبقات أرضية متساوية أو أكثر عمقاً من تلك التي وُجد فيها رجل "جافا". وإذا أتوا على هكذا اكتشافات وجهاً لوجه، فسوف يحكمون فوراً بأن هذا مستحيل ويبحثون عن طريقة للتخلّص من هذا الاكتشاف "الشاذ" فيقررون بأنه مجرّد وهم، أو تزوير، أو حصل نتيجة خطأ ما في التقييم العلمي، أو غيرها من حجج وأعذار مختلفة يتم تسويقها حسب الحالة والظرف. في العام 1884م، كتب عالِم الأنثروبولوجيا "أرماند دي كواتريفغ" Armand de Quatrefages يقول: ".. يبدو أن الاعتراضات على وجود الإنسان في الفترتين "البليوسينية" Pliocene و"الميوسينية" Miocene تتعلّق باعتبارات نظرية أكثر من كونها ملاحظات ميدانية مباشرة.."وقد عبّر العالِم "ألفرد ولاس" Alfred Wallace عن امتعاضه من حقيقة أن الدلائل على وجود إنسان حديث في المرحلة "الترتيارية" Tertiary تتعرّض دائماً للهجوم الشرس وبواسطة كافة الأسلحة المتوفرة بما في ذلك الشكّ المهين، والاتهامات الجارحة، والسخرية الوقحة. في النصف الأخير من القرن التاسع عشر، اكتشف عدد من العلماء عظام مكسورة ومحززة وكذلك مصنوعات صدفية تشير إلى وجود إنسان عاقل في كل من الفترة "البليوسينية" Pliocene، "الميوسينية" Miocene، وحتى في فترات أبكر بكثير. أما منتقدو هذه الاكتشافات، فيقترحون بأن علامات وآثار الحفر والتحزيز هي ناتجة من أفعال عفوية سببتها الكائنات المفترسة أو ربما الضغوطات الجيولوجية. لكن الداعمين للاكتشافات قدموا حجج وبراهين مفصّلة تثبت أنها مصنوعات بشرية. كما أن العلماء استخرجوا كميات كبيرة من ما يفترضون بأنها أدوات وأسلحة حجرية. وقد تم التبليغ عن هذه الاكتشافات في المجلات العلمية المحترمة وحصلت نقاشات كثيرة حولها في المؤتمرات العلمية البارزة، لكن اليوم بالكاد يسمع عنها أحد. النظرة السائدة نقول بأن "أشباه القرود" الذين عاشوا في أواخر وأواسط الفترة "البليوسينية" كانوا مجرّد مخلوقات "أوسترالوبيثاكية" australopithecines بدائية جداً لدرجة أنها تعجز عن صنع الأدوات الحجرية. لقد استعرض كل من "كريمو" و"ثومبسون" كيف أن علماء المستحاثات البشرية العصريين يتعاملون مع الدلائل الأثرية بازدواجية المعايير. فإذا توافق أحد الاكتشافات مع النظرية القائمة، فسوف يتم قبولها بسهولة ويسر، بينما إذا تم اكتشاف دلائل أثرية "شاذة"، فسوف يخضعونها لفحوصات دقيقة ونتائج هذه الفحوصات تكون معروفة مسبقاً: سوف لن تُعتبر اكتشافات حقيقية! وقد جذب المؤلفان الانتباه نحو الممارسة المضللة وغير الصادقة خلال تحديد التاريخ مورفولوجياً. أي أنه، إذا تم اكتشاف "شبه بشري" قريب للإنسان، وبنفس الوقت اكتُشف "شبه بشري" قريب للقرد في موقعين مختلفين لكنهما ينتميان لنفس الفترة الجيولوجية، البليوسينية الوسطى مثلاً، فسوف يمنحون الموقع الذي يحتوي على بقايا "شبه بشري" القريب للقرد تاريخاً أقدم من الموقع الآخر. ثم يتم إظهار المخلوقين المكتشفين في الكتب المدرسية على أنهما يمثلان دلائل ثابتة على التطوّر التدريجي المتسلسل! هذه الممارسة الجارية على نطاق واسع تساهم في تحريف المعلومات الحقيقية التي توفرها المستحاثات والبقايا الأثرية. فيما يلي مجموعة اقتباسات من كتاب "علم الآثار المحظور" Forbidden Archeology، حيث يوفّر حقائق أثرية كثيرة تثبت حقيقة أن الإنسان العصري كان، بطريقة ما، يعيش على هذه الأرض في عصور جيولوجية غابرة تتجاوز مئات الملايين من السنين. علم الآثار المحظورالتاريخ المخفي للعرق البشريForbidden Archeology - Hidden History of the Human Race هل كان الماضي البعيد للكرة الأرضية محطّ زيارات من قبل مسافرين عبر الزمن، قادمين من المستقبل؟! في الحقيقة، إن الدلائل أكثر بكثير من أن تجعلنا نستبعد هذه الفرضية. ـ من الذي ترك آثار نعل حذاء عصري مطبوعة في حجر يعود إلى ما قبل ظهور الإنسان وحتى الديناصورات بـ200 مليون سنة؟ ـ من الذي خلف وراءه تلك الكرات المعدنية التي تم انتشالها في جنوب أفريقيا.. ومن الواضح أنها من صُنع الإنسان.. ذلك قبل أن يتطوّر الإنسان على وجه الأرض بـ 2 مليار سنة؟ ـ هل واجه بشراً عصريين مثلنا الموت في إحدى الفترات [الخارجة عن سياق الزمن الطبيعي] مما جعل بقاياهم محفوظة في الأرض، وذلك قبل التاريخ المنطقي بمئات الآلاف من السنين؟ من أين، أو ربما "متى"، كانت الحضارات المتطورة تزور ماضينا قبل ظهور البشر على الأرض بملايين السنين؟! فيما يلي، سوف نستكشف الاحتمالات وكذلك الدلائل العلمية المذهلة على هذه الحقيقة الثابتة. تحتوي الصفحات التالية على عينات قليلة من المعرفة المحظورة التي يتم إخفاءها وحمايتها اليوم.. هذه المعرفة التي تقترح إمكانية قوية تقول بأن نظرتنا لأصول الإنسان هي إما خاطئة، أو ربما كان هذا الكوكب هدف زيارات من قبل مسافرين عبر الزمن، قادمين من المستقبل؟! التوجّه الخاطئهناك الكثير من الغرائب الأثرية "الخارجة عن السياق الزمني" المبعثرة في مواقع مختلفة حول العالم. إنها أشياء لا يمكن لها أن تنتمي للفترة الزمنية التي يشير إليها موقع وجودها (طبقات صخرية عميقة في الأرض مثلاً). الدلائل التي تشير إلى حضارات إنسانية، أدوات وتكنولوجيا "خارجة عن السياق الزمني" هي كثيرة جداً. لقد خضعت للدراسة وتم توثيقها، وبالتالي، فهي ليست مجرّد روايات وهمية أو خيال علمي. هذه المعرفة المحظورة تتعرّض للإخفاء المستمرّ ويتم منعها عنّا دائماً. إن النظرة الشائعة اليوم والقائلة بعدم إمكانية وجود إنسان عصري في الماضي البعيد تمثّل توجّه خاطئ. فالحقيقة موجودة هناك، في كل مكان من حولنا، وتكشف عن الدليل القاطع على وجود تكنولوجيا متقدمة وبشر عصريين يسبقون الفترة التي من المفروض أن يظهر فيها الإنسان على هذا الكوكب بملايين السنين. فلماذا إذاً تجاهد الحكومات والمؤسسات العلمية الرسمية في قمع وتجاهل هذه الاكتشافات المذهلة؟ من أين جاءت؟ كيف وصلت إلى هناك؟ لماذا نقمع هذه البراهين القاطعة على احتمالية وجود تقنيات خاصة للسفر عبر الزمن، استخدمها سكان المستقبل البعيد للعودة إلى الماضي البعيد؟ خلال اطلاعك على هذا العلم المحظور في الصفحات القادمة سوف تتوضّح لديك حقيقة مختلفة تماماً.. حقيقة أن كوكب الأرض كان "يُزار" أو "مأهول" من قبل بشر عصريين يستخدمون تكنولوجيا متطورة، وذلك قبل بكثير من ظهور الإنسان الأوّل حسب ما تنصّ عليه الكتب المدرسية.لكن مع ذلك، وباستخدام الأساليب العلمية المقبولة، بيّن العديد من الدلائل عن إثباتات على وجود بشراً عصريين وحضارات متقدمة "ساكنة" أو "زائرة" لماضي الكرة الأرضية، أي في الحقب المبكرة المبيّنة في الجدول الزمني السابق. الإثباتات كثيرة ومذهلة! إنها إثباتات علمية حاسمة، ولا يمكن تفسيرها سوى بالقبول بإمكانية وجود نوع من السفر عبر الزمن (على الأقل). من أين، أو ربما "متى"، كانت الحضارات المتقدمة تزور (أو قائمة في) ماضينا قبل آلاف وحتى ملايين السنين من ظهور الإنسان الأوّل على وجه الأرض؟ خلال سيرنا قدماً نحو الماضي وعبر حُقب وعصور مختلفة، سوف نكتشف بأن الدلائل والإثباتات تتزايد أكثر وأكثر.. إثباتات تبرهن على وجود بشراً عصريين وتكنولوجيا متقدمة في الماضي البعيد. دلائل من العصر السينوزيCenozoic Era العصر السينوزي يمثّل آخر العصور الخمسة في الزمن الجيولوجي، مبتدءاً منذ حوالي 65 مليون سنة وممتداً حتى وقتنا الحاضر. إنه يتبع المرحلة الكريتاكية Cretaceous التابعة للعصر الميسوزي Mesozoic، وهو مقسوم إلى مرحلتين رئيسيتين: المرحلة الترتيارية Tertiary والمرحلة الكواتيرنارية Quaternary. يتم تناول مظاهر المرحلة الترتيارية في المقالات العلمية تحت مسميات الفترات القصيرة التي يشكّل مجموعها هذه المرحلة. وهذه الفترات الجيولوجية القصيرة هي: الفترة الباليوسينية Paleocene، الإيوسينية Eocene، الإلوجيسينية Oligocene، الميوسينية Miocene، وأخيراً البليوسينية Pliocene. بالقرب من لاون ريدج Lawn Ridge، في إليونوي بأميركا، وجد على عمق حوالي 35 متراً تحت سطح الأرض. ووفقا للمعلومات المأخوذة عن هيئة المسح الجيولوجي في مقاطعة إلينوي، فإن الرواسب التي كانت تحيط بالعملة يصل عمرها لما بين 200.000 و 400.000 سنة. سؤال:من خلف وراءه هذه العملة النقدية قبل أن يتطوّر الإنسان بمئات آلاف السنين؟منذ بدايات القرن التاسع عشر تم استخراج مشغولات وأدوات أثرية تتحدى علم الآثار التقليدي. بلّغ "ويليام إي ديوبويس" William E. Dubois من معهد سميثسونيانSmithsonian Institute بأنه في العام 1871 وجد خلال حفره لبئر عدداً من الأشياء من صنع الإنسان، وذلك في مقاطعة مارشال بولاية "إلينوي"، وعند استخدامه لـ "حفار ثاقب تقليدي" استطاع أن يستخرج من على عمق 35 متراً عدة قطع تشبه قطع العملة النقدية، وحسب تقديرات هيئة "إلينوي" الرسمية للمسح الجيولوجي فإن هذه القطع تعود إلى 200.000 إلى 400.000 سنة. واستنتج "ديوبويس" إلى أن واحدة من تلك القطع النقدية صُنعت بطريقة آلية، حيث لاحظ أن تلك القطعة متساوية السماكة في كل نقاطها، وقال لا بد أن تلك القطعة "قد مرت بين اسطوانتين للكبس، وإذا كان لدى الهنود الحمر القدماء هكذا آلة فلا بد أنها كانت آلة تعود لعصور ما قبل التاريخ. كان "و.موفات" W. Moffat يعمل في ذاك الوقت مع "ديوبويس"، وقد أرسل تقريراً إلى معهد سميثسونيان يتحدث فيه عن العثور على المزيد من الأشياء الغريبة أثناء الحفر في منطقة قريبة بمقاطعة "وايت سايد" Whiteside بـ"إلبينوي". حيث اكتشف العمال على عمق 35 متر "قطعة من النحاس على شكل خاتم أو حلقة، وهي تشبه الحلقات المستخدمة على صواري السفن في هذه الأيام... كما وجدوا شيئاً يشبه مرساة القارب" وقد استنتج "موفات" أن: ".. هناك العديد من الأمثلة على هذه البقايا الأثرية المدفونة، وهي موجودة على عمق أقل. حيث عُثِرَ على فأس صغيرة على شكل رمح مصنوعة من الحديد، وكانت موجودة في طين الصلصال على عمق 12 متر وكذلك أنابيب حجرية وأدوات فخارية استخرجت من العديد من المواقع على أعماق تتراوح بين 3-15 متر.." تقول هيئة "إلينوي" الحكومية للمسح الجيولوجي بأن مقاطعة "وايت سايد" المذكورة سابقاً تتميز بأن عمر المواد المترسبة فيها على عمق 35 متر متفاوت لدرجة كبيرة، فقد يكون عمر بعض تلك الرسوبيات 50.000 سنة فقط وفي مناطق أخرى يمكن للمرء أن يجد طبقات صخرية سلّورية Silurian بحيث يبلغ عمرها 410 مليون سنة. أداة معدنية داخل مستحاثة حجرية تعود إلى 500.000 سنةفي فبراير عام 1961، كان مايك ميكسل Mike.Mikesell ووالاس لين Wallac. Lane وفيرجينيا ماكسي Virginia Maxey، يستكشفون جبل كوسو في كاليفورنيا على ارتفاع 4300 قدم، عندما عثروا على مستحاثّةٍ صخريةٍ، والتي كانت بحدّ ذاتها أمراً عادياً، ولكن انتظروا لتسمعوا الباقي. لقد توقّعوا أن تكون حجراً كريماً يحتوي على البللّورات، وعندما قاموا بكسر تلك الجوهرة كانت المفاجأة الكبيرة بانتظارهم، فبدلاً من أن يجدوا البلّلورات، وجدوا داخلها أداة آلية تشبه شمعة الإشعال (بوجيه). وإذا شئتم فإنّها شيء معقّد، ولكن الأمر المحيّر هو عمرها كبير جدّاً، فقد قدّرت السّلطات عمرها بنصف مليون سنة. حتى إذا ما رفضنا فكرة مثل هذا التاريخ، فإنّ ذلك الشّيء الغامض قديم جدّاً بشكل لا يمكن إنكاره، ومن الصّعب أن نشرح ذلك بالاعتماد على نظرياتنا التقليدية. أظهرت الاختبارات التي أجريت على هذا الجهاز الذي يشبه شمعة الاشتعال، بأنها مؤلفة من طبقة سداسية خارجية من مادة مجهولة تغلّف أسطوانة عرضها 3\4 الإنش، مصنوعة من البورسلين الصّلب أو السّيراميك ومحاطة بحلقات نحاسية. وفي وسط الأسطوانة محور طوله 2مم من المعدن اللامع، وكان هذا المحور ممغنطاً، وإحدى جوانبها متآكلة، بينما ثبّتت الجهة الأخرى إلى لولب معدني، ويعتبر هذا المحور المصنوع من السّيراميك والمعدن ومكوّنات نحاسية أخرى بمثابة دليل على وجود جهاز كهربائي. لم يعمّم هذا الاكتشاف كغيره من الاكتشافات، بل اعتبر مزعجاً جداً بالنسبة للمنهج العلمي الرسمي
خداع اتباع دارون للبشرية بإنسان بلتداون ونبراسكا واشباهها
علما ان هذا يدرس لأبناءنا في مادة التاريخ للأول المتوسط كما في الصورة:
لكن للإنصاف هم لم يقولوا هنا انه اشبه بالقرد، اما الطبعات القديمة من الكتاب فتجد فيها صورة له تشبه القرد تماشيا مع الدارونية. ايضا لاحظ انهم يزعمون ان هذا الإنسان عاش قبل ملايين السنين تماشيا مع الدارونية والصواب انه عاش قبل 45.000 سنة
هذه بعض الصور الإفتراضية لهذا الإنسان الذي يحاولون رسم صورته بما يشبه القرد اكرمكم الله:
و الآن شاهدوا جزءا من هذا الفلم الوثائقي عن انسان النياندرتال و الذي يبين انه كان ذكيا وقادرا على الكلام اي لم يكن بعقل قرد كما يزعمون
هذا ايضا جزء من تعليق الدكتور زغلول النجار على مثل هكذا خدع
اظن هذا هو تكملة الفيديو:
عدل سابقا من قبل Admin في الثلاثاء مايو 13, 2014 3:16 pm عدل 4 مرات
الزائدة الدودية ليست زائدة
الزائدة الدودية ليست زائدة ولا عضو اثري
منقول
قال الله تعالى: { وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ )(سورة التين).
لقد أقسم الله تعالى بشجرة التين وشجرة الزيتون وبجبل الطور في سيناء وبمكة المكرمة المكرمة ليؤكد على قضية هامة جداً وهي أنه سبحانه وتعالى خلق الإنسان في أحسن خلقه (كما ذكر مجاهد) وفي أحسن صورة (كما ذكر قتادة والكلبي).
فلا يمكن أن يكون في خلق الله نقص ولا زيادة ولا عبث فكل شيء عنده بقدر يقول الله تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ )[القمر : 49].
لقد كتبنا هذه المقدمة تمهيداً لعرض اكتشاف مذهل تسابقت وسائل الإعلام على نشره في صفحاتها الرئيسية هذه الأيام وهو أن الزائدة الدودية التي كان يظن الناس خطأً منذ عقود أنها عضو زائد في جسم الإنسان لا فائدة لها ظهر للعلماء أن لها منافع هائلة.
فقد قال فريق طبي أمريكي قبل أيام أنه اكتشف الدور الحقيقي للزائدة الدودية التي تحير العلماء، وأنها مسؤولة عن إنتاج وحفظ مجموعة متنوعة من البكتيريا والجراثيم التي تلعب دوراً مفيداً للمعدة.
الشكل يبين الزائدة الدودية في أسفل الأمعاء الغليظة والتي تسمى علمياً appendix
ولفت الفريق التابع لجامعة ديوك الأمريكية "Duke university" إلى أن هذا الاكتشاف قد يحسم الجدل حيال الدور المفترض للزائدة الدودية، بعد أن اعتبرت مدارس الطب الرسمية لعقود طويلة أنها عضو فقد دوره مع تطور الإنسان وبات من الممكن إزالته دون ارتدادات سلبية(فقد كانت الزائدة دليلاً من الأدلة المزعومة لنظرية التطور الهالكة فأنقلب السحر على الساحر وأصبحت دليلاً على وجود التقدير في الخلق وأصبحت من الأدلة الهامة التي تدحض نظرية التطور والصدفة في الخلق ).
ووفقاً للدارسة التي أجراها الفريق ونشرها في مجلة "الطب النظري"، فإن عدد الجراثيم والبكتيريا التي يحويها جسم الإنسان تفوق عدد خلاياه، لكن السواد الأعظم من هذه الكائنات الدقيقة يمارس دوراً إيجابياً داخل الجسم، ويساعد على هضم الأطعمة.
وتشير الدراسة إلى أن أمراضاً معينة، مثل الكوليرا أو الإسهال الشديد، قد تؤدي إلى إفراغ الأمعاء من هذه البكتيريا والجراثيم المفيدة، وهنا يبدأ دور الزائدة التي يتوجب عليها في هذه الحالة العمل على إعادة إنتاج وحفظ تلك الجراثيم.
وللتأكيد من صحة ما ذهبت إليه، اعتبرت الدراسة أن موقع الزائدة الدودية في الطرف الأسفل من الأمعاء الغليظة، التي تعتبر ممراً أحادي الاتجاه للطعام، تشكل دليلاً على ذلك.
نريد أن نسأل الملحد الذي يعتز بكفره من الذي ألهم الخلايا أن تقوم بتخزين الجراثيم المفيدة في عضو صغير كمستودع، وعند حدوث نقص في عدد الجراثيم المفيدة يتم تعوض النقص مباشرة ؟
هل يمكن أن يحدث هذا بالصدفة؟
هل كانت الخلايا تعرف مسبقاًً أهمية الجراثيم المفيدة فقامت بتخزينها لحين الحاجة إليها؟
أصلاً الإنسان مع كل التجهيزات والعلوم التي يمتلكها لم يكن يعرف ما فائدة هذا العضو(الزائدة الدودية) ولا الجراثيم المفيدة إلا مؤخراً.
أم هناك قدرة عليا(قدرة الله) تقدر وتبرمج هذه الخلايا لتقوم بهذه المهمة؟
إنه الله سبحانه وتعالى الذي يستحق منا التفكر والحمد والخشوع والسجود إجلالا لفضله علينا بأن وهبنا جسداً في أحسن تقوم لا يمكن لأحد أن يصنع خلقاً مشابهاً لخلقه لا صورة ولا معنى.
يقول الله تعالى : (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار)ِ [آل عمران : 191].
منقول
قال الله تعالى: { وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ )(سورة التين).
لقد أقسم الله تعالى بشجرة التين وشجرة الزيتون وبجبل الطور في سيناء وبمكة المكرمة المكرمة ليؤكد على قضية هامة جداً وهي أنه سبحانه وتعالى خلق الإنسان في أحسن خلقه (كما ذكر مجاهد) وفي أحسن صورة (كما ذكر قتادة والكلبي).
فلا يمكن أن يكون في خلق الله نقص ولا زيادة ولا عبث فكل شيء عنده بقدر يقول الله تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ )[القمر : 49].
لقد كتبنا هذه المقدمة تمهيداً لعرض اكتشاف مذهل تسابقت وسائل الإعلام على نشره في صفحاتها الرئيسية هذه الأيام وهو أن الزائدة الدودية التي كان يظن الناس خطأً منذ عقود أنها عضو زائد في جسم الإنسان لا فائدة لها ظهر للعلماء أن لها منافع هائلة.
فقد قال فريق طبي أمريكي قبل أيام أنه اكتشف الدور الحقيقي للزائدة الدودية التي تحير العلماء، وأنها مسؤولة عن إنتاج وحفظ مجموعة متنوعة من البكتيريا والجراثيم التي تلعب دوراً مفيداً للمعدة.
الشكل يبين الزائدة الدودية في أسفل الأمعاء الغليظة والتي تسمى علمياً appendix
ولفت الفريق التابع لجامعة ديوك الأمريكية "Duke university" إلى أن هذا الاكتشاف قد يحسم الجدل حيال الدور المفترض للزائدة الدودية، بعد أن اعتبرت مدارس الطب الرسمية لعقود طويلة أنها عضو فقد دوره مع تطور الإنسان وبات من الممكن إزالته دون ارتدادات سلبية(فقد كانت الزائدة دليلاً من الأدلة المزعومة لنظرية التطور الهالكة فأنقلب السحر على الساحر وأصبحت دليلاً على وجود التقدير في الخلق وأصبحت من الأدلة الهامة التي تدحض نظرية التطور والصدفة في الخلق ).
ووفقاً للدارسة التي أجراها الفريق ونشرها في مجلة "الطب النظري"، فإن عدد الجراثيم والبكتيريا التي يحويها جسم الإنسان تفوق عدد خلاياه، لكن السواد الأعظم من هذه الكائنات الدقيقة يمارس دوراً إيجابياً داخل الجسم، ويساعد على هضم الأطعمة.
وتشير الدراسة إلى أن أمراضاً معينة، مثل الكوليرا أو الإسهال الشديد، قد تؤدي إلى إفراغ الأمعاء من هذه البكتيريا والجراثيم المفيدة، وهنا يبدأ دور الزائدة التي يتوجب عليها في هذه الحالة العمل على إعادة إنتاج وحفظ تلك الجراثيم.
وللتأكيد من صحة ما ذهبت إليه، اعتبرت الدراسة أن موقع الزائدة الدودية في الطرف الأسفل من الأمعاء الغليظة، التي تعتبر ممراً أحادي الاتجاه للطعام، تشكل دليلاً على ذلك.
نريد أن نسأل الملحد الذي يعتز بكفره من الذي ألهم الخلايا أن تقوم بتخزين الجراثيم المفيدة في عضو صغير كمستودع، وعند حدوث نقص في عدد الجراثيم المفيدة يتم تعوض النقص مباشرة ؟
هل يمكن أن يحدث هذا بالصدفة؟
هل كانت الخلايا تعرف مسبقاًً أهمية الجراثيم المفيدة فقامت بتخزينها لحين الحاجة إليها؟
أصلاً الإنسان مع كل التجهيزات والعلوم التي يمتلكها لم يكن يعرف ما فائدة هذا العضو(الزائدة الدودية) ولا الجراثيم المفيدة إلا مؤخراً.
أم هناك قدرة عليا(قدرة الله) تقدر وتبرمج هذه الخلايا لتقوم بهذه المهمة؟
إنه الله سبحانه وتعالى الذي يستحق منا التفكر والحمد والخشوع والسجود إجلالا لفضله علينا بأن وهبنا جسداً في أحسن تقوم لا يمكن لأحد أن يصنع خلقاً مشابهاً لخلقه لا صورة ولا معنى.
يقول الله تعالى : (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار)ِ [آل عمران : 191].
صفحة 2 من اصل 7 • 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7
مواضيع مماثلة
» اعتراف احد الليبرالييين العرب ان دينهم الإلحاد- محمد عمارة
» اعتراف وفاء سلطان ان الدنيوية والليبرالية هي الإلحاد فتقول: انا علمانية ليبرالية لا أؤمن بالغيبيات
» تعرف احد - مكافحة الواسطة و الرشوة - سلمان العودة
» ليبرالية تائبة: كان هدفنا نشر الإلحاد و الإباحية و تفكيك الأسرة
» افلام عن ادلة وجود الخالق جل جلاله لمكافحة الإلحاد
» اعتراف وفاء سلطان ان الدنيوية والليبرالية هي الإلحاد فتقول: انا علمانية ليبرالية لا أؤمن بالغيبيات
» تعرف احد - مكافحة الواسطة و الرشوة - سلمان العودة
» ليبرالية تائبة: كان هدفنا نشر الإلحاد و الإباحية و تفكيك الأسرة
» افلام عن ادلة وجود الخالق جل جلاله لمكافحة الإلحاد
صفحة 2 من اصل 7
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى