تجميع مواضيع عن مكافحة الإلحاد
صفحة 5 من اصل 7
صفحة 5 من اصل 7 • 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7
مطعن الملحدين اذ زعموا ان الكفار لا ذنب لهم بدخولهم النار و قد ولدوا كفارا
بسم الله الرحمن الرحيم
مطعن الملحدين اذ زعموا ان الكفار لا ذنب لهم بدخولهم النار و قد ولدوا كفارا و لا فضل للمسلمين وقد ولدوا من ابوين مسلمين ولم يختاروا الإسلام
ما دعاني لأكتب هذه الكلمات هو للرد على ما جاء في هذا الفيديو كنموذج لهذا المطعن الخطير في دين الله :
-------------------
هذا احد اشهر مطاعن الملحدين في دين رب العالمين، وهو مطعن شائع مشهور و الرد عليه بحمد الله ميسور
اقول و بالله التوفيق ان القول بأن جميع غير المسلمين في النار هو احد قولين وليس محل اجماع
القول الأول:
ان الله سبحانه و تعالى لا يعذب احدا ما لم تقم عليه حجة الرسل و ينتفي عنه الإكراه :
فأما الحجة:
فذلك قوله تعالى : (مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)
و هذا مؤداه ان النصارى في الغرب و الملحدين في الصين و الهندوس في الهند و الإسكيمو في القطب و الوثنيون في مجاهل افريقيا و امثالهم – وحتى النصارى بين اظهرنا ان لم ندعهم للإسلام- ما لم يعرفوا الإسلام من اهله لا من اعداءه وينالوا نصيبهم من الدعوة الحق و يجاب عن اسئلتهم و يرد على مطاعن اعداء الإسلام ان القيت اليهم، فلا تكون الحجة قد قامت عليهم فلا يستحقون العذاب فما كان الله ليعذبهم ما لم يبعث لهم رسولا او احد ورثته من العلماء يبين لهم الحق و يدحض حجج الباطل.
ومن الأدلة على ذلك في السنة ايضا قوله صلى الله عليه وسلم: (وَ الَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِى أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِىٌّ وَلاَ نَصْرَانِىٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِى أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ – رواه مسلم) والأمة هنا امة الدعوة، و يفهم منه انهم يستحقون النار اذا بلغتهم الدعوة فكفروا بها فكيف بالذين لم يعرفوا الإسلام لا اسما ولا معنى او عرفوا الإسلام من الإعلام المعادي فبأي شيء يؤاخذون؟
و أما انتفاء الإكراه:
فذلك قوله تعالى : (مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ) فأثبت الإيمان للمكره.
وقصة النجاشي ملك الحبشة مشهورة وهو الذي مات يكتم اسلامه رغم سعة ملكه فقد صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتهمه بالنفاق اذ كان مكرها لا يطيعه قومه ان استعلن بإسلامه بل يغلب على ظنه انهم يقتلوه فيقاس عليه النصراني الذي يخاف ان يقتل ان اعلن اسلامه و خصوصا ان كانت امرأة مستضعفة لا تجد من يؤويها او يتزوجها من شباب الإسلام ان اعلنت اسلامها فهي في الظاهر كافرة وفي الباطن مؤمنة، وماذا يفعل الشاب النصراني اذا كانت نفقته من ابويه و لا عمل له ولا مأوى له من دونهما فأين يذهب ان اسلم فطرده ابواه وتبرآ منه وخصوصا ان المسلمين مقصرون في رعاية هؤلاء ؟ ومؤمن آل فرعون الذي كان يكتم إيمانه حجة أخرى لجواز كتم الإيمان. ا ليس الله لا يكلف نفسا الا ما آتاها؟ و اقل الإيمان اعتقاد القلب و الله اعلم.
فهذا اجتهاد مقبول و يزيد من ترجيح هذا الإجتهاد ان زماننا زمان فتن تكثر فيه المطاعن في الدين كما غلب على الأمة الضعف والفرقة و ضل الكثير حتى جعل الله بأس الأمة بينها وكثر الدعاة على ابواب جهنم حتى اصبحت لهم مؤسسات كبرى تمولهم لهدم الدين لذا يصعب ان يقال ان الحجة قد قامت على الكفار جميعا في زماننا فكفروا بها فاستحقوا النار . الله اعلم بحالهم
اما القول الثاني:
فقول من قال ان كل كافر مصيره النار لا عذر له بكفره، و كفى بالفطرة عليه حجة، يعرف بها سبيل المحجة، فليس له الى الكفر سبيل، الا ان يتبع الشيطان بغير دليل
فإن كانوا ملحدين كأهل الصين فآيات الله في الكون وفي انفسهم عليهم حجة افلا يبصرون؟
وان كانوا نصارى فعقولهم حجة عليهم يعلمون بها بطلان التثليث و تناقضات اكاذيب القسيس وما نسبه المثلّثون لله من وصف خسيس. وما لهم لا يعلمونه كما علمه من خرج على الكنيسة في الثورة الفرنسية -على ضلالهم- فأنى يؤفكون؟
و العالم اليوم شاشة حاسوب يقدر ان يتجول فيها من يشاء ليطلع على عقائد الناس في كل العالم ان كان يبحث عن الحق
و من ابرز ادلة هذا القول من كتاب الله قوله تعالى في آية الميثاق: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِين) فلم يترك لكافر حجة اذ جعل فطرته هي الحجة عليه.
ومن الأدلة ايضا ان الكافرين يوم القيامة يحتجون بضلال سادتهم فيطلبون العفو: [يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ] فلا يُقبل منهم فيطلبون ان يضاعف الله عذاب المضلين عن عذاب الضالين: [رَبَّنَا هَـؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ النَّارِ] فلا يقبل منهم، دل هذا ان عقولهم و فطرهم حجة عليهم فلا يعذر ملحدو الصين لمجرد ان الحزب الماركسي يحكمهم.
و من ادلة السنة عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنُ جُدْعَانَ كَانَ فِى الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ وَيُطْعِمُ الْمِسْكِينَ فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُهُ قَالَ [ لاَ يَنْفَعُهُ إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا رَبِّ اغْفِرْ لِى خَطِيئَتِى يَوْمَ الدِّينِ ] فلم يعذره بغياب نبي او احد اتباعه يدعوه فلو بحث عن الحق لهداه الله له و ليسره لليسرى و من اعرض اعرض الله عنه و يسره للعسرى
ومن ادلة العقل على ذلك ان الله عز وجل قد ابقى من اهل التوحيد في كل زمان ما يقيم به الحجة على الناس كزيد بن عمرو بن نفيل الذي يُبعث أمة وحده و شعره مشهور عندهم و كبحيرة الراهب الذي هو القلائل من موحدي النصارى اذ اسكنه الله في طريق القوافل يمرون عليه في ذهابهم و ايابهم يحدثهم بالتوحيد افلا يعقلون
---
فهذان قولان في المسألة فمن الجرأة القطع ان كل من هو غير مسلم في النار و ان كان ملحدا او وثنيا على ما قد فصلت و الله اعلم.
و رجحان احد القولين على الآخر يصعب البت فيه اذ تختلف احوال الناس باختلاف الزمان و المكان و لا يستوي الناس في تعرضهم للفتن وقدرة عقولهم على تمييز الحق من الباطل فأهل الفترة قبل البعثة لا كنصارى اوربا اليوم في سعة اطلاعهم على معتقدات الناس ولا في كم الإضلال الإعلامي المسلط عليهم ولا في شدة الطغاة المكرِِهين لهم على الكفر فكيف يكون لهم حكم واحد! ، ربهم اعلم بهم ولا يظلم ربك احدا.
==============
اما قولهم ان المسلمين قد ولدوا في ديار الإسلام ولم يختاروه فلا فضل لهم بذلك فاعترضوا قائلين: على أي شيء يدخلون الجنة ؟
والرد عليه :
اعلم يرحمك الله ان القلم لا يجري على العبد ما لم يبلغ رشده فإن بلغ رشده فنظر في الإسلام الذي ورثه عن أبويه او تعلمه في المدرسة فكفر به ومات على ذلك - و ان لم يصرّح بالكفر- مات كافرا لم ينفعه ابواه المسلمان شيئا ولا سكنه في ديار المسلمين ولا ما تعلمه من الدين، و ان مات ابن الكافر قبل رشده لم يضره كفر ابويه على الراجح فيكون من اهل الجنان، و إن مات ابن المسلم قبل رشده فقد ينتفع بإيمان ابويه ان كانا قد علّماه القران مثلا فتعلو بذلك منزلته في الجنة، كما ينفعه ايمانهما ايضا في حياته بعد رشده كما استدل بذلك البعض في قصة الغلامين صاحبي الجدار المائل اذ كان ابوهما صالحا (قصة الخضر مع موسى عليهما السلام)
اما ايمان الأبوين مع كفر الولد الراشد فلا ينفع قطعا. قال جل شأنه: (وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتْ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) فإيمان الأبوين لا ينفع ابنهما الكافر فإنما الإيمان ما وقر في القلب لا ما ورّثه الأبوان فافهم و الزم
و الرشد عند الفقهاء الإحتلام للذكر و اول الحيض للأنثى
و مما يجدر ذكره هنا ان حد هذا الرشد محل اجتهاد في زماننا لتغير الحال اذ تغلب صفات الطفولة على المحتلم اول احتلامه و الحائض اول حيضها في زماننا، اذ يربونهم مع الأسف على افلام الرسوم المتحركة و الأغاني التي ليس من شأنها ان تبلغ بالطفل رشده ولا ان تعلمه دينه ولا ان تفتح ذهنه في عشر سنين ولا نيف التي يبلغ فيها الحلم لذا لا تأذن اكثر الدول بسوق السيارات الا لمن قارب العشرين ولهم في ذلك حكمة ولا شك لما خبروه من طيش الفتيان. فعليه اقول ان الله اعلم بحال الفتيان والفتيات بالغي الحلم ما يصنع الله بهم في زماننا ان ماتوا على الكفر ولم تدرك عقولهم ما يدركه الكبار من امر الدين.
كما ان الله تعالى لا يترك ابناء المسلمين هكذا بغير ابتلاء يكشف حقيقة ايمانهم الذي ورثوه عن آبائهم. قال تعالى: [أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ] فها نحن نرى ابناء المسلمين يُفتنون بتعرضهم للإعلام المعادي في الفضائيات و الإنترنيت او بمخالطتهم للكفار فيظهر الله بذلك نفاق منافقيهم ويثبت الله المؤمنين.
كما ان من المسلمين من يبتليه الله بمرض فمنهم من يرضى لإيمانه ومنهم من يسخط لنفاقه، ومن المسلمين من يبتليه الله بمال او جاه فمنهم من يشكر ومنهم من يكفر فالكل في بلاء يمحص به الله ما في قلوبهم ليكون عليهم حجة فلا يكفي ان يولد المرء مسلما ولا يظلم ربك احدا.
----------------
وقد يقال ان من الكافرين من يفعل الخير كإطعام المساكين والتبرع للمشاريع الخيرية فأين جزاء عمله ان كان مصيره النار؟ و أين عدل الله في ذلك ؟
و الجواب عليه انه قد يوفى اجره في الدنيا وما له في الآخرة من نصيب اذا ابتغى به وجه الله و ربما لأجل ذلك يكثر الثراء والسلطان عند الكفار و يقل عند المسلمين فهو من تعجيل الله تعالى لهم اعمالهم . قال جل ذكره وتقدست اسماءه: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ) وقال ايضا : (وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ) أي امة واحدة اجتمعت على الكفر كما يراد للناس اليوم و لولا أن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة لما سقى الكافر منها شربة ماء، وقال ايضا جل شأنه: ( مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً) وقال ايضا : (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ) ، و هذا التعجيل للمسلمين ايضا اذا ضلوا لذا كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفرحون بالدنيا تفتح عليهم يخافون ان يكون من تعجيل الثواب، يخافون مكر الله، لله درهم ما اعقلهم.
كما ان اعمال الكفار قد ابطلها الكفر اصلا إن لم يعملوها لوجه الله بل للدنيا، فقد وصف الله تعالى بطلان اعمالهم الصالحة بقوله: ( مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ) قال ابن عاشور في تفسيره: (فيخطر ببالهم أو ببال من يسمع من المسلمين أن يسأل نفسه أن لهم أعمالاً من الصلة والمعروف من إطعام الفقراء ، ومن عتق رقاب ، وقِرى ضيوف ، وحمالة ديات ، وفداء أسارى ، واعتمار ، ورفادة الحجيج ، فهل يجدون ثواب ذلك؟ وأن المسلمين لما علموا أن ذلك لا ينفع الكافرين تطلبت نفوسهم وجهَ الجمع بين وجود عمل صالح وبين عدم الانتفاع به عند الحاجة إليه ، فضُرب هذا المثل لبيان ما يكشف جميع الاحتمالات) وقوله : (أن ذلك لا ينفع الكافرين) أي في الآخرة، اما في الدنيا فينفعهم ان ارادوا به وجه الله كما قد يقع من يهودي او نصراني.
فالكافر ان كان له عمل صالح قد يفتح الله عليه من الدنيا من نعيمه على قدر ذلك - وان كان كافرا- تعجيلا لعمله فمن الأمثلة من التاريخ القديم والحديث على ان الله يجازي الكفار بالخير في الدنيا على صلاحهم ان الأوربيون لما ثاروا - على كفرهم - على طغاة الكنائس في اوربا يطلبون العدل فتح الله لهم الثورة الصناعية فنعموا بخيرها فالربوبيون منهم اقرب الى الله من طغاة الكنيسة المثلثين وخصوصا انهم لم يعرفوا الإسلام ليدخلوا فيه. فالله قد يفعل ذلك مع من ابتغى العدل وحارب الظلم و ان كان كافرا.
و فتح الله البركة للمسلمين ايضا اذا ابتغوا الحق والعدل فلما عدل عمر بن عبد العزيز فتح الله بركاته حتى زوجوا العازبين وقضوا ديون المعسرين و نثروا القمح على رؤوس الجبال يطعمون الطيور، ولما وصل المسلمون للسلطة في تركيا في زماننا فعدلوا انتعش الإقتصاد و خسئ اهل الإلحاد وانكفئ اهل الفساد.
وكما ان الله يفتح البركة لمن ابتغى الحق فكذلك يسلط عذابه على من ابتغى الباطل مسلما كان ام كافرا
فالماركسية الملحدة لما عمت و طمّت نزع الله البركة من الأرض فجاعوا وهلك الكثير
ولما اعان المسلمون الصليبيين على بعضهم اصبحوا شذر مذر
فلا شك من ارتباط الحياة الطيبة بالإيمان والعدل الذي هو جزء من الإيمان و داع له، فما دعا النجاشي للايمان الا عدله و لا دعا كسرى للكفر الا ظلمه.
--------------------
وقد يقال قد نجد كفارا فقراء مستضعفين و نجد مسلمين اثرياء متنفذين فأين تعجيل اعمال الكفار الذي زعمت؟
والجواب عليه اقتطعه من تفسير الخازن اذ قال:
[ فإن قلت قد ورد في الحديث إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر وقد يضيق على الرجل في بعض أوقاته حتى لا يجد ما ينفقه على نفسه وعياله فكيف الجمع بين هذا وبين قوله سبحانه وتعالى "يمتعكم متاعاً حسناً إلى أجل مسمى." قلت أما قوله صلى الله عليه وسلم ( الدنيا سجن المؤمن ) فهو بالنسبة إلى ما أعد الله له في الآخرة من الثواب الجزيل والنعيم المقيم فإنه في سجن في الدنيا حتى يفضي إلى ذلك المعد له وأما كون الدنيا جنة الكافر فهو بالنسبة إلى ما أعد الله له في الآخرة من العذاب الأليم الدائم الذي لا ينقطع فهو في الدنيا في جنة حتى يفضي إلى ما أعد الله له في الآخرة وأما ما يضيق على الرجل المؤمن في بعض الأوقات فإنما ذلك لرفع الدرجات وتكفير السيئات وبيان الصبر عند المصيبات فعلى هذا يكون المؤمن في جميع أحواله في عيشة حسنة لأنه راض عن الله في جميع أحواله. ]
وقبل ان اترك تفسير الخازن لابد ان اخرج عن السياق قليلا و اضيف تعقيبا على النص اعلاه عليه فأقول: ان ما وعد الله به المؤمنين من المتاع الحسن و بركات السماء ونحوه يصح للجماعة اكثر منه للأفراد فلو آمن قوم في جزيرة منعزلة لفتح الله عليهم بركاته ولو ادى كل الناس زكاة اموالهم لفتح الله لهم من بركاته، و ان نهت كل عائلة ابنائها عن الظلم فأخذت على ايديهم اذاقهم الله لذة الأمن واخرج لهم من الخيرات ما هو به عليم، اما ان يؤمن البعض والعامة كفار او يتوب البعض والعامة فساق او يعدل البعض والعامة ظلمة فغضب الله يعم الجميع ما لم ينكروا عليهم و يعتزلوهم ثم اذا اهلك الله الجميع بعثهم على نياتهم كما جاء في حديث الجيش الذي يغزو الكعبة فيخسف بكل من فيه ولو كانوا مكرهين.
كما ان اكثر حال الكفار ليس الإستضعاف (والعبرة بالأكثر) بل ظلمهم للمؤمنين معروف يعينون على قتلهم و افقارهم و طمس دينهم، فأكثر اليهود في العالم يمدون اخوانهم مغتصبي فلسطين بالمال و يدعمونهم بالإعلام، والصليبيون يتناصرون بينهم و هم يد على المسلمين، والماركسيون قتلوا ملايين المسلمين ولا يزالون الى اليوم يذلون مسلمي تركستان والشيشان وغيرها، فغالب امرهم في مثل هذا الفساد العريض فإن كان لهم شيء من عمل الخير فقد يعجل الله لهم ثوابه في الدنيا كما هو واضح من سعة ارزاقهم و تقلبهم في البلاد او يجعل اعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف وما لهم في الآخرة من خلاق. حتى الأقليات النصرانية في بلاد الإسلام تمدها الدول الصليبية بالمال او الدعم السياسي بما يجعلها في حال افضل من حال المسلمين كنصارى مصر والمارونية في الشام فليسوا مستضعفين عموما
اما حال اليهود قديما اذ كتب الله عليهم الذلة والمسكنة (الإستضعاف) فقد يسأل سائل اين تعجيل اعمالهم ؟ والجواب عليه انهم لم يكونوا كفارا بل عصاة فلا تخلط ، وسبب حكم الله عليهم بالذلة قتلهم الأنبياء بغير حق وعدم تناهيهم عن المنكر وغير ذلك من فسادهم جيلا بعد جيل فسلط الله عليهم الذل لعلهم اليه يرجعون لبقية خير فيهم ، ولو علم انهم لا يتوبون اجمالا ويريدون الدنيا لعجّل لهم اعمالهم (هذا ان كان لهم عمل صالح) وهم فيها لا يبخسون وما لهم في الآخرة من خلاق، و الله اعلم.
وقد ذكر الله عز وجل تسليط بأسه على الكفار لعلهم يتضرعون فلما علم انهم لا يتوبون لقسوة قلوبهم واتباعهم الشيطان عجل لهم اعمالهم ففتح لهم من نعيم الدنيا فبطروا وقالوا من اشد منا قوة فإذا فرحوا بما اوتوا اخذهم بغتة فإذا هم مبلسون و كان بطرهم حجة عليهم يوم الحساب، و هذا من مكر الله بهم.
واعلم ان ليس كل كافر يكتب الله عليه الذلة والمسكنة بل قد يمدهم في طغيانهم يعمهون و يسلطهم على المسلمين اذا فسقوا كما كان من تسليط المغول وكما هو واقع في زماننا.
والأغلب ان الكفار يقل عندهم العمل الصالح ويكثر منهم السيء وفي مقدمته عدائهم و بغضهم للمسلمين الذي يمحق اعمالهم الصالحة لأن السيئات تأكل الحسنات
كما ان اعمال الكفار قد ابطلها الكفر اصلا اذ لم يعملوها لوجه الله كما ذكرت فبأي حق يطلبون عليها الثواب ويشكون الإستضعاف ان وجد؟
والخلاصة ان الكافر ان عمل صالحا للدنيا فعمله كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف فلا ثواب عليه في الآخرة اما في الدنيا فما هو فيه من نعيم ان وجد فهو استدراج و امهال وحلم وليس اجرا
و ان عمل صالحا للآخرة فيعجل له ثواب عمله في الدنيا ولا ثواب له في الآخرة.
اما المؤمن اذا عمل صالحا رياءا فيعجل له ايضا ويخسر اخرته
وان عمله للآخرة فثوابه في الآخرة اما في الدنيا فقد يفتح الله عليه منها جزاء عمله كما فتح على يوسف وسليمان عليهما السلام او يدخرها له في الآخرة كالأنبياء الذين قُتلوا و الله اعلم.
------------------
فإن قيل هذا كلام متناقض فهل يعجل الله للكفار ثواب اعمالهم بدليل اية من يريد الدنيا و زينتها، ام ان اعمالهم باطلة اصلا لا ثواب عليها بدليل آية الريح العاصف؟
فالجواب عليه ان اعمالهم باطل ثوابها يوم الحساب اما في الدنيا فقد يعجل الله لهم ثواب بعض الأعمال او لا يفعل كما قال تعالى: (مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُورا ) فانتبه للقيد "لمن نريد" اي لمن نريد التعجيل له ، و ارادته جل ذكره بحكمة علمها من علمها و جهلها من جهلها. ومن العلماء من قال ان الضابط هنا هل عمل الكافر كان للدنيا فلا يستحق ثوابا ام للآخرة فيوفى اجره في الدنيا.
ومثال ذلك رجل كافر اسرف في قتل المسلمين ثم تصدق بصدقة فلم يقبلها الله منه لكفره و حرابته فكانت هباءا منثورا فهل من حقه ان يطالب ربه بأجرها يوم الحساب و يدعى الظلم؟ قد لا يقبل الله من عابد تقي صلاته فيردها في وجهه ان كان فيها رياء فهل من الظلم الا يقبل الله من هذا الكافر المجرم صدقته حتى ان اراد بها وجه الله ؟ و لله المثل الأعلى. اما ان اراد بها وجه مخلوق –وهذا هو الأكثر عندهم- فليطلب ثوابها من المخلوق لأن الله اغنى الشركاء عن الشرك.
اضف لذلك ان بعض العلماء قال ان اية من يريد الدنيا و زينتها في المرائين من المسلمين لا في الكفار فتأمل.
ومن ادلة الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يظلم مؤمناً حسنة يعطى بها في الدنيا ويجزى بها الآخرة. وأَمَّا الكافر فيطعم بحسناته ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يجزى بها". فانتبه للقيد " ما عمل بها لله " .
للتوسع راجع كتاب "دفع الإضطراب عن ايات الكتاب"
--------------------
فان قيل كيف تجمع بين توعد الله تعالى الكفار بالمعيشة الضنك في آية بينما يدعو المسلمين الا يغتروا بتقلب الكفار في البلاد في آية اخرى، وها نحن نعاين تقلب كثير من دول الكفر في النعيم و ان الحياة الضنك في دول الإسلام ؟
فالجواب عليه ان بعض اهل العلم ذكروا ان حياة الكافر الضنك المذكورة في الآية هي حياة البرزخ (عذاب القبر) او هي معيشتهم في جهنم على من يرى ان الواو في قوله تعالى "و نحشرهم" للعطف او ترتيب الشدة لا للترتيب الزمني فيكون المعنى انه يعيش في جهنم معيشة ضنكا اضافة الى حشره يوم القيامة اعمى، و قدم عذاب جهنم على العمى للتوكيد على شدته رغم انه يأتي بعد العمى زمنا و الله اعلم.
وقد يُعترض على ذلك ان عبارة "معيشة ضنكا" تدل على ان الضنك في عيشهم في الدنيا و ان حياتهم في النار لا يصح ان تسمى معيشة و هذا اجتهاد مقبول ايضا و على هذا القول تكون الحياة الضنك هي ضيق قلوبهم لكثرة ما يعلوها من الران لكثرة ارتكابهم الكبائر و المكفرات وبعدهم عن الطاعات. قال تعالى: [وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ] .ومن تفسير الصوفية لضنك عيش الكافر انه لا يعرض أحد عن ذكر الله إلا أظلم عليه قلبه وتكدر عليه عيشه وإن كان واسع الحال وعلى ذلك شواهد كثيرة في زماننا يضيق المقام عن سردها.
ومن ادلة العقل على ضنك حياتهم كثرة الإنتحار بينهم و كثرة حالات اغتصاب النساء وكثرة عصابات الجريمة في بلادهم رغم كثرة الشُرط، و الرأسمالية المادية البشعة التي استعبدت ضعفائهم وجعلت الأموال دولة بين الأغنياء منهم، و الخواء الروحي رغم كل ما هم فيه من نعيم ظاهر مما جعل بعضهم يفر الى الإسلام ليجد طمأنينة القلب فاصبح الإسلام عندهم اكثر الأديان انتشارا ولله الحمد.
و اعلم ان ما يفتحه الله للكافرين من نعيم الدنيا استدراج لهم : [وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ] و هو من الإمهال: [فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً ] وهو من فتنة الله لهم [وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى] كما ان تقلب الكافرين في الدنيا فتنة للمؤمنين اي اختبار: [وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا]
كما ان الكافرين قد يحيون في بؤس وشقاء لظلم بعضهم بعضا كما حصل من هتلر لشعوب اوربا وكما حصل لليابانيين اذ القوا عليهم قنبلتين ذريتين فهذا من وحي الشيطان لهم لا من أمر الله الشرعي، تعالى الله عن الظلم علوا كبيرا.و الله سبحانه يفصل في مظالمهم يوم الحساب قال جل شأنه: [إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ]
واعلم هداني الله و اياك ان الكافر قد ينتقم الله منه في الدنيا كما كان لفرعون وقارون وعاد وثمود وقد يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار كما جاء في اواخر سورة ابراهيم. وقد ذكر الله اصحاب الأخدود وبين ان لهم عذاب الحريق ولم يذكر لهم عذابا في الدنيا. فعذاب الكافرين والظالمين في الدنيا ليس من سنن الله الثابتة انما يفعله لئلا يكون الناس امة واحدة على الكفر اذا وجدوا الكافرين يتقلبون في البلاد فاغتروا بذلك ووجدوا ان لبيوتهم سقفا من فضة و معارج عليها يظهرون بينما المسلمون في كرب عظيم، كما ان الكافر يحتج بذلك على صحة معتقده فيقول لو كان دينكم حقا ما كان حالنا هذا وحالكم هكذا ، فمن رحمة الله بالخلق انه يري الناس بعض عذاب الكافرين في الدنيا ليثبت الذين امنوا على الحق والا فالقاعدة هي قوله تعالى :[لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ] ، ومن عذاب الكافرين اليوم الأمراض الجنسية وكثرة الإنتحار والزلازل والبراكين والخواء الروحي وتفكك الأسرة وما الله اعلم منا به.
اما ان حياة المسلمين في زماننا ضنك فلكثرة تظالمهم وتكالبهم على الدنيا حتى اصبح ديدنهم جمع المال من الحل والحرمة والتنافس على الولايات يصعدون على اكتاف بعضهم ليتمتعوا بما جمعوا تمتع البهائم ناسين النعيم الدائم (انظر لأغنياء المسلمين و امرائهم فاذا اكثرهم فسقة ظلمة) تشهد المحاكم بكثرة مظالمهم ما لا تجد مثله في بلاد الكفر ، اضف لذلك العداء بين الجماعات الإسلامية الذي قد يصل بهم للإقتتال بأدنى الحيل، فسلط الله عليهم عدوهم (كالمغول والصليبيين) فسامهم سوء العذاب، ينهب خيرات بلادهم، ويقتل كبرائهم، و يجعل شرارهم امرائهم، ويحرش بينهم، ويسخر من علمائهم، وينشر الجهل بينهم، ويجعل فساقهم قدواتهم، ويخرجهم من دينهم بالحيلة احيانا (كالتقدمية والحرية) وبالإبادة الجماعية والمعتقلات احيانا ، وبتسليط بعضهم على بعض احيانا، و بإنشاء الفرق الباطنية احيانا، عذاب لا يُرفع حتى يتوبوا فيفروا الى الله؛ قال تعالى [ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ] وقال صلى الله عليه وسلم : [مَا ظَهَرَ الْغُلُولُ فِي قَوْمٍ قَطُّ إِلَّا أُلْقِيَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبُ وَلَا فَشَا الزِّنَا فِي قَوْمٍ قَطُّ إِلَّا كَثُرَ فِيهِمْ الْمَوْتُ وَلَا نَقَصَ قَوْمٌ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا قُطِعَ عَنْهُمْ الرِّزْقُ وَلَا حَكَمَ قَوْمٌ بِغَيْرِ الْحَقِّ إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الدَّمُ وَلَا خَتَرَ قَوْمٌ بِالْعَهْدِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ الْعَدُوَّ ] وكل هذا فينا واكثر، بل الكفار خير منا في هذا فالمسلمون اليوم اظلم و اغدر و أخون فهم لأنفسهم يظلمون ولا ينسب الظلم لله ابدا.
=================
والخلاصة ان الله سبحانه قد يأذن للكافرين بنعيم في الدنيا لأنها لا تساوي عنده جناح بعوضة تعجيلا لصالح اعمالهم او استدراجا لهم او حلما او امهالا او لجعلهم فتنة للمسلمين، كل حسب حاله، و هذا النعيم لا ينفى شقاوة قلوبهم لبعدهم عن ربهم وهي المعيشة الضنك التي توعدهم الله بها.
وقد يحيى الكافر في الدنيا في ذلة ومسكنة وفقر واستضعاف لمحق الله ثواب عمله جزاء كفره، و لئلا يفتتن المسلمون بالكفر اذا رؤوا كل الكافرين في قوة وكل المسلمين في ضعف رحمة منه ولولا ان يجتمع الناس كلهم على الكفر لجعل الله للكفار لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون.
وكذلك المسلمون قد يحيون حياة طيبة جزاء صلاحهم ان كان عامة امرهم الصلاح كما كان زمن الخلفاء الراشدين او زمن عمر بن عبد العزيز او في الأندلس او تعجيلا لأعمالهم ان كان عامة امرهم الركون للدنيا كما حصل زمن العباسيين،
وقد يحيى المسلمون في بلاء شديد اختبارا لهم كأصحاب الأخدود او رفعا لدرجاتهم كما كان من بلاء ايوب عليه السلام و كالإبتلاء بطاعون عمواس زمن عمر الخطاب رضي الله عنه او عقوبة على معاصيهم كتسليط الصليبيين عليهم قديما وحديثا، و يزيد الله ارزاق بعضهم على بعض ليتخذ بعضهم بعضا سخريا وليعلم من يتمنى ما فضل الله به بعضهم على بعض ولا يبسط الرزق لبعضهم لئلا يبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء، كل ذلك بحكمة وتدبير فكلوا الأمر للعلي الكبير.
واعلم ان لله الحكمة البالغة فكلٌّ يقدر الله له ما شاء بحكمته حسب حاله، و ذلك ان ربك احاط بالناس و انه كان عليما خبيرا. قال تعالى: [وَإِنَّ كُـلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ]
وخلاصة الخلاصة ان الكفار و المسلمين قد يعيشون في ضعف او قوة لكن لأسباب مختلفة فلا تخلطوا بينها حتى يصح معتقدكم في الله سبحانه.
----------------------
و اعلم اصلحك الله ان كل هذا اللغط ما كان ليكون الا لقلة العارفين و الجهل بصفات رب العالمين كالحكمة والعدل والحلم على العاصين، اضافة لكثرة الجاهلين بالغاية التي خلقوا من اجلها و لله المشتكى.
اقول قولي هذا راجيا ان ينفع الله المؤمنين بخيره ويقيهم شره وان يهديهم لأحسنه وان يبصّرهم بزلاته
و اظن في هذا كفاية بيان لصاحب جَنان ممن لم يعلو قلبه الران، ولله الحمد والمنة والحجة البالغة ولو شاء لهداكم اجمعين.
=============
هذا و اشهد ان ربي اعلم بالصواب وهو يفصل فيما اختلفتم فيه يوم الحساب، فأيقن يرحمك الله انه جل شأنه اعدل من عدل، والحساب عنده على قدر العمل، فلا يضيع عنده مثقال قطمير، و يستوي عنده الغني و الفقير، فلا يغرنك قول الذين لا يؤمنون و اذا ذُكّروا لا يذكرون و اذا رأوا اية يستسخرون فإنهم صائرون الى ما يوعدون.
و سبحان ربي رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
=============
مطعن الملحدين اذ زعموا ان الكفار لا ذنب لهم بدخولهم النار و قد ولدوا كفارا و لا فضل للمسلمين وقد ولدوا من ابوين مسلمين ولم يختاروا الإسلام
ما دعاني لأكتب هذه الكلمات هو للرد على ما جاء في هذا الفيديو كنموذج لهذا المطعن الخطير في دين الله :
-------------------
هذا احد اشهر مطاعن الملحدين في دين رب العالمين، وهو مطعن شائع مشهور و الرد عليه بحمد الله ميسور
اقول و بالله التوفيق ان القول بأن جميع غير المسلمين في النار هو احد قولين وليس محل اجماع
القول الأول:
ان الله سبحانه و تعالى لا يعذب احدا ما لم تقم عليه حجة الرسل و ينتفي عنه الإكراه :
فأما الحجة:
فذلك قوله تعالى : (مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)
و هذا مؤداه ان النصارى في الغرب و الملحدين في الصين و الهندوس في الهند و الإسكيمو في القطب و الوثنيون في مجاهل افريقيا و امثالهم – وحتى النصارى بين اظهرنا ان لم ندعهم للإسلام- ما لم يعرفوا الإسلام من اهله لا من اعداءه وينالوا نصيبهم من الدعوة الحق و يجاب عن اسئلتهم و يرد على مطاعن اعداء الإسلام ان القيت اليهم، فلا تكون الحجة قد قامت عليهم فلا يستحقون العذاب فما كان الله ليعذبهم ما لم يبعث لهم رسولا او احد ورثته من العلماء يبين لهم الحق و يدحض حجج الباطل.
ومن الأدلة على ذلك في السنة ايضا قوله صلى الله عليه وسلم: (وَ الَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِى أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِىٌّ وَلاَ نَصْرَانِىٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِى أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ – رواه مسلم) والأمة هنا امة الدعوة، و يفهم منه انهم يستحقون النار اذا بلغتهم الدعوة فكفروا بها فكيف بالذين لم يعرفوا الإسلام لا اسما ولا معنى او عرفوا الإسلام من الإعلام المعادي فبأي شيء يؤاخذون؟
و أما انتفاء الإكراه:
فذلك قوله تعالى : (مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ) فأثبت الإيمان للمكره.
وقصة النجاشي ملك الحبشة مشهورة وهو الذي مات يكتم اسلامه رغم سعة ملكه فقد صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتهمه بالنفاق اذ كان مكرها لا يطيعه قومه ان استعلن بإسلامه بل يغلب على ظنه انهم يقتلوه فيقاس عليه النصراني الذي يخاف ان يقتل ان اعلن اسلامه و خصوصا ان كانت امرأة مستضعفة لا تجد من يؤويها او يتزوجها من شباب الإسلام ان اعلنت اسلامها فهي في الظاهر كافرة وفي الباطن مؤمنة، وماذا يفعل الشاب النصراني اذا كانت نفقته من ابويه و لا عمل له ولا مأوى له من دونهما فأين يذهب ان اسلم فطرده ابواه وتبرآ منه وخصوصا ان المسلمين مقصرون في رعاية هؤلاء ؟ ومؤمن آل فرعون الذي كان يكتم إيمانه حجة أخرى لجواز كتم الإيمان. ا ليس الله لا يكلف نفسا الا ما آتاها؟ و اقل الإيمان اعتقاد القلب و الله اعلم.
فهذا اجتهاد مقبول و يزيد من ترجيح هذا الإجتهاد ان زماننا زمان فتن تكثر فيه المطاعن في الدين كما غلب على الأمة الضعف والفرقة و ضل الكثير حتى جعل الله بأس الأمة بينها وكثر الدعاة على ابواب جهنم حتى اصبحت لهم مؤسسات كبرى تمولهم لهدم الدين لذا يصعب ان يقال ان الحجة قد قامت على الكفار جميعا في زماننا فكفروا بها فاستحقوا النار . الله اعلم بحالهم
اما القول الثاني:
فقول من قال ان كل كافر مصيره النار لا عذر له بكفره، و كفى بالفطرة عليه حجة، يعرف بها سبيل المحجة، فليس له الى الكفر سبيل، الا ان يتبع الشيطان بغير دليل
فإن كانوا ملحدين كأهل الصين فآيات الله في الكون وفي انفسهم عليهم حجة افلا يبصرون؟
وان كانوا نصارى فعقولهم حجة عليهم يعلمون بها بطلان التثليث و تناقضات اكاذيب القسيس وما نسبه المثلّثون لله من وصف خسيس. وما لهم لا يعلمونه كما علمه من خرج على الكنيسة في الثورة الفرنسية -على ضلالهم- فأنى يؤفكون؟
و العالم اليوم شاشة حاسوب يقدر ان يتجول فيها من يشاء ليطلع على عقائد الناس في كل العالم ان كان يبحث عن الحق
و من ابرز ادلة هذا القول من كتاب الله قوله تعالى في آية الميثاق: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِين) فلم يترك لكافر حجة اذ جعل فطرته هي الحجة عليه.
ومن الأدلة ايضا ان الكافرين يوم القيامة يحتجون بضلال سادتهم فيطلبون العفو: [يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ] فلا يُقبل منهم فيطلبون ان يضاعف الله عذاب المضلين عن عذاب الضالين: [رَبَّنَا هَـؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ النَّارِ] فلا يقبل منهم، دل هذا ان عقولهم و فطرهم حجة عليهم فلا يعذر ملحدو الصين لمجرد ان الحزب الماركسي يحكمهم.
و من ادلة السنة عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنُ جُدْعَانَ كَانَ فِى الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ وَيُطْعِمُ الْمِسْكِينَ فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُهُ قَالَ [ لاَ يَنْفَعُهُ إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا رَبِّ اغْفِرْ لِى خَطِيئَتِى يَوْمَ الدِّينِ ] فلم يعذره بغياب نبي او احد اتباعه يدعوه فلو بحث عن الحق لهداه الله له و ليسره لليسرى و من اعرض اعرض الله عنه و يسره للعسرى
ومن ادلة العقل على ذلك ان الله عز وجل قد ابقى من اهل التوحيد في كل زمان ما يقيم به الحجة على الناس كزيد بن عمرو بن نفيل الذي يُبعث أمة وحده و شعره مشهور عندهم و كبحيرة الراهب الذي هو القلائل من موحدي النصارى اذ اسكنه الله في طريق القوافل يمرون عليه في ذهابهم و ايابهم يحدثهم بالتوحيد افلا يعقلون
---
فهذان قولان في المسألة فمن الجرأة القطع ان كل من هو غير مسلم في النار و ان كان ملحدا او وثنيا على ما قد فصلت و الله اعلم.
و رجحان احد القولين على الآخر يصعب البت فيه اذ تختلف احوال الناس باختلاف الزمان و المكان و لا يستوي الناس في تعرضهم للفتن وقدرة عقولهم على تمييز الحق من الباطل فأهل الفترة قبل البعثة لا كنصارى اوربا اليوم في سعة اطلاعهم على معتقدات الناس ولا في كم الإضلال الإعلامي المسلط عليهم ولا في شدة الطغاة المكرِِهين لهم على الكفر فكيف يكون لهم حكم واحد! ، ربهم اعلم بهم ولا يظلم ربك احدا.
==============
اما قولهم ان المسلمين قد ولدوا في ديار الإسلام ولم يختاروه فلا فضل لهم بذلك فاعترضوا قائلين: على أي شيء يدخلون الجنة ؟
والرد عليه :
اعلم يرحمك الله ان القلم لا يجري على العبد ما لم يبلغ رشده فإن بلغ رشده فنظر في الإسلام الذي ورثه عن أبويه او تعلمه في المدرسة فكفر به ومات على ذلك - و ان لم يصرّح بالكفر- مات كافرا لم ينفعه ابواه المسلمان شيئا ولا سكنه في ديار المسلمين ولا ما تعلمه من الدين، و ان مات ابن الكافر قبل رشده لم يضره كفر ابويه على الراجح فيكون من اهل الجنان، و إن مات ابن المسلم قبل رشده فقد ينتفع بإيمان ابويه ان كانا قد علّماه القران مثلا فتعلو بذلك منزلته في الجنة، كما ينفعه ايمانهما ايضا في حياته بعد رشده كما استدل بذلك البعض في قصة الغلامين صاحبي الجدار المائل اذ كان ابوهما صالحا (قصة الخضر مع موسى عليهما السلام)
اما ايمان الأبوين مع كفر الولد الراشد فلا ينفع قطعا. قال جل شأنه: (وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتْ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) فإيمان الأبوين لا ينفع ابنهما الكافر فإنما الإيمان ما وقر في القلب لا ما ورّثه الأبوان فافهم و الزم
و الرشد عند الفقهاء الإحتلام للذكر و اول الحيض للأنثى
و مما يجدر ذكره هنا ان حد هذا الرشد محل اجتهاد في زماننا لتغير الحال اذ تغلب صفات الطفولة على المحتلم اول احتلامه و الحائض اول حيضها في زماننا، اذ يربونهم مع الأسف على افلام الرسوم المتحركة و الأغاني التي ليس من شأنها ان تبلغ بالطفل رشده ولا ان تعلمه دينه ولا ان تفتح ذهنه في عشر سنين ولا نيف التي يبلغ فيها الحلم لذا لا تأذن اكثر الدول بسوق السيارات الا لمن قارب العشرين ولهم في ذلك حكمة ولا شك لما خبروه من طيش الفتيان. فعليه اقول ان الله اعلم بحال الفتيان والفتيات بالغي الحلم ما يصنع الله بهم في زماننا ان ماتوا على الكفر ولم تدرك عقولهم ما يدركه الكبار من امر الدين.
كما ان الله تعالى لا يترك ابناء المسلمين هكذا بغير ابتلاء يكشف حقيقة ايمانهم الذي ورثوه عن آبائهم. قال تعالى: [أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ] فها نحن نرى ابناء المسلمين يُفتنون بتعرضهم للإعلام المعادي في الفضائيات و الإنترنيت او بمخالطتهم للكفار فيظهر الله بذلك نفاق منافقيهم ويثبت الله المؤمنين.
كما ان من المسلمين من يبتليه الله بمرض فمنهم من يرضى لإيمانه ومنهم من يسخط لنفاقه، ومن المسلمين من يبتليه الله بمال او جاه فمنهم من يشكر ومنهم من يكفر فالكل في بلاء يمحص به الله ما في قلوبهم ليكون عليهم حجة فلا يكفي ان يولد المرء مسلما ولا يظلم ربك احدا.
----------------
وقد يقال ان من الكافرين من يفعل الخير كإطعام المساكين والتبرع للمشاريع الخيرية فأين جزاء عمله ان كان مصيره النار؟ و أين عدل الله في ذلك ؟
و الجواب عليه انه قد يوفى اجره في الدنيا وما له في الآخرة من نصيب اذا ابتغى به وجه الله و ربما لأجل ذلك يكثر الثراء والسلطان عند الكفار و يقل عند المسلمين فهو من تعجيل الله تعالى لهم اعمالهم . قال جل ذكره وتقدست اسماءه: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ) وقال ايضا : (وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ) أي امة واحدة اجتمعت على الكفر كما يراد للناس اليوم و لولا أن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة لما سقى الكافر منها شربة ماء، وقال ايضا جل شأنه: ( مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً) وقال ايضا : (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ) ، و هذا التعجيل للمسلمين ايضا اذا ضلوا لذا كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفرحون بالدنيا تفتح عليهم يخافون ان يكون من تعجيل الثواب، يخافون مكر الله، لله درهم ما اعقلهم.
كما ان اعمال الكفار قد ابطلها الكفر اصلا إن لم يعملوها لوجه الله بل للدنيا، فقد وصف الله تعالى بطلان اعمالهم الصالحة بقوله: ( مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ) قال ابن عاشور في تفسيره: (فيخطر ببالهم أو ببال من يسمع من المسلمين أن يسأل نفسه أن لهم أعمالاً من الصلة والمعروف من إطعام الفقراء ، ومن عتق رقاب ، وقِرى ضيوف ، وحمالة ديات ، وفداء أسارى ، واعتمار ، ورفادة الحجيج ، فهل يجدون ثواب ذلك؟ وأن المسلمين لما علموا أن ذلك لا ينفع الكافرين تطلبت نفوسهم وجهَ الجمع بين وجود عمل صالح وبين عدم الانتفاع به عند الحاجة إليه ، فضُرب هذا المثل لبيان ما يكشف جميع الاحتمالات) وقوله : (أن ذلك لا ينفع الكافرين) أي في الآخرة، اما في الدنيا فينفعهم ان ارادوا به وجه الله كما قد يقع من يهودي او نصراني.
فالكافر ان كان له عمل صالح قد يفتح الله عليه من الدنيا من نعيمه على قدر ذلك - وان كان كافرا- تعجيلا لعمله فمن الأمثلة من التاريخ القديم والحديث على ان الله يجازي الكفار بالخير في الدنيا على صلاحهم ان الأوربيون لما ثاروا - على كفرهم - على طغاة الكنائس في اوربا يطلبون العدل فتح الله لهم الثورة الصناعية فنعموا بخيرها فالربوبيون منهم اقرب الى الله من طغاة الكنيسة المثلثين وخصوصا انهم لم يعرفوا الإسلام ليدخلوا فيه. فالله قد يفعل ذلك مع من ابتغى العدل وحارب الظلم و ان كان كافرا.
و فتح الله البركة للمسلمين ايضا اذا ابتغوا الحق والعدل فلما عدل عمر بن عبد العزيز فتح الله بركاته حتى زوجوا العازبين وقضوا ديون المعسرين و نثروا القمح على رؤوس الجبال يطعمون الطيور، ولما وصل المسلمون للسلطة في تركيا في زماننا فعدلوا انتعش الإقتصاد و خسئ اهل الإلحاد وانكفئ اهل الفساد.
وكما ان الله يفتح البركة لمن ابتغى الحق فكذلك يسلط عذابه على من ابتغى الباطل مسلما كان ام كافرا
فالماركسية الملحدة لما عمت و طمّت نزع الله البركة من الأرض فجاعوا وهلك الكثير
ولما اعان المسلمون الصليبيين على بعضهم اصبحوا شذر مذر
فلا شك من ارتباط الحياة الطيبة بالإيمان والعدل الذي هو جزء من الإيمان و داع له، فما دعا النجاشي للايمان الا عدله و لا دعا كسرى للكفر الا ظلمه.
--------------------
وقد يقال قد نجد كفارا فقراء مستضعفين و نجد مسلمين اثرياء متنفذين فأين تعجيل اعمال الكفار الذي زعمت؟
والجواب عليه اقتطعه من تفسير الخازن اذ قال:
[ فإن قلت قد ورد في الحديث إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر وقد يضيق على الرجل في بعض أوقاته حتى لا يجد ما ينفقه على نفسه وعياله فكيف الجمع بين هذا وبين قوله سبحانه وتعالى "يمتعكم متاعاً حسناً إلى أجل مسمى." قلت أما قوله صلى الله عليه وسلم ( الدنيا سجن المؤمن ) فهو بالنسبة إلى ما أعد الله له في الآخرة من الثواب الجزيل والنعيم المقيم فإنه في سجن في الدنيا حتى يفضي إلى ذلك المعد له وأما كون الدنيا جنة الكافر فهو بالنسبة إلى ما أعد الله له في الآخرة من العذاب الأليم الدائم الذي لا ينقطع فهو في الدنيا في جنة حتى يفضي إلى ما أعد الله له في الآخرة وأما ما يضيق على الرجل المؤمن في بعض الأوقات فإنما ذلك لرفع الدرجات وتكفير السيئات وبيان الصبر عند المصيبات فعلى هذا يكون المؤمن في جميع أحواله في عيشة حسنة لأنه راض عن الله في جميع أحواله. ]
وقبل ان اترك تفسير الخازن لابد ان اخرج عن السياق قليلا و اضيف تعقيبا على النص اعلاه عليه فأقول: ان ما وعد الله به المؤمنين من المتاع الحسن و بركات السماء ونحوه يصح للجماعة اكثر منه للأفراد فلو آمن قوم في جزيرة منعزلة لفتح الله عليهم بركاته ولو ادى كل الناس زكاة اموالهم لفتح الله لهم من بركاته، و ان نهت كل عائلة ابنائها عن الظلم فأخذت على ايديهم اذاقهم الله لذة الأمن واخرج لهم من الخيرات ما هو به عليم، اما ان يؤمن البعض والعامة كفار او يتوب البعض والعامة فساق او يعدل البعض والعامة ظلمة فغضب الله يعم الجميع ما لم ينكروا عليهم و يعتزلوهم ثم اذا اهلك الله الجميع بعثهم على نياتهم كما جاء في حديث الجيش الذي يغزو الكعبة فيخسف بكل من فيه ولو كانوا مكرهين.
كما ان اكثر حال الكفار ليس الإستضعاف (والعبرة بالأكثر) بل ظلمهم للمؤمنين معروف يعينون على قتلهم و افقارهم و طمس دينهم، فأكثر اليهود في العالم يمدون اخوانهم مغتصبي فلسطين بالمال و يدعمونهم بالإعلام، والصليبيون يتناصرون بينهم و هم يد على المسلمين، والماركسيون قتلوا ملايين المسلمين ولا يزالون الى اليوم يذلون مسلمي تركستان والشيشان وغيرها، فغالب امرهم في مثل هذا الفساد العريض فإن كان لهم شيء من عمل الخير فقد يعجل الله لهم ثوابه في الدنيا كما هو واضح من سعة ارزاقهم و تقلبهم في البلاد او يجعل اعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف وما لهم في الآخرة من خلاق. حتى الأقليات النصرانية في بلاد الإسلام تمدها الدول الصليبية بالمال او الدعم السياسي بما يجعلها في حال افضل من حال المسلمين كنصارى مصر والمارونية في الشام فليسوا مستضعفين عموما
اما حال اليهود قديما اذ كتب الله عليهم الذلة والمسكنة (الإستضعاف) فقد يسأل سائل اين تعجيل اعمالهم ؟ والجواب عليه انهم لم يكونوا كفارا بل عصاة فلا تخلط ، وسبب حكم الله عليهم بالذلة قتلهم الأنبياء بغير حق وعدم تناهيهم عن المنكر وغير ذلك من فسادهم جيلا بعد جيل فسلط الله عليهم الذل لعلهم اليه يرجعون لبقية خير فيهم ، ولو علم انهم لا يتوبون اجمالا ويريدون الدنيا لعجّل لهم اعمالهم (هذا ان كان لهم عمل صالح) وهم فيها لا يبخسون وما لهم في الآخرة من خلاق، و الله اعلم.
وقد ذكر الله عز وجل تسليط بأسه على الكفار لعلهم يتضرعون فلما علم انهم لا يتوبون لقسوة قلوبهم واتباعهم الشيطان عجل لهم اعمالهم ففتح لهم من نعيم الدنيا فبطروا وقالوا من اشد منا قوة فإذا فرحوا بما اوتوا اخذهم بغتة فإذا هم مبلسون و كان بطرهم حجة عليهم يوم الحساب، و هذا من مكر الله بهم.
واعلم ان ليس كل كافر يكتب الله عليه الذلة والمسكنة بل قد يمدهم في طغيانهم يعمهون و يسلطهم على المسلمين اذا فسقوا كما كان من تسليط المغول وكما هو واقع في زماننا.
والأغلب ان الكفار يقل عندهم العمل الصالح ويكثر منهم السيء وفي مقدمته عدائهم و بغضهم للمسلمين الذي يمحق اعمالهم الصالحة لأن السيئات تأكل الحسنات
كما ان اعمال الكفار قد ابطلها الكفر اصلا اذ لم يعملوها لوجه الله كما ذكرت فبأي حق يطلبون عليها الثواب ويشكون الإستضعاف ان وجد؟
والخلاصة ان الكافر ان عمل صالحا للدنيا فعمله كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف فلا ثواب عليه في الآخرة اما في الدنيا فما هو فيه من نعيم ان وجد فهو استدراج و امهال وحلم وليس اجرا
و ان عمل صالحا للآخرة فيعجل له ثواب عمله في الدنيا ولا ثواب له في الآخرة.
اما المؤمن اذا عمل صالحا رياءا فيعجل له ايضا ويخسر اخرته
وان عمله للآخرة فثوابه في الآخرة اما في الدنيا فقد يفتح الله عليه منها جزاء عمله كما فتح على يوسف وسليمان عليهما السلام او يدخرها له في الآخرة كالأنبياء الذين قُتلوا و الله اعلم.
------------------
فإن قيل هذا كلام متناقض فهل يعجل الله للكفار ثواب اعمالهم بدليل اية من يريد الدنيا و زينتها، ام ان اعمالهم باطلة اصلا لا ثواب عليها بدليل آية الريح العاصف؟
فالجواب عليه ان اعمالهم باطل ثوابها يوم الحساب اما في الدنيا فقد يعجل الله لهم ثواب بعض الأعمال او لا يفعل كما قال تعالى: (مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُورا ) فانتبه للقيد "لمن نريد" اي لمن نريد التعجيل له ، و ارادته جل ذكره بحكمة علمها من علمها و جهلها من جهلها. ومن العلماء من قال ان الضابط هنا هل عمل الكافر كان للدنيا فلا يستحق ثوابا ام للآخرة فيوفى اجره في الدنيا.
ومثال ذلك رجل كافر اسرف في قتل المسلمين ثم تصدق بصدقة فلم يقبلها الله منه لكفره و حرابته فكانت هباءا منثورا فهل من حقه ان يطالب ربه بأجرها يوم الحساب و يدعى الظلم؟ قد لا يقبل الله من عابد تقي صلاته فيردها في وجهه ان كان فيها رياء فهل من الظلم الا يقبل الله من هذا الكافر المجرم صدقته حتى ان اراد بها وجه الله ؟ و لله المثل الأعلى. اما ان اراد بها وجه مخلوق –وهذا هو الأكثر عندهم- فليطلب ثوابها من المخلوق لأن الله اغنى الشركاء عن الشرك.
اضف لذلك ان بعض العلماء قال ان اية من يريد الدنيا و زينتها في المرائين من المسلمين لا في الكفار فتأمل.
ومن ادلة الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يظلم مؤمناً حسنة يعطى بها في الدنيا ويجزى بها الآخرة. وأَمَّا الكافر فيطعم بحسناته ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يجزى بها". فانتبه للقيد " ما عمل بها لله " .
للتوسع راجع كتاب "دفع الإضطراب عن ايات الكتاب"
--------------------
فان قيل كيف تجمع بين توعد الله تعالى الكفار بالمعيشة الضنك في آية بينما يدعو المسلمين الا يغتروا بتقلب الكفار في البلاد في آية اخرى، وها نحن نعاين تقلب كثير من دول الكفر في النعيم و ان الحياة الضنك في دول الإسلام ؟
فالجواب عليه ان بعض اهل العلم ذكروا ان حياة الكافر الضنك المذكورة في الآية هي حياة البرزخ (عذاب القبر) او هي معيشتهم في جهنم على من يرى ان الواو في قوله تعالى "و نحشرهم" للعطف او ترتيب الشدة لا للترتيب الزمني فيكون المعنى انه يعيش في جهنم معيشة ضنكا اضافة الى حشره يوم القيامة اعمى، و قدم عذاب جهنم على العمى للتوكيد على شدته رغم انه يأتي بعد العمى زمنا و الله اعلم.
وقد يُعترض على ذلك ان عبارة "معيشة ضنكا" تدل على ان الضنك في عيشهم في الدنيا و ان حياتهم في النار لا يصح ان تسمى معيشة و هذا اجتهاد مقبول ايضا و على هذا القول تكون الحياة الضنك هي ضيق قلوبهم لكثرة ما يعلوها من الران لكثرة ارتكابهم الكبائر و المكفرات وبعدهم عن الطاعات. قال تعالى: [وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ] .ومن تفسير الصوفية لضنك عيش الكافر انه لا يعرض أحد عن ذكر الله إلا أظلم عليه قلبه وتكدر عليه عيشه وإن كان واسع الحال وعلى ذلك شواهد كثيرة في زماننا يضيق المقام عن سردها.
ومن ادلة العقل على ضنك حياتهم كثرة الإنتحار بينهم و كثرة حالات اغتصاب النساء وكثرة عصابات الجريمة في بلادهم رغم كثرة الشُرط، و الرأسمالية المادية البشعة التي استعبدت ضعفائهم وجعلت الأموال دولة بين الأغنياء منهم، و الخواء الروحي رغم كل ما هم فيه من نعيم ظاهر مما جعل بعضهم يفر الى الإسلام ليجد طمأنينة القلب فاصبح الإسلام عندهم اكثر الأديان انتشارا ولله الحمد.
و اعلم ان ما يفتحه الله للكافرين من نعيم الدنيا استدراج لهم : [وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ] و هو من الإمهال: [فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً ] وهو من فتنة الله لهم [وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى] كما ان تقلب الكافرين في الدنيا فتنة للمؤمنين اي اختبار: [وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا]
كما ان الكافرين قد يحيون في بؤس وشقاء لظلم بعضهم بعضا كما حصل من هتلر لشعوب اوربا وكما حصل لليابانيين اذ القوا عليهم قنبلتين ذريتين فهذا من وحي الشيطان لهم لا من أمر الله الشرعي، تعالى الله عن الظلم علوا كبيرا.و الله سبحانه يفصل في مظالمهم يوم الحساب قال جل شأنه: [إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ]
واعلم هداني الله و اياك ان الكافر قد ينتقم الله منه في الدنيا كما كان لفرعون وقارون وعاد وثمود وقد يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار كما جاء في اواخر سورة ابراهيم. وقد ذكر الله اصحاب الأخدود وبين ان لهم عذاب الحريق ولم يذكر لهم عذابا في الدنيا. فعذاب الكافرين والظالمين في الدنيا ليس من سنن الله الثابتة انما يفعله لئلا يكون الناس امة واحدة على الكفر اذا وجدوا الكافرين يتقلبون في البلاد فاغتروا بذلك ووجدوا ان لبيوتهم سقفا من فضة و معارج عليها يظهرون بينما المسلمون في كرب عظيم، كما ان الكافر يحتج بذلك على صحة معتقده فيقول لو كان دينكم حقا ما كان حالنا هذا وحالكم هكذا ، فمن رحمة الله بالخلق انه يري الناس بعض عذاب الكافرين في الدنيا ليثبت الذين امنوا على الحق والا فالقاعدة هي قوله تعالى :[لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ] ، ومن عذاب الكافرين اليوم الأمراض الجنسية وكثرة الإنتحار والزلازل والبراكين والخواء الروحي وتفكك الأسرة وما الله اعلم منا به.
اما ان حياة المسلمين في زماننا ضنك فلكثرة تظالمهم وتكالبهم على الدنيا حتى اصبح ديدنهم جمع المال من الحل والحرمة والتنافس على الولايات يصعدون على اكتاف بعضهم ليتمتعوا بما جمعوا تمتع البهائم ناسين النعيم الدائم (انظر لأغنياء المسلمين و امرائهم فاذا اكثرهم فسقة ظلمة) تشهد المحاكم بكثرة مظالمهم ما لا تجد مثله في بلاد الكفر ، اضف لذلك العداء بين الجماعات الإسلامية الذي قد يصل بهم للإقتتال بأدنى الحيل، فسلط الله عليهم عدوهم (كالمغول والصليبيين) فسامهم سوء العذاب، ينهب خيرات بلادهم، ويقتل كبرائهم، و يجعل شرارهم امرائهم، ويحرش بينهم، ويسخر من علمائهم، وينشر الجهل بينهم، ويجعل فساقهم قدواتهم، ويخرجهم من دينهم بالحيلة احيانا (كالتقدمية والحرية) وبالإبادة الجماعية والمعتقلات احيانا ، وبتسليط بعضهم على بعض احيانا، و بإنشاء الفرق الباطنية احيانا، عذاب لا يُرفع حتى يتوبوا فيفروا الى الله؛ قال تعالى [ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ] وقال صلى الله عليه وسلم : [مَا ظَهَرَ الْغُلُولُ فِي قَوْمٍ قَطُّ إِلَّا أُلْقِيَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبُ وَلَا فَشَا الزِّنَا فِي قَوْمٍ قَطُّ إِلَّا كَثُرَ فِيهِمْ الْمَوْتُ وَلَا نَقَصَ قَوْمٌ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا قُطِعَ عَنْهُمْ الرِّزْقُ وَلَا حَكَمَ قَوْمٌ بِغَيْرِ الْحَقِّ إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الدَّمُ وَلَا خَتَرَ قَوْمٌ بِالْعَهْدِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ الْعَدُوَّ ] وكل هذا فينا واكثر، بل الكفار خير منا في هذا فالمسلمون اليوم اظلم و اغدر و أخون فهم لأنفسهم يظلمون ولا ينسب الظلم لله ابدا.
=================
والخلاصة ان الله سبحانه قد يأذن للكافرين بنعيم في الدنيا لأنها لا تساوي عنده جناح بعوضة تعجيلا لصالح اعمالهم او استدراجا لهم او حلما او امهالا او لجعلهم فتنة للمسلمين، كل حسب حاله، و هذا النعيم لا ينفى شقاوة قلوبهم لبعدهم عن ربهم وهي المعيشة الضنك التي توعدهم الله بها.
وقد يحيى الكافر في الدنيا في ذلة ومسكنة وفقر واستضعاف لمحق الله ثواب عمله جزاء كفره، و لئلا يفتتن المسلمون بالكفر اذا رؤوا كل الكافرين في قوة وكل المسلمين في ضعف رحمة منه ولولا ان يجتمع الناس كلهم على الكفر لجعل الله للكفار لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون.
وكذلك المسلمون قد يحيون حياة طيبة جزاء صلاحهم ان كان عامة امرهم الصلاح كما كان زمن الخلفاء الراشدين او زمن عمر بن عبد العزيز او في الأندلس او تعجيلا لأعمالهم ان كان عامة امرهم الركون للدنيا كما حصل زمن العباسيين،
وقد يحيى المسلمون في بلاء شديد اختبارا لهم كأصحاب الأخدود او رفعا لدرجاتهم كما كان من بلاء ايوب عليه السلام و كالإبتلاء بطاعون عمواس زمن عمر الخطاب رضي الله عنه او عقوبة على معاصيهم كتسليط الصليبيين عليهم قديما وحديثا، و يزيد الله ارزاق بعضهم على بعض ليتخذ بعضهم بعضا سخريا وليعلم من يتمنى ما فضل الله به بعضهم على بعض ولا يبسط الرزق لبعضهم لئلا يبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء، كل ذلك بحكمة وتدبير فكلوا الأمر للعلي الكبير.
واعلم ان لله الحكمة البالغة فكلٌّ يقدر الله له ما شاء بحكمته حسب حاله، و ذلك ان ربك احاط بالناس و انه كان عليما خبيرا. قال تعالى: [وَإِنَّ كُـلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ]
وخلاصة الخلاصة ان الكفار و المسلمين قد يعيشون في ضعف او قوة لكن لأسباب مختلفة فلا تخلطوا بينها حتى يصح معتقدكم في الله سبحانه.
----------------------
و اعلم اصلحك الله ان كل هذا اللغط ما كان ليكون الا لقلة العارفين و الجهل بصفات رب العالمين كالحكمة والعدل والحلم على العاصين، اضافة لكثرة الجاهلين بالغاية التي خلقوا من اجلها و لله المشتكى.
اقول قولي هذا راجيا ان ينفع الله المؤمنين بخيره ويقيهم شره وان يهديهم لأحسنه وان يبصّرهم بزلاته
و اظن في هذا كفاية بيان لصاحب جَنان ممن لم يعلو قلبه الران، ولله الحمد والمنة والحجة البالغة ولو شاء لهداكم اجمعين.
=============
هذا و اشهد ان ربي اعلم بالصواب وهو يفصل فيما اختلفتم فيه يوم الحساب، فأيقن يرحمك الله انه جل شأنه اعدل من عدل، والحساب عنده على قدر العمل، فلا يضيع عنده مثقال قطمير، و يستوي عنده الغني و الفقير، فلا يغرنك قول الذين لا يؤمنون و اذا ذُكّروا لا يذكرون و اذا رأوا اية يستسخرون فإنهم صائرون الى ما يوعدون.
و سبحان ربي رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
=============
نماذج من إلحاد الشاعر نزار قباني - ممدوح بن علي الحربي
و هذا رد الشيخ على بعض المعترضين على وصف هذا الشاعر بالإلحاد:
وهنا أذكر بعض الشبهات التي قذفت في قلوب كثير من المسلمين، حتى بعض الصالحين الأخيار الذين جازت عليهم هذه الشبهات، وهي في الحقيقة هدمٌ لأصول الدين، وقواعد الملة، وركائز الشريعة، ونسفٌ لأصل الأصول: كعقيدة التوحيد، وعقيدة الولاء والبراء.
وإلى ذكر الشُبه والرد عليها بما يفتح به الفتاح العليم:-
الشبهة الأولى :
قولهم: إن الشعراء والروائيين إذا تكلموا في أشعارهم ورواياتهم عن بعض الأسماء والذوات إنما هم يتكلمون عن قوالب شعرية، ورموز خيالية، في غير مرادها الحقيقي المعروف لدى العامة، وإنما المعنى يكون كما يقولون في بطن الشاعر وجوفه، فإذا تكلم شاعرٌ مثلاً عن الله تعالى، أو عن أي ذاتٍ من الذوات، كالرسل والأنبياء ويوم القيامة وغيرها من الأشياء، فهناك تصور آخر عند الشاعر هو غير المراد الحقيقي لهذه الذات ولهذه الحقيقة، وعلى هذا فلا يَكْفُرُ من قال في شعره إن الله مثلاً يجوع أو يعرى أو يمرض، أو إن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام تهرب وتخاف وتجبن وغير ذلك !!.
الرد على هذه الشبهة :
أقول: إن هذه الشبهة ما أظن أن إبليس قد ألقاها على هؤلاء، وما أظنه كان يعلمها حتى سمعها منهم، وأنا أسأل أولئك المخدوعين لو أن شاعراً قام وصرح باسم رئيس دولة من الدول، ووصفه مثلاً بأنه قد رآه مشنوقاً على باب المدينة، أو أن ذلك الشاعر قد رأى ذلك الملك أو ذلك الحاكم مذبوحاً في عَمَّان، أتكون أقوال ذلك الشاعر في حق ذلك الملك أو الرئيس أو الحاكم من القوالب الشعرية التي يراد منها غير حقيقتها؟ وهل تلتمسون لهذا الشاعر العذر كما التمستموه له عندما رمى الله عز وجل بهذه النقائص؟
الجواب طبعاً لا وألف لا؛ والسبب في ذلك أن هذا الرئيس أو الملك أو الحاكم عذابه معجل دنيوي ملموس عند أهل الدنيا، أما عذاب الله تعالى فمؤخر مؤجل إلى ذلك اليوم الذي تشيب فيه مفارق الولدان قال تعالى: {فَلا تَعجَلْ عَلَيِهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً}[مريم84]
وقال تعالى: {كَلا سَنَكتُبُ مَايَقُولُ ونَمُدُّ لَه مِن العَذابِ مَداً * وَنَرِثُهُ مَايَقُولُ وَيأتِيِنا فَرداً} [مريم79-80]
كما أن هذه الشبهة الخطيرة تجعل كثيراً من الزنادقة والملحدين الذين حكم عليهم علماء الإسلام على مر العصور بالردة والمروق من الدين؛ بأنهم من المؤمنين الذين قد يحصل من الواحد منهم قول أو فعل ظاهره الكفر الصريح ولكنه لا يكفر بهذا القول أو الفعل؛ لأن له مراداً وتصوراً آخر في قلب ذلك الزنديق والملحد، وعلى هذا فلا يحكم بالكفر على أصحاب وحدة الوجود من الحلولية والاتحادية الذين يزعمون أن الله عز وجل قد حلَّ أو اتحد مع خلقه، أو أن الله تعالى قد حلَّ في صورة عيسى عليه السلام، وغير ذلك من الأمور الباطنية التي تهدم الدين والملة، التي لا يختلف في إبطالها وتهافت أصولها من له أدنى عقل وأقل بصيرة.
الشبهة الثانية :
قولهم: إنك بإخراج هذا الكتاب رداً على نزار قباني وذكر كفرياته وطوامه بالتفصيل قد أعنت على نشر هذا الكفر وهذه الزندقة، وأشهرتها بين عوام المسلمين، وهذا يجعل كثيراً من القراء يعودون إلى شعره وإلى دواوينه!!.
الرد على هذه الشبهة :
أقول:
أولاً:
إن نزار قباني لا يحتاج إلى كتابي هذا ليُشهر بين المسلمين وهو الذي قد وزع وطبع من دواوينه السوداء ما يقارب ثلاث ملايين نسخة هي موجودة بين يدي محبيه وعاشقيه من أبناء المسلمين، وإن من المؤسف المحزن والذي تدمع له العين أن جُلَّ المراجع التي اعتمدتها في كتابي هذا رداً عليه هي من دواوينه التي استعرتها من عشاقه ومحبيه في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبة الطيبة، فكم من ديوان وكم من مجموعات شعرية له هي في قلوب عشاقه ومريديه في هذه المدينة الطاهرة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (المدينة حَرَمٌ، ما بين عائرٍ إلى كذا، من أحدث فيها حدثاً، أو آوى محدثاً، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لايُقبَلُ منه صَرْفٌ ولا عَدْلٌ)( ).
ثانياً:
إن الذين يستدركون عليَّ بهذه الشبهة هم في الحقيقة يستدركون على الله تعالى وعلى كتابه الكريم؛ حيث إن الله تعالى قد بين وفصَّل كُفر الأمم السابقة في كتابه الكريم تفصيلاً دقيقاً في آياتٍ تُتلى منذ مئات السنين وإلى أن يرفع الله القرآن من المصاحف ومن صدور الرجال، ولم يقل قائل بل لم يجرؤ أحدٌ من المسلمين ولا من غيرهم من أهل الملل الأخرى على القول بأن هذا التفصيل المذكور في كتاب الله تعالى مدعاة إلى نشر الكفر في الأرض، وإنما هو التحذير من الله تعالى لخلقه لكي لا يقعوا في شيء من ذلك.
بل إن القارئ لكتاب الله يجد أن الله تعالى قد ذكر كفريات لبعض الأمم السابقة تتعلق بذاته العلية، فقد أخبر سبحانه عن جرأة اليهود أحفاد القردة والخنازير على الله ووصفهم إياه بصفات النقص قال الله تعالى: {وقالت اليهودُ يدُ الله مغلولة غُلَّت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفقُ كيف يشاء}.
وكذلك ذكر تعالى كفر النصارى في قوله تعالى: {لقد كَفَر الذين قالوا إِنَّ الله هو المسيحُ ابنُ مَرْيم}
وقال تعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالثُ ثلاثةٍ وما من إلهٍ إلا إلهٌ واحد} وغير ذلك من الآيات التي توضح عقائد الكفار وما يصرحون به من إلحاد وزندقة.
عدل سابقا من قبل Admin في الأحد فبراير 16, 2014 3:26 pm عدل 1 مرات
مكان سد يأجوج و مأجوج-مصطفى محمود
عادة ما يسخر الملحدون من ذكر سد ياجوج و مأجوج في القران الكريم و اني ادعوهم للإستماع لتعليق مصطفى محمود على هذه المسألة
من علم الحيوان دقة المواعيد بغير ساعة ايها الملحد
عدل سابقا من قبل Admin في الثلاثاء مايو 13, 2014 2:49 pm عدل 1 مرات
كتاب الإسلام يتحدى - وحيد الدين خان
عدل سابقا من قبل Admin في الأربعاء مايو 21, 2014 7:00 pm عدل 3 مرات
عشرون دليلا على كون الإلحـاد أغبى مذهب على وجه الأرض
منقول
1- الإلحـاد يخالف القانون الأول لنيوتن
القانون الأول لنيوتن يقول أن "الجسم الساكن يبقى ساكناً والمتحرك بسرعة منتظمة يبقى متحركاً ما لم تؤثر عليه قوة خارجية تؤثر من وضعه (السكوني او الحركي)" إذن لابد من قوة خارجية أجبرت الإنفجـار الكبير أن يحدث وفي تلك اللحظة بالذات وأجبرت الكون أن يبدأ وفي تلك اللحظة بالذات
2- الإلحاد يخالف القانون الأول للديناميكا الحرارية
قانون بقاء الطاقة أو ما يعرف بالقانون الأول للديناميكا الحرارية يقول (( المادة لا تفنى و لا تُخلق من العدم)). إذا تأملنا هذا القانون نصل إلى إستنتاج أن الكون لا يمكن أن يوجد. وطبقا لهذا القانون فالكون غير موجود أو هو موجود في وجود الخالق .
3- الإلحـاد يخالف القانون الثاني للثرموديناميك
القانون الثاني للثرموديناميك يقول أن الكون يتجه الآن نحو الموت الحراري عندما تتساوى حرارة جميع الأجرام والجسيمات فالكون كما يقول العلماء يتجه نحو التفكك نحو الهدم نحو البرودة نحو التبسيط نحو الموت الحراري thermal death of universe بينما يقول الإلحـاد أن الكون يتجه نحو التعقيد نحو البناء نحو التطور .. لذا يعتبر العلماء أن القانون الثاني للثرموديناميك يحمل في طياته نهاية الداروينية والتطور الانتقائي .. وهذه قوانين وليست نظريات .. فالعلم في جانب والإلحاد والداروينية في جانب آخر تماما
4- الإلحـاد يخالف قانون الأخلاق
تعريف الأخلاق الأصلية :- هي تلك الأخلاق التي تأتي ضد المصلحة الشخصية .. ضد المادة .. ضد العقل
فالإلتزام الأخلاقي يُمثل قيدا للإنسان وكما قال نيتشه قديما :- إن قصور الإنسان في القوة ناتج عن إلتزامه الأخلاقي
فالأخلاق غير مربحة عمليـا .. فلابد أن يكون للأخلاق قيمة وهذه القمية لا تكون من هذا العالم .. قيمة لا تُقاس بالمعايير المادية المُجردة ولا تخضع للقوانين الطبيعية .. فالسلوك الأخلاقي والتضحية والمُثُل العليا والزهد والتبتل والإيثار هذه الأخلاق الأصيلة إما أنها لا معنى لها وإما أن لها معنى في وجود الله ..
5- الإلحـاد لا يجد تفسيرا لقانون الزوجية
يقول الشيخ نديم الجسر في كتابه الماتع ( قصة الإيمـان ) :- وكنت قبل ذلك لا أدرك أبدا سر الحكمة في تكرار ذكر الزوجين الذكر والأنثى في القرآن {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }الذاريات49 .. {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى }النجم45 إلى أن قرأت للفيلسوف المعاصر هنري برغسون وأدركت أن تكرار ذكر الزوجين لا يُراد به المِنة فحسب بل يُراد به شيء أعظم وهو التنبيه إلى ما في اطراد الزوجية في النبات والحيوان بل والجسيمات من دليل عظيم على القصد ونفي المصادفة والداروينية والعشوائية والعبثية (1)
6- الإلحـاد المادي يقع في تناقض مع النفس اللامادية
إذا ارتكب إنسان جريمة وأصر أنه فعلها بدون قصد يسعى كل محامي لإثبات عدم القصد مع أنه بالمنظور المادي فالجريمة وقعت وانتهت على أرض الواقع والمجرم ايضا معترف انه مرتكبها لكن يتدخل القانون لمعرفة القصد والنية ومعرفة حالة النفس أثناء ارتكاب الجريمة وهل وقعت الجريمة بقصد ام لا .. وهنا نضع النفس في مركز اعلى من الحقائق أعلى من الواقعة المادية المجردة .. فنحن في الحقيقة لا نحكم على ما حدث في العالم لكن نحكم على ما حدث داخل النفس .. وهذا يعكس التناقض المبدئي بين الإنسان والعالم (2)
7- الإلحـاد يخالف قوانين حقوق الإنسان
فحقوق الإنسان هي قضية ميتافيزيقية بحتة فقولك أن البشر متساوون هذا ممكن فقط إذا كان الإنسان مخلوقا لله فالمساواة بين البشر هي خصوصية أخلاقية وليست حقيقة طبيعية أو مادية أو عقلية فالناس من المنظور المادي أو الطبيعي أو العقلي هم وبلا شك غير متساوين وتأسيسا على الدين فقط يستطيع الضعفاء المطالبة بالمساواة
فهؤلاء الضعفاء والفقراء في المال والصحة والعقل والمُستبعدين من موائد الإحتفالات في العالم الذين ليس لديهم ما يعرضونه أو يبرهنون عليه ليس لديهم إلا مدخل الدين وحسب الذي يبرهنون من خلاله أنهم متساوون بل ربما أحسن حالا عند الله من الأصحاء وهذا فيه برهان متكرر لقيمة الدين في المساواة (3)
8- الإلحـاد ينتهك كل الحرمات فهو لا يعترف لا بحُرمة ولا بقداسة
لا قيمة لكومة الفضائل التي ظلت الأديان تؤسس لها طيلة عشرات الآلاف من السنين فكما يقول الدكتور المسيري :- ينظر العلماني إلى الأرض على أنها مادة مُستغلة وغايته هي تحقيق أقصى إشباع منهـا أو كما يقول المفكر الإنجليزي جون لوك :- إذا كان كُل أمل الإنسان قاصرا على هذا العالم وإذا كنا نستمتع بالحيـاة هنا في هذه الدنيـا فحسب فليس غريبا ولا مجافيـا للمنطق أن نبحث عن السعادة ولو على حساب الآباء والأبنـاء
فأفكار النجاسة والقداسة والعفة والطهارة هي أفكار مُستمدة من عالم آخر لا علاقة لها بالعالم المادي الدارويني الحتمي البارد .. إننا لو كُنا حقا أبناء هذا العالم لن يبدو لنا فيه شيء نجس أو مقدس ..
9- الإلحـاد يخالف قانون السببية
العدم لا يصنع شيئا .. لكل سبب مُسبب .. هذه بداهة عقلية مركوزة في الأذهان فهي أعلى من القانون وعليها تقوم علوم الدنيا ومقاصد الغايات يقول ديكارت :- أنا موجود فمن أوجدني ومَن خلقني ؟ إنني لم أخلق نفسي فلابد لي من خالق . وهذا الخالق لابد أن يكون واجب الوجود وغير مفتقر إلى من يوجده ولابد أن يكون متصفا بكل صفات الكمال {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ }الطور35 .. ولا يخطر ببالنا أن ننكر هذه البداهة العقلية بحجة أن وهما عقليا يتطلب منا تسلسل العلل إلى غير نهاية فهذا باطل عقلا أو بحجة عدم معرفتنا لكنه العلة
وقانون السببية ليس قائما على المشاهدة كما يدعي الملاحدة فحواسنا إنما ترينا صورا عن ظواهر مفككة متتابعة ولا ترينا أبدا علاقة السببية فكيف نعرف هذه العلاقة إلا إذا كان العقل فيه قوانين منظمة فطرية – والكلام لديكارت – يستطيع بها أن يدرك الإحساس ثم يُصدر أحكاما إنشائية جديدة لا يعتمد فيها على الإحساس
10- الإلحـاد يخالف قانون القصد والعناية
كل الموجودات على سطح الأرض موافقة لوجود الإنسان بل وتعمل تبعا له فليس غريبا أن نقول أن كل ما حولنا يخضع لمتطلباتنا من ليل ونهار وفصول أربعة والمكان والهواء والجزئيات المحيطة ومدى موافقة كل ذلك لطبيعة الإنسان وحاجياته وليس مجافيا للحقيقة أن نقول إن هذا التناغم في الكون هو مصمم خصيصا لإنتاج الجنس البشري وكما يقول أخونا مجدي بمجرد غسل يدك تموت آلاف البكتريا فالإنسان هو العنصر الثابت في تاريخ العالم وتظل روحه وقيمه الأخلاقية لا تتغير فالإنسان كان وسيبقى هو الإنسان منذ ألف سنة ولدها الماضي إلى ألف سنة يلدها المستقبل لا تتغير طبيعته ولا مراداته
11- الإلحاد يخالف الغائية
العلم في تقدم مستمر ... كل أبحاث العلماء مؤسسة على وجود قوانين تحكم العالم وتحكم المادة .. غاية العلم في كل بحث هو إيجاد القانون الذي يحكم هذه القضية فالعلم غائي ولذا هو في تقدم مستمر .. ولولا إقرار العلم مُسبقا بوجود قانون يحكم كل شيء لما تقدم العلم خطوة واحدة ..وهنا يكمن التناقض المبدئي بين الإلحاد العبثي والعلم الغائي .. ولا يُتصور أن يكون كل ما حولنا ذو قانون غائي يحكمه ويكون الإنسان هو الفذ العبثي الوحيد في القضية
وكما في الأثر :- كنت كنزا مخفيا فخلقت الخلق ليعرفوني
12- الإلحاد يخالف قانون التناسق السابق التوطيد
يقول ليبنتز إن الذرات تسير بإرادة الله وتعمل بقدرته بصورة يظهر منها أنها تتصل ببعضها وهي في الحقيقة لا تتصل ولكن قدرة الله تجعل كل ذرة تسير سيرا يوافق سير الذرات الأخرى فالذي يظهر لنا من التوافق هو أثر قانون التناسق السابق التوطيد فإن المادة لا تعقل القوانين التي تُطبق عليهـا ولا يوجد واجب عقلي يحتم أن يغلي الماء عند مائة درجة مئوية أو أن تتباعد جزيئاته بالغليان وكما يقول هيوم :- فإن العلم الذي يفسر ذلك بالتفسيرات السابقة هو علم فج جدا فهو لا يقوم بأكثر من إقرار الحالة فحسب دون أن يقدم مبررات لذلك ولا محيص أمامنا من الاعتراف بقانون التناسق السابق التوطيد
13- الإلحاد يخالف مبدأ باركلي الشهير
يقول هيوم :- ليس من دليل يُحتم علينا الإعتقاد بوجود شيء ما إذا غاب عن حواسنا ولا دليل يرغمنا على الإعتقاد بأن الشيء الذي رأيناه اليوم ثم تركناه وعدنا لنراه في اليوم الثاني هو هو نفس الشيء الذي رأيناه في اليوم الأول فنحن لا نعلم عن العالم الخارجي إلا ما في أذهاننا من مدركات حسية والعقل يحتم وجود عقل كلي يستوعب جميع الأشياء ويكون شهيدا عليها وصدق الله إذ يقول { أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }فصلت53
14- الإلحـاد هو المؤسس لأكثر المذاهب إجرامية على وجه الأرض
يقول سه غور :- إن مذهب الداروينية من المذاهب المرذولة التي لا يؤيدها إلا أحط النزعات وأسفل المشاعر فأبوها الكفر وأمها القذارة
ولم تقم النازية الهتلرية إلا على تفاضل الأجناس والأعراق
يقول ماو تسي تونج الملحد السفاح :- جميع الحيوانات السُفلية سوف تُعدم و كُل من وقف ضد الثورة هو خطأ تطوري (4) وقال في 9 ديسمبر 1958«المقابر الجماعية توفر سمادا جيدا للأرض». والنتيجة 50 مليون قتيل صيني
وقال الملحد جيفارا :-"لكي ترسل رجالاً الى فرقة الاعدام فالاثبات القضائي غير ضروري. يجب أن نتعلم كيفية قتل الطوابير من البشر في وقت أقصر !!! (5)
وقال الملحد المجرم لينين :- لا رحمة لأعداء الشعب بل اقتلوا واشنقوا وصادروا (6)
وقال ماركس :- "ليس لدينا من شفقة لكم، ولا نسألكم الشفقة، فحينما سيأتي يومنا، فنحن من ناحية الممارسة: متوحشون مستنكفون." (7)
ويبرر ماركس هذا التوجه الإجرامي الرهيب قائلا :- "حينما يتهمنا الناس بالقسوة، فنحن نتساءل كيف نسي هؤلاء أساسيات الماركسية؟" (
والنتيجة 250 مليون قتيل في قرن واحد جراء الإلحاد الدارويني المرعب وهذا ربما يفوق قتلى جميع الحروب من لدن آدم إلى يومنا هذا
15- الإلحـاد ضد الفن والحياة
إن وجود عالم آخر إلى جانب عالم الطبيعة هو المصدر الأساسي لكل دين وفن .. فإذا لم يكن هُنـالك سوى عالم واحد لكان الفن مستحيلا
الإلحاد لن يفهم أبدا جوهر الفن وطبيعته .. فإذا لم يكن هناك روح للإنسان فلِم إذن نحرص على أن يكون للفن روحـا ؟
إن العلم عندما يواجه الإنسان فهو يبحث فيه عما هو ميت وعما هو لا شخصي بينما عندما يتناول الفـن الإنسان فإنه يبحث فيه عما هو إنساني وغائي فالفن في صِدام طبيعي مع العالم ومع جميع علومه إنه التمرد الصامت وإذا لم يوجد على الإطلاق سند للإنسـان ولا مجال لروحه ولذاته فإن الفـن لا مجال له وان الشعراء وكُتـاب التراجيديا يضللوننا ويكتبون هراء لا معنى له
الفن بطبيعته وباعترافه بوجود عالم آخر فهو يحمل معاني ثورية يحمل كُفر بالعالم المادي .. وهذا ما فهمه الرسام الفرنسي الشهير دي بيفيه حين قال :- ( الفن في جوهره غير مريح لا فائدة منه ضد المجتمع وخطر عليه ) فجوهر الأعمال الفنية غامض غموضـا تاما إنه تمرد دائم على الواقع .. إنه اعتراف متكرر بوجود عالم آخر لا ننتمي إليه وسنذهب إليه يومـا ما ..اعتراف بمعاناة الإنسان على الأرض وعجزه عن تحقيق الفردوس المستقر في مخيلته البحث عنه .. الفن ببساطة هو ثمرة الصلة بين الروح والحقيقة
ولذا عند التدقيق في لوحة فنية عميقة .. عند قراءة روايـة رائعة .. يعتري الإنسان شعور غريب وغامض بالسمو والقداسة ودخول عالم الخلود .. الفن كالدين تماما كلاهما يعترف بوجود عالم آخر لكن الفن ليس دينا لكنه تعبير عن الدين فهو الإبن غير الشرعي للحقيقة .. بينما الدين هو الإبن الشرعي للحقيقة ..
16- الإلحاد يمثل الشذوذ في تاريخ الحضارات
الإلحاد ليس أكثر من شذوذ فكري وتلوث عقلي في تاريخ الأمم والحضارات يقول ول ديورانت في كتابه قصة الحضارة :- ربما توجد مدن بلا أسوار بلا جيوش بلا مصانع لكن لا توجد مدينة بلا معبد
وقال صاحب كتاب ( لماذا نقول أن الله موجود ) :- ( ومنهم من قال بان الإنسان يهتدي إلى الله بوحي وبغير وحي وإن كان الوحي أهدى وأفضل وقد ذهب البعض بان العبادات جميعا وحي من الله ولكنه وحي قديم شابته الخرافات من فعل السحرة والكهان فانحرفت الامم البدائيه في جهالاتها فكان الله يرسل بالرسل لتنقية هذه العقائد من الإنحرافات ) بل ويقول شميث ولانج وهما من الباحثين في أصول الديانات يقولان أن أصل جميع الديانات هو التوحيد وأن التعدد أتى في مراحل لاحقة وقد تم اكتشاف موروثات عند الهنود الحمر وسكان أمريكا الشماليه الأصليين تشبه في كثير من مراسيمها أصحاب الديانات السماويه خاصة فيما يتعلق بالعقاب والجزاء وهذا فيه حجة على الناس متشابهون في التعقل وطلب الهداية والبشر يختلفون في الديانات لكن يتفقون في ماذا يريد الله منهم
ويقول الشيخ نديم الجسر في رائعته قصة الإيمان ص35 :- وإني أرجح أن كثيرا من فلسفة الأقدمين في مصر والصين والهند هي بقايا نبوات نسيها التاريخ فحُشر أصحابها في عداد الفلاسفة ولعلهم من الرسل أو اتباع الرسل
فالإلحاد هو توجه شاذ يظهر بصورة وقتية وسرعان ما يختفي ولو كان ينفع الناس لمكث في الأرض
16- الإلحاد يمثل الشذوذ في تاريخ الحضارات
الإلحاد ليس أكثر من شذوذ فكري وتلوث عقلي في تاريخ الأمم والحضارات يقول ول ديورانت في كتابه قصة الحضارة :- ربما توجد مدن بلا أسوار بلا جيوش بلا مصانع لكن لا توجد مدينة بلا معبد
وقال صاحب كتاب ( لماذا نقول أن الله موجود ) :- ( ومنهم من قال بان الإنسان يهتدي إلى الله بوحي وبغير وحي وإن كان الوحي أهدى وأفضل وقد ذهب البعض بان العبادات جميعا وحي من الله ولكنه وحي قديم شابته الخرافات من فعل السحرة والكهان فانحرفت الامم البدائيه في جهالاتها فكان الله يرسل بالرسل لتنقية هذه العقائد من الإنحرافات ) بل ويقول شميث ولانج وهما من الباحثين في أصول الديانات يقولان أن أصل جميع الديانات هو التوحيد وأن التعدد أتى في مراحل لاحقة وقد تم اكتشاف موروثات عند الهنود الحمر وسكان أمريكا الشماليه الأصليين تشبه في كثير من مراسيمها أصحاب الديانات السماويه خاصة فيما يتعلق بالعقاب والجزاء وهذا فيه حجة على الناس متشابهون في التعقل وطلب الهداية والبشر يختلفون في الديانات لكن يتفقون في ماذا يريد الله منهم
ويقول الشيخ نديم الجسر في رائعته قصة الإيمان ص35 :- وإني أرجح أن كثيرا من فلسفة الأقدمين في مصر والصين والهند هي بقايا نبوات نسيها التاريخ فحُشر أصحابها في عداد الفلاسفة ولعلهم من الرسل أو اتباع الرسل
فالإلحاد هو توجه شاذ يظهر بصورة وقتية وسرعان ما يختفي ولو كان ينفع الناس لمكث في الأرض
17- الإنفجار الكبير وسقوط خرافة الكون الثابت المستقر
عام 1989 أطلقت ناسا قمرا صناعيا ( كوبـا) للكشف عن الإشعاع الكوني المُتخلف عن الإنفجار الكبير وتجميع معلومات بشأن هذا الإشعاع واستطاع القمر في 8 دقائق فقط أن يُعطي صورة كاملة للإشعاع وبها ثبت أن الكون مُحدث وهذا ما أوقع الملاحدة في حرج كبير
يقول A.S.Eddington:-إن فكرة أن الطبيعة ظهرت فجأة تبدو لي مُحرجة
و يقول DENNIS SCAIMA :- لم أُدافع عن نظرية الكون المُستقر لكونها صحيحة بل لرغبتي في كونها صحيحة ولكن بعد أن تراكمت الأدلة فقد تبين لنا أن اللعبة قد انتهت .. وانه يجب ترك نظرية الكون المستقر جانبا
ويقول زميله GEORGE ABEL :-لم يعد أمامنا مناص من القبول بنظرية الإنفجار الكبير
وهذا ما حدا بفيلسوف الإلحاد في القرن عشرين أنتوني فلو ANTHONY FLEW أن يقول قولته الشهيرة :- يقولون أن الإعتراف يفيد الإنسان من الناحية النفسية وأنا سأُدلي باعترافي .. إن نموذج الإنفجار الكبير شيء محرج جدا بالنسبة للملحدين .. ذلك لأن العلم أثبت فكرة دافعت عنها الكتب الدينية .
18- ما اللغز وراء انحيـاز العلم الحديث نحو القرآن
يقول غوستاف لوبون "الإسلام من أكثر الديانات ملائمة لاكتشافات العلم"، ولذلك يكثر اعتناق الإسلام في الأوساط العلمية من دكاترة وبروفسورات وباحثين
يقول الرائع علي عزت بيجوفيتش :- كتب أرسطو ثلاث كتب علمية ( في الطبيعيات .. في السماوات .. في الأرض ) هذه الكتب الثلاثة لا توجد اليوم فيها جملة واحدة صحيحة علميا ..الكتب الثلاثة من منظور علمي تساوي صفر من عشرة بينمـا القرآن وكما يقول موريس بوكـاي في كتابه الشهير ( القرآن والإنجيل والتوراة بمنظور العلم الحديث ) :- الحقيقة أني لم أجد آية واحد من القرآن الكريم تخالف حقيقة علمية واحدة بل لقد سبق القرآن العلم الحديث في مناحي كثيرة وصحح كثيرا من النظريات العلمية التي كانت سائدة في عصره مثلا فكرة أن المياه الجوفيه تكونت عن طريق هوه عميقه فى قاع القارات نقلت المياه الجوفيه من المحيطات الى اعماق الارض هل صادق القرآن هذه الخرافة العلمية التي كانت سائدة في ذاك العصر أم قال {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ }الزمر21 ..... فمصدر الميـاه الجوفيه هو الينابيع المتكونة من الامطـار وليس فجوة أرسطو التي في عمق القارة ........ وهكذا
19- الإلحـاد لا يعطي تفسيرا لأي شيء
الإلحـاد ليس حلا ولكنه اعتراف بالفشل في إيجـاد حل هذه هي بداية الإلحـاد ونهايته ..
يقول الملحد الشهير ريتشارد داوكنز في كتابه الوهم :- ( الملحدون يشبهون أشتات القطط كل قطة في اتجاه .. ) فكل ملحد عبارة عن كنيسة مستقلة وكما يقول الشيخ مقبل بن هادي ( فإذا اجتمع عشرة من أهل الباطل افترقوا على أحد عشر قولا ) فلا تجد ملحدان اثنان يجتمعان على قول وهذا من بلايا الإلحـاد ومصائبه فهو مذهب غير منضبط لا يحمل تفسيرا واضحـا لأي قضية لا يحمل قيمة مجرد لعبة عقلية مُسلية كما قال الدكتور أحمد عكاشة .. فالإلحـاد في حد ذاته لا يعدو أن يكون حكمـا سطحيـا ساذجـا كسولا للغاية على قضية عميقة وخطيرة للغاية ... فالإلحـاد مذهب شكي عدمي سفسطي عبثي غوغائي وكما قال أحد الإخوة قديمـا :- ( بما أن العلم في تقدم مستمر وبما أنه توجد قوانين وحقائق ثابثة ووظيفة العلم هي أن يبحث عنها إذن لا وجود لا للإلحـاد ولا للاأدرية العبثيان )
20- عودة العالم العلمي إلى الله
يقول العالم الفيزيائي ( Frederick Bermham) مؤلف كتاب تاريخ العلم ( Science historian) في الوقت الحالي الأوساط العلمية تعتبر فكرة خلق الله للكون فكرة محترمة أكثر من أي وقت مضى منذ مئات السنين).
يقول ميشيل بيهي : إنني مضطر للقبول بوجود الله فالنتيجة لكل تلك الجهود المتراكمة لفحص الخلية . أي : لفحص الحياة على المستوى الجزيئي هي صرخة عالية واضحة حادة للتصميم ...
وليس أدل على ذلك من عودة مئات العلماء والمفكرين في السنوات القليلة الماضية إلى الله واعترافهم بأن سبب الإلحـاد نفسي أكثر منه عقلي
https://www.youtube.com/watch?v=dnuxCZrtxq4
يقول عالم الفلك الشهير (فريد هويل ) في كتابه mathematics of evolution صفحة 130:- ( في الحقيقة كيف لنظرية علمية واضحة جداً تقول أن الحياة جمعها عقل ذكي ومع ذلك فإن الشخص يتعجب ويتساءل، لماذا لا يقبلها بشكل واسع باعتبارها بديهية …لكن أغلب الظن أن الأسباب نفسية أكثر منها علمية . )
ورحم الله الإمـام الحُسين رضي الله عنه حين قال (إلهي عميت عين لا تراك )
والخلاصة فقد صدق الشيخ الغزالي حين قال :- إننـا نتصـور بغلا يبني الأهـرام ولا نتصـور هذا الذي يفترضـه الملحدون حين ينكرون الأُلوهيـة .. وكمـا قيـل في الأثـر :- " الثور يعرف قانيه، والحمار يعـرف صاحبه، أما هـذا فلم يعرف..." أو كما قال الكتاب المقدس في مزامير داوود النبي :- وقال الغبي في نفسه ليس إله مزمور 14-1 .. أو كما قال ربنا في محكم التنزيل {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }الأعراف179
ج1:
ج2:
1- الإلحـاد يخالف القانون الأول لنيوتن
القانون الأول لنيوتن يقول أن "الجسم الساكن يبقى ساكناً والمتحرك بسرعة منتظمة يبقى متحركاً ما لم تؤثر عليه قوة خارجية تؤثر من وضعه (السكوني او الحركي)" إذن لابد من قوة خارجية أجبرت الإنفجـار الكبير أن يحدث وفي تلك اللحظة بالذات وأجبرت الكون أن يبدأ وفي تلك اللحظة بالذات
2- الإلحاد يخالف القانون الأول للديناميكا الحرارية
قانون بقاء الطاقة أو ما يعرف بالقانون الأول للديناميكا الحرارية يقول (( المادة لا تفنى و لا تُخلق من العدم)). إذا تأملنا هذا القانون نصل إلى إستنتاج أن الكون لا يمكن أن يوجد. وطبقا لهذا القانون فالكون غير موجود أو هو موجود في وجود الخالق .
3- الإلحـاد يخالف القانون الثاني للثرموديناميك
القانون الثاني للثرموديناميك يقول أن الكون يتجه الآن نحو الموت الحراري عندما تتساوى حرارة جميع الأجرام والجسيمات فالكون كما يقول العلماء يتجه نحو التفكك نحو الهدم نحو البرودة نحو التبسيط نحو الموت الحراري thermal death of universe بينما يقول الإلحـاد أن الكون يتجه نحو التعقيد نحو البناء نحو التطور .. لذا يعتبر العلماء أن القانون الثاني للثرموديناميك يحمل في طياته نهاية الداروينية والتطور الانتقائي .. وهذه قوانين وليست نظريات .. فالعلم في جانب والإلحاد والداروينية في جانب آخر تماما
4- الإلحـاد يخالف قانون الأخلاق
تعريف الأخلاق الأصلية :- هي تلك الأخلاق التي تأتي ضد المصلحة الشخصية .. ضد المادة .. ضد العقل
فالإلتزام الأخلاقي يُمثل قيدا للإنسان وكما قال نيتشه قديما :- إن قصور الإنسان في القوة ناتج عن إلتزامه الأخلاقي
فالأخلاق غير مربحة عمليـا .. فلابد أن يكون للأخلاق قيمة وهذه القمية لا تكون من هذا العالم .. قيمة لا تُقاس بالمعايير المادية المُجردة ولا تخضع للقوانين الطبيعية .. فالسلوك الأخلاقي والتضحية والمُثُل العليا والزهد والتبتل والإيثار هذه الأخلاق الأصيلة إما أنها لا معنى لها وإما أن لها معنى في وجود الله ..
5- الإلحـاد لا يجد تفسيرا لقانون الزوجية
يقول الشيخ نديم الجسر في كتابه الماتع ( قصة الإيمـان ) :- وكنت قبل ذلك لا أدرك أبدا سر الحكمة في تكرار ذكر الزوجين الذكر والأنثى في القرآن {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }الذاريات49 .. {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى }النجم45 إلى أن قرأت للفيلسوف المعاصر هنري برغسون وأدركت أن تكرار ذكر الزوجين لا يُراد به المِنة فحسب بل يُراد به شيء أعظم وهو التنبيه إلى ما في اطراد الزوجية في النبات والحيوان بل والجسيمات من دليل عظيم على القصد ونفي المصادفة والداروينية والعشوائية والعبثية (1)
6- الإلحـاد المادي يقع في تناقض مع النفس اللامادية
إذا ارتكب إنسان جريمة وأصر أنه فعلها بدون قصد يسعى كل محامي لإثبات عدم القصد مع أنه بالمنظور المادي فالجريمة وقعت وانتهت على أرض الواقع والمجرم ايضا معترف انه مرتكبها لكن يتدخل القانون لمعرفة القصد والنية ومعرفة حالة النفس أثناء ارتكاب الجريمة وهل وقعت الجريمة بقصد ام لا .. وهنا نضع النفس في مركز اعلى من الحقائق أعلى من الواقعة المادية المجردة .. فنحن في الحقيقة لا نحكم على ما حدث في العالم لكن نحكم على ما حدث داخل النفس .. وهذا يعكس التناقض المبدئي بين الإنسان والعالم (2)
7- الإلحـاد يخالف قوانين حقوق الإنسان
فحقوق الإنسان هي قضية ميتافيزيقية بحتة فقولك أن البشر متساوون هذا ممكن فقط إذا كان الإنسان مخلوقا لله فالمساواة بين البشر هي خصوصية أخلاقية وليست حقيقة طبيعية أو مادية أو عقلية فالناس من المنظور المادي أو الطبيعي أو العقلي هم وبلا شك غير متساوين وتأسيسا على الدين فقط يستطيع الضعفاء المطالبة بالمساواة
فهؤلاء الضعفاء والفقراء في المال والصحة والعقل والمُستبعدين من موائد الإحتفالات في العالم الذين ليس لديهم ما يعرضونه أو يبرهنون عليه ليس لديهم إلا مدخل الدين وحسب الذي يبرهنون من خلاله أنهم متساوون بل ربما أحسن حالا عند الله من الأصحاء وهذا فيه برهان متكرر لقيمة الدين في المساواة (3)
8- الإلحـاد ينتهك كل الحرمات فهو لا يعترف لا بحُرمة ولا بقداسة
لا قيمة لكومة الفضائل التي ظلت الأديان تؤسس لها طيلة عشرات الآلاف من السنين فكما يقول الدكتور المسيري :- ينظر العلماني إلى الأرض على أنها مادة مُستغلة وغايته هي تحقيق أقصى إشباع منهـا أو كما يقول المفكر الإنجليزي جون لوك :- إذا كان كُل أمل الإنسان قاصرا على هذا العالم وإذا كنا نستمتع بالحيـاة هنا في هذه الدنيـا فحسب فليس غريبا ولا مجافيـا للمنطق أن نبحث عن السعادة ولو على حساب الآباء والأبنـاء
فأفكار النجاسة والقداسة والعفة والطهارة هي أفكار مُستمدة من عالم آخر لا علاقة لها بالعالم المادي الدارويني الحتمي البارد .. إننا لو كُنا حقا أبناء هذا العالم لن يبدو لنا فيه شيء نجس أو مقدس ..
9- الإلحـاد يخالف قانون السببية
العدم لا يصنع شيئا .. لكل سبب مُسبب .. هذه بداهة عقلية مركوزة في الأذهان فهي أعلى من القانون وعليها تقوم علوم الدنيا ومقاصد الغايات يقول ديكارت :- أنا موجود فمن أوجدني ومَن خلقني ؟ إنني لم أخلق نفسي فلابد لي من خالق . وهذا الخالق لابد أن يكون واجب الوجود وغير مفتقر إلى من يوجده ولابد أن يكون متصفا بكل صفات الكمال {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ }الطور35 .. ولا يخطر ببالنا أن ننكر هذه البداهة العقلية بحجة أن وهما عقليا يتطلب منا تسلسل العلل إلى غير نهاية فهذا باطل عقلا أو بحجة عدم معرفتنا لكنه العلة
وقانون السببية ليس قائما على المشاهدة كما يدعي الملاحدة فحواسنا إنما ترينا صورا عن ظواهر مفككة متتابعة ولا ترينا أبدا علاقة السببية فكيف نعرف هذه العلاقة إلا إذا كان العقل فيه قوانين منظمة فطرية – والكلام لديكارت – يستطيع بها أن يدرك الإحساس ثم يُصدر أحكاما إنشائية جديدة لا يعتمد فيها على الإحساس
10- الإلحـاد يخالف قانون القصد والعناية
كل الموجودات على سطح الأرض موافقة لوجود الإنسان بل وتعمل تبعا له فليس غريبا أن نقول أن كل ما حولنا يخضع لمتطلباتنا من ليل ونهار وفصول أربعة والمكان والهواء والجزئيات المحيطة ومدى موافقة كل ذلك لطبيعة الإنسان وحاجياته وليس مجافيا للحقيقة أن نقول إن هذا التناغم في الكون هو مصمم خصيصا لإنتاج الجنس البشري وكما يقول أخونا مجدي بمجرد غسل يدك تموت آلاف البكتريا فالإنسان هو العنصر الثابت في تاريخ العالم وتظل روحه وقيمه الأخلاقية لا تتغير فالإنسان كان وسيبقى هو الإنسان منذ ألف سنة ولدها الماضي إلى ألف سنة يلدها المستقبل لا تتغير طبيعته ولا مراداته
11- الإلحاد يخالف الغائية
العلم في تقدم مستمر ... كل أبحاث العلماء مؤسسة على وجود قوانين تحكم العالم وتحكم المادة .. غاية العلم في كل بحث هو إيجاد القانون الذي يحكم هذه القضية فالعلم غائي ولذا هو في تقدم مستمر .. ولولا إقرار العلم مُسبقا بوجود قانون يحكم كل شيء لما تقدم العلم خطوة واحدة ..وهنا يكمن التناقض المبدئي بين الإلحاد العبثي والعلم الغائي .. ولا يُتصور أن يكون كل ما حولنا ذو قانون غائي يحكمه ويكون الإنسان هو الفذ العبثي الوحيد في القضية
وكما في الأثر :- كنت كنزا مخفيا فخلقت الخلق ليعرفوني
12- الإلحاد يخالف قانون التناسق السابق التوطيد
يقول ليبنتز إن الذرات تسير بإرادة الله وتعمل بقدرته بصورة يظهر منها أنها تتصل ببعضها وهي في الحقيقة لا تتصل ولكن قدرة الله تجعل كل ذرة تسير سيرا يوافق سير الذرات الأخرى فالذي يظهر لنا من التوافق هو أثر قانون التناسق السابق التوطيد فإن المادة لا تعقل القوانين التي تُطبق عليهـا ولا يوجد واجب عقلي يحتم أن يغلي الماء عند مائة درجة مئوية أو أن تتباعد جزيئاته بالغليان وكما يقول هيوم :- فإن العلم الذي يفسر ذلك بالتفسيرات السابقة هو علم فج جدا فهو لا يقوم بأكثر من إقرار الحالة فحسب دون أن يقدم مبررات لذلك ولا محيص أمامنا من الاعتراف بقانون التناسق السابق التوطيد
13- الإلحاد يخالف مبدأ باركلي الشهير
يقول هيوم :- ليس من دليل يُحتم علينا الإعتقاد بوجود شيء ما إذا غاب عن حواسنا ولا دليل يرغمنا على الإعتقاد بأن الشيء الذي رأيناه اليوم ثم تركناه وعدنا لنراه في اليوم الثاني هو هو نفس الشيء الذي رأيناه في اليوم الأول فنحن لا نعلم عن العالم الخارجي إلا ما في أذهاننا من مدركات حسية والعقل يحتم وجود عقل كلي يستوعب جميع الأشياء ويكون شهيدا عليها وصدق الله إذ يقول { أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }فصلت53
14- الإلحـاد هو المؤسس لأكثر المذاهب إجرامية على وجه الأرض
يقول سه غور :- إن مذهب الداروينية من المذاهب المرذولة التي لا يؤيدها إلا أحط النزعات وأسفل المشاعر فأبوها الكفر وأمها القذارة
ولم تقم النازية الهتلرية إلا على تفاضل الأجناس والأعراق
يقول ماو تسي تونج الملحد السفاح :- جميع الحيوانات السُفلية سوف تُعدم و كُل من وقف ضد الثورة هو خطأ تطوري (4) وقال في 9 ديسمبر 1958«المقابر الجماعية توفر سمادا جيدا للأرض». والنتيجة 50 مليون قتيل صيني
وقال الملحد جيفارا :-"لكي ترسل رجالاً الى فرقة الاعدام فالاثبات القضائي غير ضروري. يجب أن نتعلم كيفية قتل الطوابير من البشر في وقت أقصر !!! (5)
وقال الملحد المجرم لينين :- لا رحمة لأعداء الشعب بل اقتلوا واشنقوا وصادروا (6)
وقال ماركس :- "ليس لدينا من شفقة لكم، ولا نسألكم الشفقة، فحينما سيأتي يومنا، فنحن من ناحية الممارسة: متوحشون مستنكفون." (7)
ويبرر ماركس هذا التوجه الإجرامي الرهيب قائلا :- "حينما يتهمنا الناس بالقسوة، فنحن نتساءل كيف نسي هؤلاء أساسيات الماركسية؟" (
والنتيجة 250 مليون قتيل في قرن واحد جراء الإلحاد الدارويني المرعب وهذا ربما يفوق قتلى جميع الحروب من لدن آدم إلى يومنا هذا
15- الإلحـاد ضد الفن والحياة
إن وجود عالم آخر إلى جانب عالم الطبيعة هو المصدر الأساسي لكل دين وفن .. فإذا لم يكن هُنـالك سوى عالم واحد لكان الفن مستحيلا
الإلحاد لن يفهم أبدا جوهر الفن وطبيعته .. فإذا لم يكن هناك روح للإنسان فلِم إذن نحرص على أن يكون للفن روحـا ؟
إن العلم عندما يواجه الإنسان فهو يبحث فيه عما هو ميت وعما هو لا شخصي بينما عندما يتناول الفـن الإنسان فإنه يبحث فيه عما هو إنساني وغائي فالفن في صِدام طبيعي مع العالم ومع جميع علومه إنه التمرد الصامت وإذا لم يوجد على الإطلاق سند للإنسـان ولا مجال لروحه ولذاته فإن الفـن لا مجال له وان الشعراء وكُتـاب التراجيديا يضللوننا ويكتبون هراء لا معنى له
الفن بطبيعته وباعترافه بوجود عالم آخر فهو يحمل معاني ثورية يحمل كُفر بالعالم المادي .. وهذا ما فهمه الرسام الفرنسي الشهير دي بيفيه حين قال :- ( الفن في جوهره غير مريح لا فائدة منه ضد المجتمع وخطر عليه ) فجوهر الأعمال الفنية غامض غموضـا تاما إنه تمرد دائم على الواقع .. إنه اعتراف متكرر بوجود عالم آخر لا ننتمي إليه وسنذهب إليه يومـا ما ..اعتراف بمعاناة الإنسان على الأرض وعجزه عن تحقيق الفردوس المستقر في مخيلته البحث عنه .. الفن ببساطة هو ثمرة الصلة بين الروح والحقيقة
ولذا عند التدقيق في لوحة فنية عميقة .. عند قراءة روايـة رائعة .. يعتري الإنسان شعور غريب وغامض بالسمو والقداسة ودخول عالم الخلود .. الفن كالدين تماما كلاهما يعترف بوجود عالم آخر لكن الفن ليس دينا لكنه تعبير عن الدين فهو الإبن غير الشرعي للحقيقة .. بينما الدين هو الإبن الشرعي للحقيقة ..
16- الإلحاد يمثل الشذوذ في تاريخ الحضارات
الإلحاد ليس أكثر من شذوذ فكري وتلوث عقلي في تاريخ الأمم والحضارات يقول ول ديورانت في كتابه قصة الحضارة :- ربما توجد مدن بلا أسوار بلا جيوش بلا مصانع لكن لا توجد مدينة بلا معبد
وقال صاحب كتاب ( لماذا نقول أن الله موجود ) :- ( ومنهم من قال بان الإنسان يهتدي إلى الله بوحي وبغير وحي وإن كان الوحي أهدى وأفضل وقد ذهب البعض بان العبادات جميعا وحي من الله ولكنه وحي قديم شابته الخرافات من فعل السحرة والكهان فانحرفت الامم البدائيه في جهالاتها فكان الله يرسل بالرسل لتنقية هذه العقائد من الإنحرافات ) بل ويقول شميث ولانج وهما من الباحثين في أصول الديانات يقولان أن أصل جميع الديانات هو التوحيد وأن التعدد أتى في مراحل لاحقة وقد تم اكتشاف موروثات عند الهنود الحمر وسكان أمريكا الشماليه الأصليين تشبه في كثير من مراسيمها أصحاب الديانات السماويه خاصة فيما يتعلق بالعقاب والجزاء وهذا فيه حجة على الناس متشابهون في التعقل وطلب الهداية والبشر يختلفون في الديانات لكن يتفقون في ماذا يريد الله منهم
ويقول الشيخ نديم الجسر في رائعته قصة الإيمان ص35 :- وإني أرجح أن كثيرا من فلسفة الأقدمين في مصر والصين والهند هي بقايا نبوات نسيها التاريخ فحُشر أصحابها في عداد الفلاسفة ولعلهم من الرسل أو اتباع الرسل
فالإلحاد هو توجه شاذ يظهر بصورة وقتية وسرعان ما يختفي ولو كان ينفع الناس لمكث في الأرض
16- الإلحاد يمثل الشذوذ في تاريخ الحضارات
الإلحاد ليس أكثر من شذوذ فكري وتلوث عقلي في تاريخ الأمم والحضارات يقول ول ديورانت في كتابه قصة الحضارة :- ربما توجد مدن بلا أسوار بلا جيوش بلا مصانع لكن لا توجد مدينة بلا معبد
وقال صاحب كتاب ( لماذا نقول أن الله موجود ) :- ( ومنهم من قال بان الإنسان يهتدي إلى الله بوحي وبغير وحي وإن كان الوحي أهدى وأفضل وقد ذهب البعض بان العبادات جميعا وحي من الله ولكنه وحي قديم شابته الخرافات من فعل السحرة والكهان فانحرفت الامم البدائيه في جهالاتها فكان الله يرسل بالرسل لتنقية هذه العقائد من الإنحرافات ) بل ويقول شميث ولانج وهما من الباحثين في أصول الديانات يقولان أن أصل جميع الديانات هو التوحيد وأن التعدد أتى في مراحل لاحقة وقد تم اكتشاف موروثات عند الهنود الحمر وسكان أمريكا الشماليه الأصليين تشبه في كثير من مراسيمها أصحاب الديانات السماويه خاصة فيما يتعلق بالعقاب والجزاء وهذا فيه حجة على الناس متشابهون في التعقل وطلب الهداية والبشر يختلفون في الديانات لكن يتفقون في ماذا يريد الله منهم
ويقول الشيخ نديم الجسر في رائعته قصة الإيمان ص35 :- وإني أرجح أن كثيرا من فلسفة الأقدمين في مصر والصين والهند هي بقايا نبوات نسيها التاريخ فحُشر أصحابها في عداد الفلاسفة ولعلهم من الرسل أو اتباع الرسل
فالإلحاد هو توجه شاذ يظهر بصورة وقتية وسرعان ما يختفي ولو كان ينفع الناس لمكث في الأرض
17- الإنفجار الكبير وسقوط خرافة الكون الثابت المستقر
عام 1989 أطلقت ناسا قمرا صناعيا ( كوبـا) للكشف عن الإشعاع الكوني المُتخلف عن الإنفجار الكبير وتجميع معلومات بشأن هذا الإشعاع واستطاع القمر في 8 دقائق فقط أن يُعطي صورة كاملة للإشعاع وبها ثبت أن الكون مُحدث وهذا ما أوقع الملاحدة في حرج كبير
يقول A.S.Eddington:-إن فكرة أن الطبيعة ظهرت فجأة تبدو لي مُحرجة
و يقول DENNIS SCAIMA :- لم أُدافع عن نظرية الكون المُستقر لكونها صحيحة بل لرغبتي في كونها صحيحة ولكن بعد أن تراكمت الأدلة فقد تبين لنا أن اللعبة قد انتهت .. وانه يجب ترك نظرية الكون المستقر جانبا
ويقول زميله GEORGE ABEL :-لم يعد أمامنا مناص من القبول بنظرية الإنفجار الكبير
وهذا ما حدا بفيلسوف الإلحاد في القرن عشرين أنتوني فلو ANTHONY FLEW أن يقول قولته الشهيرة :- يقولون أن الإعتراف يفيد الإنسان من الناحية النفسية وأنا سأُدلي باعترافي .. إن نموذج الإنفجار الكبير شيء محرج جدا بالنسبة للملحدين .. ذلك لأن العلم أثبت فكرة دافعت عنها الكتب الدينية .
18- ما اللغز وراء انحيـاز العلم الحديث نحو القرآن
يقول غوستاف لوبون "الإسلام من أكثر الديانات ملائمة لاكتشافات العلم"، ولذلك يكثر اعتناق الإسلام في الأوساط العلمية من دكاترة وبروفسورات وباحثين
يقول الرائع علي عزت بيجوفيتش :- كتب أرسطو ثلاث كتب علمية ( في الطبيعيات .. في السماوات .. في الأرض ) هذه الكتب الثلاثة لا توجد اليوم فيها جملة واحدة صحيحة علميا ..الكتب الثلاثة من منظور علمي تساوي صفر من عشرة بينمـا القرآن وكما يقول موريس بوكـاي في كتابه الشهير ( القرآن والإنجيل والتوراة بمنظور العلم الحديث ) :- الحقيقة أني لم أجد آية واحد من القرآن الكريم تخالف حقيقة علمية واحدة بل لقد سبق القرآن العلم الحديث في مناحي كثيرة وصحح كثيرا من النظريات العلمية التي كانت سائدة في عصره مثلا فكرة أن المياه الجوفيه تكونت عن طريق هوه عميقه فى قاع القارات نقلت المياه الجوفيه من المحيطات الى اعماق الارض هل صادق القرآن هذه الخرافة العلمية التي كانت سائدة في ذاك العصر أم قال {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ }الزمر21 ..... فمصدر الميـاه الجوفيه هو الينابيع المتكونة من الامطـار وليس فجوة أرسطو التي في عمق القارة ........ وهكذا
19- الإلحـاد لا يعطي تفسيرا لأي شيء
الإلحـاد ليس حلا ولكنه اعتراف بالفشل في إيجـاد حل هذه هي بداية الإلحـاد ونهايته ..
يقول الملحد الشهير ريتشارد داوكنز في كتابه الوهم :- ( الملحدون يشبهون أشتات القطط كل قطة في اتجاه .. ) فكل ملحد عبارة عن كنيسة مستقلة وكما يقول الشيخ مقبل بن هادي ( فإذا اجتمع عشرة من أهل الباطل افترقوا على أحد عشر قولا ) فلا تجد ملحدان اثنان يجتمعان على قول وهذا من بلايا الإلحـاد ومصائبه فهو مذهب غير منضبط لا يحمل تفسيرا واضحـا لأي قضية لا يحمل قيمة مجرد لعبة عقلية مُسلية كما قال الدكتور أحمد عكاشة .. فالإلحـاد في حد ذاته لا يعدو أن يكون حكمـا سطحيـا ساذجـا كسولا للغاية على قضية عميقة وخطيرة للغاية ... فالإلحـاد مذهب شكي عدمي سفسطي عبثي غوغائي وكما قال أحد الإخوة قديمـا :- ( بما أن العلم في تقدم مستمر وبما أنه توجد قوانين وحقائق ثابثة ووظيفة العلم هي أن يبحث عنها إذن لا وجود لا للإلحـاد ولا للاأدرية العبثيان )
20- عودة العالم العلمي إلى الله
يقول العالم الفيزيائي ( Frederick Bermham) مؤلف كتاب تاريخ العلم ( Science historian) في الوقت الحالي الأوساط العلمية تعتبر فكرة خلق الله للكون فكرة محترمة أكثر من أي وقت مضى منذ مئات السنين).
يقول ميشيل بيهي : إنني مضطر للقبول بوجود الله فالنتيجة لكل تلك الجهود المتراكمة لفحص الخلية . أي : لفحص الحياة على المستوى الجزيئي هي صرخة عالية واضحة حادة للتصميم ...
وليس أدل على ذلك من عودة مئات العلماء والمفكرين في السنوات القليلة الماضية إلى الله واعترافهم بأن سبب الإلحـاد نفسي أكثر منه عقلي
https://www.youtube.com/watch?v=dnuxCZrtxq4
يقول عالم الفلك الشهير (فريد هويل ) في كتابه mathematics of evolution صفحة 130:- ( في الحقيقة كيف لنظرية علمية واضحة جداً تقول أن الحياة جمعها عقل ذكي ومع ذلك فإن الشخص يتعجب ويتساءل، لماذا لا يقبلها بشكل واسع باعتبارها بديهية …لكن أغلب الظن أن الأسباب نفسية أكثر منها علمية . )
ورحم الله الإمـام الحُسين رضي الله عنه حين قال (إلهي عميت عين لا تراك )
والخلاصة فقد صدق الشيخ الغزالي حين قال :- إننـا نتصـور بغلا يبني الأهـرام ولا نتصـور هذا الذي يفترضـه الملحدون حين ينكرون الأُلوهيـة .. وكمـا قيـل في الأثـر :- " الثور يعرف قانيه، والحمار يعـرف صاحبه، أما هـذا فلم يعرف..." أو كما قال الكتاب المقدس في مزامير داوود النبي :- وقال الغبي في نفسه ليس إله مزمور 14-1 .. أو كما قال ربنا في محكم التنزيل {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }الأعراف179
ج1:
ج2:
المؤمن حقا- زائر
صفحة 5 من اصل 7 • 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7
مواضيع مماثلة
» اعتراف احد الليبرالييين العرب ان دينهم الإلحاد- محمد عمارة
» اعتراف وفاء سلطان ان الدنيوية والليبرالية هي الإلحاد فتقول: انا علمانية ليبرالية لا أؤمن بالغيبيات
» تعرف احد - مكافحة الواسطة و الرشوة - سلمان العودة
» ليبرالية تائبة: كان هدفنا نشر الإلحاد و الإباحية و تفكيك الأسرة
» افلام عن ادلة وجود الخالق جل جلاله لمكافحة الإلحاد
» اعتراف وفاء سلطان ان الدنيوية والليبرالية هي الإلحاد فتقول: انا علمانية ليبرالية لا أؤمن بالغيبيات
» تعرف احد - مكافحة الواسطة و الرشوة - سلمان العودة
» ليبرالية تائبة: كان هدفنا نشر الإلحاد و الإباحية و تفكيك الأسرة
» افلام عن ادلة وجود الخالق جل جلاله لمكافحة الإلحاد
صفحة 5 من اصل 7
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى