الخان الوقفي في التراث العربي - خان القلاوين ( الجيبوقجية) في مدينة الموصل أُنموذجاً
صفحة 1 من اصل 1
الخان الوقفي في التراث العربي - خان القلاوين ( الجيبوقجية) في مدينة الموصل أُنموذجاً
الملخص:
إن فعالية البناء صنائع العمران الحضري وأقدمها ، وهي معرفة العمل في اتخاذ البيوت والقصور والمساجد والخانات ... الخ ، وقد دأبَ الإنسان منذُ وجوده على هذه المعمورة إلى تأمين السكن الذي يؤمن له الحماية والأمن والاستقرار ، والمنجز الذي يؤمن له معيشتهُ ويكفيهِ قوته .
تعَدُّ مدينة الموصل مدينة تجارية قديمة ، ولها أهمية كبيرة بسبب موقعها الاستراتيجي الهام لأنها كانت ترتبط بين الشرق والغرب وسهولة اتصالها مع المناطق المجاورة لها، حيث تقع على الضفة الغربية من نهر دجلة وترتفع عن مستوى سطح البحر ما بين 220-320م وعلى خط عرض 12/36 ْ شمالاً فهي ضمن العروض المعتدلة الدافئة وتمتاز بمناخ البحر الابيض المتوسط كل هذا ساعدها على ان يكون ارتباطها بالشرق والغرب وبلاد العراق والمناطق المجاورة لها بسهولة، لذلك ازدهرت الخانات في الموصل بخاصةٍ في العهد المملوكي (659-923هـ/1260-1517م) وازدادت هذه الأهمية في العهد العثماني بسبب موقع الموصل على طرق التجارة العالمية آنذاك ، الأمر الذي ساعد ّعلى التبادلات التجارية بين الولايات الخاضعة للدولة العثمانية، والبعيدة عنها حتى الصين .
تعد مدينة الموصل واحدة من المدن التي لها شهرة كبيرة في مجال العمل الاقتصادي فالتاريخ يقدم لنا جملة معطيات بالغة الأهمية حول اقتصاديات الموصل فهذه المدينة كانت تعد سوقاً عالمياً ومركزاً تجارياً دولياً بالمقاييس الاقتصادية كلها ، ولذلك فقد أوردَ المؤرخون والرحالة العرب والأجانب أرقاما وإحصائيات تدل بشكل واضح على كبر حجم العمل التجاري وضخامته في مدينة الموصل، إننا حينما نتحدث عن الاقتصاد فمن البديهي أن نحدُد الإطار المكاني لممارسة الحياة الاقتصادية وهي هنا الأسواق والخانات التي تمثل مراكز النشاط التجاري بصورهِ ومراحلهِ المختلفة التي انعكست انعكاساً مباشراً على نمطيتها وأنواعها .
يتضمن هذا البحث دراسة تاريخية توثيقية هندسية وتحليلية لاستعمالات مواد البناء وتقنيات الإنشاء في خانات وقفيه تراثية تعود للعمارة العربية الإسلامية أثناء العهد العثماني في مدينة الموصل (خان القلاوين الجيبوقجيه أنموذجا) بغية تحديد مستوى المعرفة الهندسية التاريخية لدى المؤرخين والمهندسين العرب في مجال المكونات الهندسية والجمل الإنشائية للخانات الوقفية التراثية . ومن هذا أمكن التوصل إلى أن العرب كانوا على دراية عملية ومعرفة علمية بالهندسة الإنشائية التراثية سواءً في مجال البناء أو طرائق الإنشاء للخانات التاريخية الوقفية التي تعود للعمارة العربية الإسلامية أثناء العهد العثماني في مدينة الموصل .
يستخلص من هذا البحث إلى مقترحات للحفاظ على هذه الخانات التراثية الوقفية المتبقية بعد اندثار أكثرها وإعادة تأهيل تلك الخانات بوظائف وفعاليات مناسبة لإعادة إدخال روح الحياة فيها بعد ان هجرت او شوهت أو أُسيء استعمالها .
مقدمة:
إن مدينة الموصل من المدن العربية ذات النشاط التجاري والحرفي ، وتميزت به منذ القدم على المستويين المحلي والعالمي ، بحكم الموقع الجغرافي والتجاري الذي يربط بين الشرق والغرب ، وبين الشمال والجنوب ، مما اكسبت هذه المدينة طابعاً تجاريا وحرفيا ، ودفع إلى إنشاء الكثير من المنشآت التجارية ، وصارت عنصراً أساسيا في تكوين المدينة التراثية .
احتلت المنشآت التجارية أشكالها جميعاً ( قيسريات و خانات وأسواق) ، قلب المدينة، وأدت دوراً مهماً في حياة المدينة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية .
ضمت مدينة الموصل عدداً كبيراً من الخانات كباقي المدن العربية الأخرى ( بغداد ، دمشق ، القاهرة ، تونس ، فاس..) ، وكانت الخانات مداخلها جميعاً مكاناً لممارسة العمل الحرفي والتجاري ، وكان تخطيطها ضمن المدينة تحقق موقعاً وتصميماً آمناً لانتاج وحفظ البضائع الثمينة فضلاً عن دورها السكني .
===================
التحميل (للأعضاء):
تحميل
إن فعالية البناء صنائع العمران الحضري وأقدمها ، وهي معرفة العمل في اتخاذ البيوت والقصور والمساجد والخانات ... الخ ، وقد دأبَ الإنسان منذُ وجوده على هذه المعمورة إلى تأمين السكن الذي يؤمن له الحماية والأمن والاستقرار ، والمنجز الذي يؤمن له معيشتهُ ويكفيهِ قوته .
تعَدُّ مدينة الموصل مدينة تجارية قديمة ، ولها أهمية كبيرة بسبب موقعها الاستراتيجي الهام لأنها كانت ترتبط بين الشرق والغرب وسهولة اتصالها مع المناطق المجاورة لها، حيث تقع على الضفة الغربية من نهر دجلة وترتفع عن مستوى سطح البحر ما بين 220-320م وعلى خط عرض 12/36 ْ شمالاً فهي ضمن العروض المعتدلة الدافئة وتمتاز بمناخ البحر الابيض المتوسط كل هذا ساعدها على ان يكون ارتباطها بالشرق والغرب وبلاد العراق والمناطق المجاورة لها بسهولة، لذلك ازدهرت الخانات في الموصل بخاصةٍ في العهد المملوكي (659-923هـ/1260-1517م) وازدادت هذه الأهمية في العهد العثماني بسبب موقع الموصل على طرق التجارة العالمية آنذاك ، الأمر الذي ساعد ّعلى التبادلات التجارية بين الولايات الخاضعة للدولة العثمانية، والبعيدة عنها حتى الصين .
تعد مدينة الموصل واحدة من المدن التي لها شهرة كبيرة في مجال العمل الاقتصادي فالتاريخ يقدم لنا جملة معطيات بالغة الأهمية حول اقتصاديات الموصل فهذه المدينة كانت تعد سوقاً عالمياً ومركزاً تجارياً دولياً بالمقاييس الاقتصادية كلها ، ولذلك فقد أوردَ المؤرخون والرحالة العرب والأجانب أرقاما وإحصائيات تدل بشكل واضح على كبر حجم العمل التجاري وضخامته في مدينة الموصل، إننا حينما نتحدث عن الاقتصاد فمن البديهي أن نحدُد الإطار المكاني لممارسة الحياة الاقتصادية وهي هنا الأسواق والخانات التي تمثل مراكز النشاط التجاري بصورهِ ومراحلهِ المختلفة التي انعكست انعكاساً مباشراً على نمطيتها وأنواعها .
يتضمن هذا البحث دراسة تاريخية توثيقية هندسية وتحليلية لاستعمالات مواد البناء وتقنيات الإنشاء في خانات وقفيه تراثية تعود للعمارة العربية الإسلامية أثناء العهد العثماني في مدينة الموصل (خان القلاوين الجيبوقجيه أنموذجا) بغية تحديد مستوى المعرفة الهندسية التاريخية لدى المؤرخين والمهندسين العرب في مجال المكونات الهندسية والجمل الإنشائية للخانات الوقفية التراثية . ومن هذا أمكن التوصل إلى أن العرب كانوا على دراية عملية ومعرفة علمية بالهندسة الإنشائية التراثية سواءً في مجال البناء أو طرائق الإنشاء للخانات التاريخية الوقفية التي تعود للعمارة العربية الإسلامية أثناء العهد العثماني في مدينة الموصل .
يستخلص من هذا البحث إلى مقترحات للحفاظ على هذه الخانات التراثية الوقفية المتبقية بعد اندثار أكثرها وإعادة تأهيل تلك الخانات بوظائف وفعاليات مناسبة لإعادة إدخال روح الحياة فيها بعد ان هجرت او شوهت أو أُسيء استعمالها .
مقدمة:
إن مدينة الموصل من المدن العربية ذات النشاط التجاري والحرفي ، وتميزت به منذ القدم على المستويين المحلي والعالمي ، بحكم الموقع الجغرافي والتجاري الذي يربط بين الشرق والغرب ، وبين الشمال والجنوب ، مما اكسبت هذه المدينة طابعاً تجاريا وحرفيا ، ودفع إلى إنشاء الكثير من المنشآت التجارية ، وصارت عنصراً أساسيا في تكوين المدينة التراثية .
احتلت المنشآت التجارية أشكالها جميعاً ( قيسريات و خانات وأسواق) ، قلب المدينة، وأدت دوراً مهماً في حياة المدينة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية .
ضمت مدينة الموصل عدداً كبيراً من الخانات كباقي المدن العربية الأخرى ( بغداد ، دمشق ، القاهرة ، تونس ، فاس..) ، وكانت الخانات مداخلها جميعاً مكاناً لممارسة العمل الحرفي والتجاري ، وكان تخطيطها ضمن المدينة تحقق موقعاً وتصميماً آمناً لانتاج وحفظ البضائع الثمينة فضلاً عن دورها السكني .
===================
التحميل (للأعضاء):
تحميل
مواضيع مماثلة
» صفحة فيسبوك: خطب ومواعظ من مدينة الموصل الحدباء
» الوقف الذري العربي الإسلامي ومكانتة الاجتماعية في النظام المالي الغربي
» تقرير قناة الجزيرة عن مدينة القوش
» حفل لمناسبة اسبوع الأصم العربي
» نسبة العطالة بين الشباب العربي
» الوقف الذري العربي الإسلامي ومكانتة الاجتماعية في النظام المالي الغربي
» تقرير قناة الجزيرة عن مدينة القوش
» حفل لمناسبة اسبوع الأصم العربي
» نسبة العطالة بين الشباب العربي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى