العلم والأخلاق
صفحة 1 من اصل 1
العلم والأخلاق
العلم والأخلاق
من المتفق عليه أن أيَّ حضارة على وجه الأرض لابد لها من عنصرين لا تقوم الحضارة إلا بهما، ألا وهما العنصر المادي والعنصر الأخلاقي، وهناك اتفاق أيضاً على أن الحضارة لا كيان لها ولا كرامة إلا إذا سخرت العنصر المادي لخدمة العنصر الأخلاقي، فما قيمة المادة إذا كانت سبباً في هلاك الإنسان؟! ما قيمة المادة إذا كانت سبباً في شقائه وضنكه وتعاسته ؟
إلا أن ترى العلم والأخلاق تقرب البعيد ، وتجمع الشتيت ، وتزيد في الثقة بين الناس ، وتدعو إلى التعاون على البر والإحسان ، وترى الثروة تجمع مع ملاحظة مصلحة الأمة ، وينفق جزء
منها على المنافع العامة
قال الحسن البصري :
من أخلاق المؤمن قوة في دين ، وحزم في لين ، وحرص على علم ، وقناعة في فقر ، وإعطاء في حق ، ويسر في استقامة ، وفقه في يقين ، وكسب في حلال .
قول الله تعالى " ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون وإن لك لأجرا غير ممنون وإنك لعلى خلق عظيم "
فإقسامه بالقلم وما يسطر فيه ومنه العلم نبه بعد ذلك على خلق النبي صلى الله عليه وسلم مما يبين العلاقة بين العلم والخلق
وقد أوصى عبد الملك بن مروان معلم ولده فقال له : علّمهم الصدق كما تعلمهم القرآن
يقول أبو حامد الغزالي : على الطالب أن يكون طاهر النفس عن رذائل الأخلاق ومذموم الصفات ، فطهارة النفس وحسن الأخلاق أساس النبوغ في العلم ، وربما حصل سيئ الأخلاق على العلم ، غير أنه لن ينتفع به ولن ينفع به، فكأنه لم يحصله
جاء في الحديث: ( و رجل تعلم العلم وعلمه، وقرأ القرآن فَأُتِيَ به فَعَرَّفُه نعمه فَعَرَفَهَا، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل -هذا ما قد نلته في الدنيا- ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ).
وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: (يا حملة العلم! اعملوا به، فإن العالم من علم ثم عمل).
ليس العلم بكثرة الرواية، وليس العلم بكثرة الدراية، ولكن العلم الحقيقي هو الذى يورثك خشية الله، ويورثك العمل، قال: (يا حملة العلم! اعملوا به فإن العالم من علم ثم عمل، ووافق علمه عمله، وسيأتي أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم، يخالف علمهم عملهم، وتخالف سريرتهم علانيتهم، يقعدون حلقاً يباهي بعضهم بعضاً، حتى إن أحدهم ليغضب على جليسه إن تركه، وجلس إلى غيره، أولئك لا ترفع أعمالهم تلك إلى الله عز وجل).
رحم الله الحافظ ابن عساكر ، فهو قائل هذه الكلمات، فمن بركة العلم أن ننسب العلم إلى قائليه.
إن بوناً شاسعاً بين منهجنا و واقعنا، بين ما نتعلمه وبين ما نحن عليه من أخلاق، لابد أن نُحول هذا الدين العظيم إلى واقع عملي في بيوتنا في مواصلاتنا في شوارعنا في وظائفنا.
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
فتجب العودة الصادقة إلى أخلاق هذا الدين، وإن شئت فقل: العودة الصادقة إلى أخلاق سيد النبيين، فلقد لخصت عائشة أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في كلمات قليلة فقالت: ( كان خلقه القرآن ) لقد كان محمد صلى الله عليه وسلم قرآناً متحركاً في دنيا الناس، رأى الناس صدقه ونبله وعفته وشرفه وحياءه وكرمه وبطولته وشجاعته ورجولته وسخاءه وعبادته وخشوعه وزهده وورعه وتقواه؛ فعلم الناس يقيناً أن هذا المنهج ما أنزله الله إلا ليتحول في دنياهم إلى واقع عملي، وإلى منهج حياة؛ فصدقوا هذا المنهج الرباني، وتحولوا بهذا المنهج من رعاة للغنم إلى ساسة وقادة لجميع الأمم.
قال بعض السلف: والله ما دخلت مجلساً أرى نفسي أصغر الناس إلا خرجتُ وأنا أعلاهم، ولا دخلتُ مجلساً أرى نفسي أعلاهم إلا خرجتُ وقد وضعني الله أدناهم
من المتفق عليه أن أيَّ حضارة على وجه الأرض لابد لها من عنصرين لا تقوم الحضارة إلا بهما، ألا وهما العنصر المادي والعنصر الأخلاقي، وهناك اتفاق أيضاً على أن الحضارة لا كيان لها ولا كرامة إلا إذا سخرت العنصر المادي لخدمة العنصر الأخلاقي، فما قيمة المادة إذا كانت سبباً في هلاك الإنسان؟! ما قيمة المادة إذا كانت سبباً في شقائه وضنكه وتعاسته ؟
إلا أن ترى العلم والأخلاق تقرب البعيد ، وتجمع الشتيت ، وتزيد في الثقة بين الناس ، وتدعو إلى التعاون على البر والإحسان ، وترى الثروة تجمع مع ملاحظة مصلحة الأمة ، وينفق جزء
منها على المنافع العامة
قال الحسن البصري :
من أخلاق المؤمن قوة في دين ، وحزم في لين ، وحرص على علم ، وقناعة في فقر ، وإعطاء في حق ، ويسر في استقامة ، وفقه في يقين ، وكسب في حلال .
قول الله تعالى " ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون وإن لك لأجرا غير ممنون وإنك لعلى خلق عظيم "
فإقسامه بالقلم وما يسطر فيه ومنه العلم نبه بعد ذلك على خلق النبي صلى الله عليه وسلم مما يبين العلاقة بين العلم والخلق
وقد أوصى عبد الملك بن مروان معلم ولده فقال له : علّمهم الصدق كما تعلمهم القرآن
يقول أبو حامد الغزالي : على الطالب أن يكون طاهر النفس عن رذائل الأخلاق ومذموم الصفات ، فطهارة النفس وحسن الأخلاق أساس النبوغ في العلم ، وربما حصل سيئ الأخلاق على العلم ، غير أنه لن ينتفع به ولن ينفع به، فكأنه لم يحصله
جاء في الحديث: ( و رجل تعلم العلم وعلمه، وقرأ القرآن فَأُتِيَ به فَعَرَّفُه نعمه فَعَرَفَهَا، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل -هذا ما قد نلته في الدنيا- ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ).
وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: (يا حملة العلم! اعملوا به، فإن العالم من علم ثم عمل).
ليس العلم بكثرة الرواية، وليس العلم بكثرة الدراية، ولكن العلم الحقيقي هو الذى يورثك خشية الله، ويورثك العمل، قال: (يا حملة العلم! اعملوا به فإن العالم من علم ثم عمل، ووافق علمه عمله، وسيأتي أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم، يخالف علمهم عملهم، وتخالف سريرتهم علانيتهم، يقعدون حلقاً يباهي بعضهم بعضاً، حتى إن أحدهم ليغضب على جليسه إن تركه، وجلس إلى غيره، أولئك لا ترفع أعمالهم تلك إلى الله عز وجل).
رحم الله الحافظ ابن عساكر ، فهو قائل هذه الكلمات، فمن بركة العلم أن ننسب العلم إلى قائليه.
إن بوناً شاسعاً بين منهجنا و واقعنا، بين ما نتعلمه وبين ما نحن عليه من أخلاق، لابد أن نُحول هذا الدين العظيم إلى واقع عملي في بيوتنا في مواصلاتنا في شوارعنا في وظائفنا.
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
فتجب العودة الصادقة إلى أخلاق هذا الدين، وإن شئت فقل: العودة الصادقة إلى أخلاق سيد النبيين، فلقد لخصت عائشة أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في كلمات قليلة فقالت: ( كان خلقه القرآن ) لقد كان محمد صلى الله عليه وسلم قرآناً متحركاً في دنيا الناس، رأى الناس صدقه ونبله وعفته وشرفه وحياءه وكرمه وبطولته وشجاعته ورجولته وسخاءه وعبادته وخشوعه وزهده وورعه وتقواه؛ فعلم الناس يقيناً أن هذا المنهج ما أنزله الله إلا ليتحول في دنياهم إلى واقع عملي، وإلى منهج حياة؛ فصدقوا هذا المنهج الرباني، وتحولوا بهذا المنهج من رعاة للغنم إلى ساسة وقادة لجميع الأمم.
قال بعض السلف: والله ما دخلت مجلساً أرى نفسي أصغر الناس إلا خرجتُ وأنا أعلاهم، ولا دخلتُ مجلساً أرى نفسي أعلاهم إلا خرجتُ وقد وضعني الله أدناهم
مواضيع مماثلة
» مؤتمر تحقيق العبادة
» تجميع مواضيع عن مكافحة الإلحاد
» مقارنة بين المسلمين والغرب النصراني حسب التسلسل التاريخي استنادا لمقاييس العلم والعدل والحرية
» تجميع مواضيع عن مكافحة الإلحاد
» مقارنة بين المسلمين والغرب النصراني حسب التسلسل التاريخي استنادا لمقاييس العلم والعدل والحرية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى