منتدى ديوان الوقف السني في نينوى
إدارة المنتدى ترحب بالزوار الكرام..
التسجيل في المنتدى يتيح لكم روابط التحميل والفيديو
نتمنى لكم زيارة طيبة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى ديوان الوقف السني في نينوى
إدارة المنتدى ترحب بالزوار الكرام..
التسجيل في المنتدى يتيح لكم روابط التحميل والفيديو
نتمنى لكم زيارة طيبة
منتدى ديوان الوقف السني في نينوى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العمر الحقيقي وكيفية إطالته

اذهب الى الأسفل

العمر الحقيقي وكيفية إطالته Empty العمر الحقيقي وكيفية إطالته

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء نوفمبر 26, 2013 4:13 pm

سؤال قد يستغربه الجميع: كيف يطول عمرك؟! الإنسان مفطور على حب الحياة، ويرجو أن لو طال عمره، بل ويتمنى الخلود إن استطاع، ولكن الموت يختطف الشاب في ريعان شبابه!! ويختطف الفتى المدلل الوحيد من بين أهله !! ويختطف العروس في ليلة عرسها!! ويختطف الحاكم القوي المرهوب من بين حرسه وجنوده!! فالأيام محسوبة، والآجال معدودة، وما دام الموت هو نهاية الحياة فإن العمر حينئذ قصير.
الأيام تمر، والأشهر تجري، والسنين تولي، والعمر ينقضي!! فما دام الموت هو آخر المطاف فالعمر قصير، ولم يستطع العلم -بل ولن يستطيع- أن يرد الشيخوخة إلى شباب، أو أن يحول بين الإنسان وبين الموت، ومع ذلك قد يستطيع الإنسان أن يطيل عمره!! كيف؟! اعلم أيها الأخ الكريم! أن العمر الحقيقي للإنسان لا يقاس بسنواته التي قضاها من يوم ولادته إلى يوم وفاته، وإنما العمر الحقيقي للإنسان يقاس بقدر ما قدم الإنسان في سنوات عمره من عظائم الأعمال، وجلائل الأعمال الخيرات الصالحات الطيبات.
إذاً: عمرك الحقيقي يقاس بعمل الخيرات وبالطاعات.
فكم من عمر طالت آماده، وقلت خيراته وأمداده!! وكم من عمر قلَّت آماده، وكثرت خيراته وأمداده!! فالعمر الحقيقي يقاس بالأعمال يقاس بالطاعات، ولا يقاس بالسنوات، فكم من أناس قد مكثوا مائة سنة أو يزيد، ومع ذلك رصيدهم عند الله صفر أو دون الصفر بلغة المصارف والبنوك.
بل عليه من الأوزار والذنوب ما تنوء بحملها الجبال، ومن الناس من يقضون سنوات قليلة: قد يموت الشاب في الثلاثين من عمره، أو في الأربعين من عمره، ورصيده عند الله جل وعلا مشرق منير، وعمره عند الله جل وعلا عظيم كبير؛ لأن الأعمار لا تقاس بالسنوات، وإنما تقاس بأعمال الخيرات والبر والطاعات.

بركة أعمار الأنبياء
انظر إلى نبي الله نوح قضى ألف سنة إلا خمسين عاماً في الدعوة إلى الله، وقدر الله جل وعلا ألا يؤمن معه إلا قليل! وانظر إلى عمر المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم كم عاش؟ وكم كان عدد سنوات دعوته؟ تزيد عن العشرين، فهي قليلة جداً، ومع ذلك استطاع المصطفى في هذا العمر القليل أن يقيم للإسلام دولة من فتات متناثر، فإذا هي بناء شامخ لا يطاوله بناء! استطاع أن يرد الناس في صحراء تموج بالكفر موجاً إلى الله العلي الأعلى جل وعلا.

بركة عمر أبي بكر الصديق
صديق الأمة الأكبر مدة ولايته لا تزيد على سنتين ونصف، حَوَّلَ فيها المحن التي أصابت الأمة إلى منح! في سنتين ونصف قضى على فتنة الردة! في سنتين ونصف أنفذ بعث أسامة ! في سنتين ونصف جمع القرآن الكريم، وَرَدَّ الأمة إلى منهج النبي الكريم!! فاستحق من النبي أن يبشره بأن أبواب الجنة كلها ستنادي عليه يوم القيامة؛ إذ إن كل باب من أبواب الجنة يريد أن يدخل منه أبو بكر رضي الله عنه، هل تصدق هذا؟! عبد من عباد الله تتمنى أبواب الجنة أن يمر منها، جاء في البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: ( من أنفق زوجين في سبيل الله دعي من أبواب الجنة: يا عبد الله! هذا خير.
فإن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، وإن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، وإن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، وإن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان.
فقال أبو بكر : يا رسول الله! فهل يدعى أحد من هذه الأبواب كلها؟ قال المصطفى: نعم، وأنت منهم يا أبا بكر ).

بركة عمر أمير المؤمنين عمر
فاروق الأمة عمر خلافته عشر سنوات وستة أشهر فقط، قدم فيها للدنيا كلها قدوة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، في هذه الفترة القليلة التى لا تساوي أي شيء في حساب الزمن، يقدم عمر لدنيا الناس كافة قدوة لا تبلى بل ولن تبلى، إنها قدوة تتمثل في حاكم بركت الدنيا كلها على عتبة داره وهي مثقلة بالغنائم والأموال والكنوز والطيبات! فقام عمر يسرحها سراحاً جميلاً، قام لينثر على الناس خيراتها، وليدرأ عن الناس مضلاتها وفتنها، حتى إذا ما نفض يديه من علائق هذا المتاع الزائل، قام ليستأنف سيره ومسراه إلى مولاه، انظر إليه هنالك، ستراه يجري في وقت الظهيرة المحرقة وراء بعير من إبل الصدقة قد ند يخشى عليه الضياع، فيلتفت إليه عثمان من شُرفة بيته، يا ترى! من هذا الذي يجري في هذا الوقت الحار؟! إن الشمس تذيب الحجارة والحديد، بل وتكاد أشعتها التي انعكست على الرمال أن تخطف الأبصار، ولما دنا من هذا الذي يجري فإذا به عمر أمير المؤمنين! فقال عثمان : يا أمير المؤمنين! ما الذي أخرجك في هذه الساعة المحرقة؟! فيرد عمر : بعير من إبل الصدقة قد ند -يا عثمان - أخشى عليه الضياع!! وأخشى أن أسأل عنه بين يدي الله يوم القيامة!! فقال عثمان : تعال إلى الظل وإلى الماء البارد يا أمير المؤمنين! وكلف أحد عمالك بالبحث عن البعير، فالتفت إليه عمر وقال: عد إلى ظلك ومائك البارد يا عثمان ، أأنت ستحمل عني وزري أمام الله يوم القيامة؟! إنه عمر الذي أرهب الملوك والحكام، وجاءت تحت قدميه مفاتيح أعظم الإمبراطوريات: إمبراطورية فارس، وإمبراطورية الروم، وانتشر الإسلام في عهد عمر شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، بل ورفرفت راية الإسلام على روسيا في عشر سنوات وستة أشهر! إنها بركة الأعمار! إنها الأعمار الطويلة المزكاة المباركة من الله.

بركة عمر معاذ بن جبل :
معاذ بن جبل شاب من شباب الأمة، شاب أسلم في الثامنة عشرة من عمره، وتوفي في الثالثة والثلاثين من عمره.
لا أقول: في الثالثة والتسعين، ولا في الثالثة بعد المائة، بل في الثالثة والثلاثين من عمره!! في هذه السنوات القليلة، في عشر سنوات أو تزيد قليلاً استطاع معاذ أن يسطر على جبين الزمان، وعلى صفحات التاريخ والأيام، هذا المجد وهذه العظمة وهذا الخلود حتى قال له المصطفى يوماً: ( يا معاذ ! والله إني لأحبك ).

بركة عُمْرِ عُمَرَ بن عبد العزيز :
عمر بن عبد العزيز شاب في ريعان الشباب، استمرت ولايته قرابة سنتين ونصف، واستطاع فيها أن يضع يده على الداء الذي استشرى في أمة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، ونجح في أن يستل جرثومته بيد بيضاء نقية، وأن يعيد البشرية عوداً حميداً إلى الهدى والنور، وكأنها تعيش في زمن الوحي، حتى خرج المنادي يقول: من كان عليه دين فسداد دينه من بيت مال المسلمين!! وهذا الشبل من ذاك الأسد، سدد عمر بن عبد العزيز الديون، وبقيت البركة باركة في بيت المال، فخرج المنادي يقول: من أراد -من شباب المسلمين- أن يتزوج فزواجه من بيت مال المسلمين!! فزوج الشباب، وبقيت البركة باركة في بيت المال!! فخرج المنادي للمرة الثالثة -وهي أعجب- ليقول: أيها الناس! من أراد حج بيت الله -وهو لا يستطيع- فحج بيت الله على نفقة بيت مال المسلمين! وخرج من أراد الحج وبقيت البركة باركة في بيت المال! هل فعل هذا في مائة سنة؟! في ألف سنة؟! لا والله، في سنتين ونصف، ألم أقل لكم: إن العمر يطول بجلائل الأعمال، وعظائم البطولات؟! فيأيها المسلم! أطل عمرك بعمل الخيرات وعمل الطاعات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اغتنم خمساً قبل خمس، -هذا أمر نبيك، وهذه وصية حبيبك محمد، والحديث رواه أحمد وغيره وهو حديث صحيح- اغتنم خمساً قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك ) .
اغتنم هذه الغنائم: اغتنم الغنى قبل الفقر، والشباب قبل الهرم، والصحة قبل المرض، والحياة قبل الموت!! اغتنم هذه الغنائم، ولا تضيع عمرك، ولا تضيع ساعات وقتك، فإن العمر يولي، وغداً سترى نفسك بين يدي الله.


Admin
Admin

عدد المساهمات : 1789
تاريخ التسجيل : 08/11/2012
الموقع : نينوى

https://wafqninaveh.forumattivo.it

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى