ثبت المراجع bibliography
صفحة 1 من اصل 1
ثبت المراجع bibliography
هذا موضوع مهم يجهله الكثير رغم اهميته سبق ان ترجمته منذ سنوات و أرسلته للنشر في مجلة دار العلم التي تصدر من مركز البحوث الإسلامية لكنهم رفضوا النشر دون بيان السبب .
و لأهميته في علم المكتبات اضعه بين ايديكم لأول مرة على الشبكة
بقلم فرانك فرانسيس مدير وأمين مكتبة في المتحف البريطاني ، لندن
ثبت المراجع bibliography هي دراسة منهجية للكتب مع توصيفها.
حظي هذا الحقل المعرفي باهتمام خاص في القرن العشرين لظهور الحاجة لتنظيم المدونات المتعلقة بالفكر الانساني لتكون علاجا لمشكلة الزيادة المهولة في اعداد المطبوعات اضافة للحاجة المتنامية للحصول على المعلومات التقنية والعلمية خصوصا في الدول النامية. وهناك من يدعي ان كل مدونات الحضارة البشرية معرضة لفوضى لا يمكن تحديد معالمها ان لم تخضع لنظام ثبت المراجع. وستضيع الاسهامات المعرفية في مختلف مجالات المعرفة و التي ستصبح بدورها مبعثرة و غير قادرة على تلبية حاجات الانسان
ترجع عبارة " ثبت المراجع " بمعناها الحرفي الى اصل لاتيني في القرن الثاني الميلادي و كانت تعني في حينها "تدوين الكتب". واستمر هذا المفهوم الى نهاية القرن السابع عشر. وفي القرن الثامن عشر استخدمت بمعنى التوصيف المنهجي للكتب وتحديد تاريخها. اما اليوم فتستخدم بمعنيين مختلفين رغم ارتباطهما في الاصل وهما:
(1) قوائم الكتب المرتبة حسب نظام معين (وعلى هذا الاساس تسمى ثبت المراجع التعدادي او المنهجي او الوصفي)
(2) دراسة الكتب كمادة بالمعنى الفيزيائي. و هذا يعني دراسة المواد التي تتألف منها الكتب (مثل الورق والخط) والطريقة التي جمعت ونظمت فيها هذه المواد داخل الكتب (وعلى هذا الاساس تسمى ثبت المراجع النقدي).
ان وظيفة ثبت المراجع تتلخص في تزويد المعلومات للدارس كتزويده بمعلومات عن المادة التي يبحث فيها كما تساعده في معرفة اين يجد الكتاب (او أي نص عموما) لأي مؤلف وتحديد نوعية هذه المادة ومدى موثوقيتها وصلاحيتها كمصدر للبحث الذي يكتبه.
ثبت المراجع الوصفي:
يتلخص دور مصنف نظام ثبت المراجع بما يلي:
(1) جمع الكتب التي تتناول موضوعا معينا بالبحث
(2) توصيف هذه الكتب واحدا واحدا
(3) وضع النتائج في قوائم نظامية سهلة الاستخدام كمراجع
ان الحاجة لهذه القوائم تظهر جلية عندما يكون عدد الكتب كبيرا جدا بحيث يصعب تذكرها. ويذكر ان أولى المحاولات لبناء نظام ثبت المراجع كانت التي قام بها بعض المؤلفين لإدراج قوائم باسماء مؤلفاتهم، وكمثال على ذلك ما قام به الفيزيائي المشهور (كالن) في القرن الثاني الميلادي حيث أنشئ قائمة بعناوين مؤلفاته مرتبة حسب الموضوع واسماه (كتاب عن كتبي). كما قام احد رجال الكنيسة بتذييل كتاب (التاريخ الكنسي للشعب البريطاني) والمؤلف في سنة 731 باسم (بيل الموقر) مدرجا سيرته الذاتية وقائمة بمؤلفاته. كما قام (إيرامس) بنشر فهرست بمؤلفاته مكتوبة باسلوب سردي في سنة 1523. اما مصنفو ثبت المراجع الأول فانهم لم يلتزموا بمثل هذه الاساليب التي يمكن تسميتها بثبت المراجع الذاتي. وبحلول العقد الاخير من القرن الرابع تبنى القسيس (جيرسوم) في كتابه (عن الرجال المشهورين) ارفاق قائمة بمؤلفات رجال الكنيسة مع الكتاب الذي يسرد سيرتهم
وعندما ظهرت الطباعة في 1440 اصبح انتاج الكتب باعداد كبيرة متيسرا فازدادت اهمية وجود قوائم تضم ما ظهر من كتب ادبية و هذا ادى لتغيرات في اساليب التصنيف. ان اول ظهور لنظام ثبت المراجع الاساسي بعد ظهور الطباعة كان على يد (جوهانز تريثيم) وهو كبير الرهبان في دير (سپونهيم) في ابرشية (ماينز) واسماه (كتاب عن مؤلفي رجال الكنيسة) في 1494 و هو مرتب حسب التاريخ مع فهرست هجائي يشمل حوالي 1000 مؤلف كنسي مع مؤلفاتهم. وفي 1545 ظهر السويسري وهو الماني الأصل (كونراد گيسنر) الذي يعتبر المؤسس الحقيقي لنظام ثبت المراجع ، وهو كاتب ومن انصار المذهب الطبيعي حيث قام بنشر كتابه (ثبت المراجع العالمي) شمل فيه كل المؤلفات اللاتينية والاغريقية والعبرية للمؤلفين الاحياء والاموات. تلاه بعد 3 سنوات الاصدار الثاني (21 كتابا في الموسوعات) ويسمى ايضا (التقسيمات العالمية للمعرفة) ورتب فيه اسماء الكتب ابجديا في الاصدار الاول من الكتاب ثم تلاه تصنيف اخر موضوعي يقع تحت 21 عنوانا. وبالرغم من ان (كينزر) ليس اول من استخدم ثبت المراجع الوصفي الا ان محاولاته كانت تتسم لأول مرة بالعالمية والتبويب مما جعله الاشهر في هذا المجال. لكن فكرة كينزر عن عالمية التصنيف بقيت مثالية اكثر منها واقعية حتى عصرنا الحاضر فهي غير كافية في عصرنا للتعامل مع المشاكل المهولة الناتجة عن ضخامة اعداد الكتب وتعقيد محتواها اضافة الى كلفة مثل هكذا عمل ضخم ومع عدم واقعية هذه الفكرة فقد بقيت تدور في اذهان الباحثين منذ ذلك الوقت مشكّلة إلهاما للأجيال القادمة. انشئ المعهد العالمي لثبت المراجع في 1895 في (بروسيلز) من قبل (هنري لافونتين) و (ﭙول أوتلت) لغرض تحقيق فكرة (ثبت المراجع العالمي) للكتب والمقالات والدوريات حيث تصنف فيه حسب نظام خاص للتبويب والمسمى التصنيف العالمي العشري ((UDC واستخدم فهرست ببطاقات التصنيف لملايين المراجع. ولكن العدد الهائل من المراجع اضافة لكلفة التصنيف العالية حالت دون تحقيق اهداف مؤسسي المعهد. وهكذا تم التخلي عن فكرة ثبت المراجع العالمي واستبدل بها على نطاق واسع بفهارس منشورة للمكتبات الضخمة الشاملة كما حصل في المتحف البريطاني (1961-67) و الذي نشأ عام 1897 ، وكذلك مكتبة الكونگرس ، وكذلك فهرس الاتحاد الوطني في الولايات المتحدة و هو اكثر المحاولات التي يؤمل لها النجاح. وهو معتمد في مكتبة الكونكرس ويحدّث باستمرار. ومنذ بداية السبعينات هو في طريقه للنشر في 625 مجلدا. وقد اجريت بحوث منذ بداية السبعينات عن امكانية حوسبة هذا النظام المفهرس (تحويله لبرنامج حاسب) ولكن ذلك يواجه مشكلة من ناحية ادخال عدة لغات بشرية للحاسب لأن المراجع مكتوبة بعدة لغات. وحتى ان امكن حل هذه المشكلة وحتى ان توفر المال الكافي لهكذا مشروع وحتى ان اصبح بالامكان انتاج نظام قياسي للمطبوعات يحدد اسلوب الفهرسة العالمي الموحد وتم اعتماده، اقول حتى وان تحقق ذلك كله يبقى من المحتمل ان فكرة بروسلز لإنشاء معهد عالمي لثبت المراجع لا تزال عصية على التحقق بالكامل في عصرنا الحاضر.
كان عمل كينزر مميزا فلم يكن ثبت المراجع الذي أنشأه مصنفا للمدونات و غيرها من الكتب فحسب بل كان ثبت المراجع العالمي الذي انشأه يضم ملحقا (1555) يصنف فيه 15.000 مدونة لحوالي 3.000 مؤلفا وكان يضم فهرسا هجائيا وموضوعيا. وقد كان معاصروه يهتمون بالتفاصيل عند إنشاء ثبت المراجع الخاصة بالمدونات التي تتناول مواضيع محددة او تلك المكتوبة بلغة معينة او المكتوبة في بلد او منطقة معينة. وعلى هذا الاساس نشر اسقف كنيسة أوسوي "جون بيل" اول ثبت مراجع وطني واسماه (خلاصة اشهر المدونات البريطانية 1548) و التي ادرج فيها قوائم اسماء المؤلفين مرتبة زمنيا وبين فيها مدوناتهم بالتفصيل. ثم نشر الإصدار الثاني المزيد واسع الانتشار سنة 1557 والتي قدم "بيل" في مقدمتها الشكر لـ "جون ليلاند" وامين مكتبة هنري الثامن (وهو مختص بالآثار ويذكر انه قام برحلة استكشاف آثارية في بريطانيا ما بين 1534- 1542 كما قام ببحث عن مدونات المؤلفين البريطانيين) واشاد بفضلهم عليه. ثم تلت ذلك اصدارات وطنية اخرى لثبت المراجع ، وكنموذج عنها ذلك الاصدار على يد الايطالي "انتونيو فرانسسكو دوني" والمعنون "مكتبة كل المؤلفين العلمانيين" و ذلك في 1550، وكذلك اصدار عالم اللاهوت الهولندي "كورنيليس لوز" في 1582 ، وكذلك اصدار مصنف ثبت المراجع الفرنسي "فرانسوا كرود" المسمى "الاصدار الاول من المكتبة..." في 1584 . وقد بدأت تظهر فهارس معارض الكتب الالمانية التي كانت تقام في (فراكفورت) و (ليبزكيج) في الربيع والخريف ابتداءا من 1564 واستمرت حتى 1749. الا ان مصطلح ثبت المراجع بمعناه الدقيق لم يستخدم رغم ذلك على نطاق واسع كحجر اساس من قبل مصنفي ثبت المراجع الالمان الأُول
انواع ثبت المراجع الوصفي:
تملك معظم دول العالم اليوم ثبت مراجع وطني وتنشرها عادة المكتبة الوطنية رسميا استنادا الى نسخ من المؤلفات الوطنية و التي تصدر عادة مرفقة بحقوق النشر. ورغم ذلك هناك بعض الاستثناءات المهمة مثل ما هو معتمد في الولايات المتحدة وهولندا حيث تصدر قوائم ثبت المراجع تجاريا، وكذلك في بريطانيا حيث تصدر قوائم ثبت المراجع من قبل اتحاد يمثل المكتبات البريطانية والناشرين وبائعي الكتب. تحاول الجهات المصدرة لقوائم ثبت المراجع الوطنية تحري اعلى درجات الكمال والهمة. وكمثال على ذلك فقد كان ثبت المراجع البريطاني في أوائل الخمسينات ينشر اسبوعيا ويجمع العمل المتراكم منه فصليا و سنويا، ويصنف في قوائم مفهرسة اعتمادا على التصنيف العشري لأمين المكتبة الامريكية "ميلفيل ديوي" مع فهرس هجائي باسماء المؤلفين وعناوين الكتب والمواضيع. اما ثبت المراجع الفرنسي الذي بدأ في 1811 فكان يصدر اسبوعا مرتبا هجائيا مع فهرس سنوي باسماء المؤلفين وعناوين الكتب والمواضيع. اما ثبت المراجع الالماني الذي بدأ في 1947 فكان يصدر اسبوعيا مزودا بفهرس اسماء المؤلفين وفهرس بالكلمات الدارجة، ثم اعتمد الحاسب في انشاء ثبت المراجع الالماني مع بدايات عام 1968 حيث صدر ثبت المراجع لأول مرة بلإعتماد على الحاسب
كان ثبت المراجع الذي صدر في بعض الدول خاصة ذا فائدة جمة للطلاب. ومن امثلة ذلك "چارلز ايفانز" وثبت المراجع الامريكي (1903-1934) و الذي شمل المؤلفات في الفترة 1639-1799 ، فهرس العناوين القصيرة للمطبوعات التي طبعت في بريطانيا واسكتلندا وايرلندا و التي طبعت خارج بريطانيا، 1475-1640، وقد جمعها "بولارد" و "ريدگريف" (1926 الطبعة الثانية منقحة ومزيدة،1976) وأضاف الى هذا العمل "ونج" ، فهرس العناوين القصيرة 1641-1700 (1945-1951 طبعة ثانية منقحة في مجلدين ، 1972-1982) . ورغم ان فهارس المتحف البريطاني ليست ثبت مراجع بالمعنى الدقيق الا انها بما تضمه من 1600 كتابا من مختلف الدول الأوربية لها قيمة لا تقل عما سبق ذكره و ذلك لما تتميز به مجموعات المتحف من الثراء المعرفي
اما ثبت المراجع الشخصي فقد يتكون مما لا يزيد قائمة صغيرة باعمال المؤلف وكمثال عليها تلك القوائم المرفقة مع المقالات في قاموس ثبت المراجع الوطني. وهناك اعمال اكثر اتقانا مثل "ايبزج" و "سكوكنج" ، ثبت مراجع اعمال شكسپير (1931) و الذي اضيف اليه ملحق في 1937، ثبت المراجع لـ"ميشيل سادلير" و "ترولوب" في 1928 ، بيرثا كولج اسليد ، ماريا ايجوورث 1937 . ويعتمد ثبت المراجع الشخصي احيانا على مجاميع كتب خاصة كما في مكتبة ستيفينسون (1951-1964) المعتمد على مجاميع ايدون بينيك ، ثبت مراجع وايز لمجاميعه الخاصة، اضافة لثبت مراجع تينيسون و اسونبيرن و غيرهم. وهناك شكل مختلف من ثبت المراجع الشخصي على شكل سردي يبين اعمال الكاتب مع وصف شامل للظروف المحيطة بكل عمل اثناء كتابته ثم نشره . وكمثال على ذلك ثبت المراجع لـ نورتن ، ثبت المراجع لأعمال ادوارد گبلون 1940
ثبت المراجع الموضوعي قد يختلف طول قوائمه ومداه والطريقة المتبعة في انشاءه والغاية منه. و هذه امثلة من ثبت المراجع المنشأة من اجل ان تكون دليلا شاملا:
باكر و كارايون، مكتبة رفقاء المسيح ،9مجلدات،اصدار جديد،1890-1909
باتيسون، ثبت المراجع لجامعة كامبرج في الادب الانكليزي (4 مجلدات،1940، اصدار جديد، 1970)
ثبت المراجع التاريخ البريطاني : ريد،تودور بيرياد ، 1485-1603 (1933) ديفدز، ستوارت بيرياد، 1603-1714 (1928)
بارجلّس و وميدلي، القرن الثامن عشر، 1714-1789 (1951)
كارون ، المرشد العملي لدراسة الثورة الفرنسية الاصدار اخير 1947
داهمان و ويتز، المصادر المنشورة في الادب الالماني الاصدار التاسع 1931-1932
كريك، ثبت مراجع الادب المسرحي الانكليزي المطبوع الى حد حركة الاصلاح 4 مجلدات 1939-1959
لانسون، المرشد لثبت المراجع للأدب الفرنسي الحديث الاصدار الاخير 1947
مادان ، بدايات الصحافة في اكسفورد 3 مجلدات 1895-1931
مالكلز، مصادر ثبت المراجع 3 مجلدات 1950-1952
ان ثبت المراجع للمطبوعات الخاصة بمواضيع معينة –و التي عادة ما تحوي مقالات عن المنشورات الدورية- كثيرة جدا وتشمل فروعا كثيرة من المعرفة والاهتمامات البشرية
ان توالي الاصدارات من ثبت المراجع استلزمه اصدار الأدلة الارشادية لثبت المراجع (ثبت المراجع لثبت المراجع).ومن ابرزها:
"ببليوثيكا ببليوكرافكا" في 1866 جمعها جوليوس بيفزهولد وهو امين المكتبة الملكية في دريزدن في المانيا
ثبت المراجع العالمي لثبت المراجع ، 5 مجلدات ، 1965-1966 بقلم ثيودور بيسترمان
ان الادلة الارشادية للمطبوعات الحالية في بعض المواضيع تصدر سنويا بشكل سردي احيانا. وكمثال على ذلك "النتاج السنوي في الدراسات الانكليزية" في 1921 ، النتاج السنوي لأمانة المكتبة في 1929 و الذي سمي لاحقا "نتاج 5 سنوات في العمل في أمانة المكتبة" في 1958
واحيانا تصدر الادلة على شكل قوائم مثل: "ثبت المراجع الدولي لأنظمة الكتب والمكتبات" في 1926-1941
اساليب تصنيف ثبت المراجع :
تختلف أساليب تصنيف ثبت المراجع ومقدار التفاصيل التي تحتويها حسب الهدف الذي يرمي اليه مصنفها وحسب اهمية الموضوع الذي يصنفه من وجهة نظره وحسب مدى معرفته بهذا الموضوع. ان مهمة تصنيف ثبت المراجع لأي موضوع هي مهمة المختص في هذا الموضوع تحديدا. وبعد ان يحدد المصنف هدفه والمادة المتوفرة بين يديه ينتقل الى خطوة اخرى وهي وصفها وترتيبها باسلوب يسهل الاستفادة منه على قدر الامكان للغرض الذي حدده مسبقا. ومن اجل ان يضمن دقة وتماسك المعلومات الوصفية هذه فعليه ان يستخرجها من المؤلفات نفسها. اما في حالة تعذر ذلك لأي سبب عليه ذكر مصدر المعلومات دائما.
في معظم مصنفات ثبت المراجع يعد من الضروري ذكر اسم المؤلف،العنوان المختصر، دار النشر، تاريخ الاصدار. و هذه المعلومات يجب ان تنقل بدقة من الكتاب او المقالة التي يصنفها. وقد يضيف ايضا ملحوظات عن نوعية النص ومدى تناوله للموضوع ومكان تواجد نسخة منه. ويعتمد على الترتيب الزمني في انتاج ثبت مراجع المؤلفين مما يتيح للمستخدم تتبع أعمال المؤلف حسب تاريخ صدورها. ويتوجب في هذه الحالة ادراج الاصدارات الاخيرة مع الاصدارات الاولى للكتاب ولا يذكر الاصدار مرة اخرى الا في موضعه المناسب زمنيا. ويجوز ترتيب ثبت المراجع الموضوعي باسلوب نسقي لاظهار الخصائص الاكثر اهمية التي تخدم غرض المؤلف، او يمكن استخدام نظام تصنيف معترف به مثل "تصنيف دوي العشري" او "التصنيف العشري العالمي".
اما الوصف الكامل للكتاب فلا يكون عادة الا للكتب النادرة او القديمة جدا وايضا في ثبت مراجع المؤلفين المفصل . وقد وضعت ضوابط مفصلة لكيفية ادراج هذا الوصف، و هذا ما اتاح لمصنف ثبت المراجع المحترف ان يعيد بناء بنية وشكل الكتاب استنادا على النص الذي اورده مصنف سابق. ويشمل هذا الوصف معلومات تفصيلية عن عملية النشر وعدد النسخ المطبوعة والسعر والتجليد. وقد يضاف اليه نسخة طبق الاصل قدر الامكان من النص الاصلي لتوضيح الاشكال المختلفة للخطوط ومقدار المسافات (بين الكلمات والاسطر) التي استخدمت في صفحة العنوان. وحديثا اصبح بالامكان استخدام النسخ الضوئية لصفحة العنوان لتغني عن هكذا اساليب قديمة لا يمكن باي حال من الاحوال ان تكون مرضية تماما. لكن استخدام الاستنساخ له عيوبه ايضا مثل الكلفة العالية وصعوبة التصميم، والاهم من ذلك ان هذه النسخة المصورة قد تكون مضللة وخصوصا اذا كانت جودة الطباعة او الورق المستعمل للنسخة الاصلية رديئة. وكمثال على ذلك في القرن السابع عشر كانت اساليب الطباعة في ذلك الوقت تسبب اللبس بين علامة تنقيط وخدش في الصفحة مثلا وعندها تصبح صورة النسخة الاصلية مضللة وعليه فان استخدام نسخة طبق الاصل يجب ان يرافقه تحرير دقيق كالذي يحصل للنص مع الاشارة الى النسخة الاصلية للعودة اليها عند الضرورة
بعد اختراع الحواسيب وتطبيق تقنيات معالجة البيانات على الاجراءات المتبعة في المكتبات مثل الفهرسة اصبح لهذا التطبيق اثر كبير في تقدم اساليب ثبت المراجع. فعند تصميم فهرس قابل للإدخال حاسوبيا يمكن طباعة النتائج في عدة اشكال حسب الطلب ويمكن ايضا عمل قوائم فرعية بصيغ مختلفة مع زيادة قليلة في الكلفة عما كانت عليه عند الطباعة بالاساليب القديمة. تعتمد هذه الطريقة على التخطيط للإحتياجات مقدما وعلى عمل المبرمج. وهكذا يمكن لقوائم مخصصة تؤخذ من محتويات مكتبة معينة ان تتوفر للعديد من المستخدمين. يعد مشروع "ميدلار" (مختصر عبارة "تحليل الادب الطبي ونظام الاسترجاع") اشهر واعقد مشروع استرجاع من نوعه حيث كان هدفه الرئيسي نشر فهرسه المسمى "Index Medicus" (وهو قائمة شهرية من المقالات الحالية تتألف من نحو 2300 مجلة من مجلات الهندسة الطبية الحيوية الصادرة في كل العالم) لكن هذا الفهرس يزودنا ايضا بقوائم مواضيع محددة في تخصص الطب
تتحصل الفائدة الكاملة الحقيقية من هذه الطرائق عندما يمكن تطبيقها من الناحية الاقتصادية والادارية لتشمل خزينا هائلا من المعلومات المتوفرة في المكتبات العامة
وبحلول 1968 قامت مكتبة الكونغرس بانتاج وتوزيع فهرس قابل للحوسبة. لكن مدى هذا المشروع كان محصورا في البداية في الرسائل العلمية شديدة التخصص في اللغة الانكليزية، لكن النية كانت معقودة لشمول لغات اخرى. وقد جرت دراسة لإمكانية ايجاد سجل محوسب للمطبوعات التي نشرت قبل 1969، و هذا ضروري اذا اردنا الوصول لنظام كامل محوسب تماما.وقد جرت هذه الدراسة في مكتبة الكونغرس وغيرها من المكتبات الشاملة. اما اهم المشاكل التي تعترض مثل هكذا انجاز فهي المجهود الكبير الذي تتطلبه الحوسبة والكلفة الضخمة لهذه العملية ومساحة التخزين العالية. ولابد ان تتناسب هذه الجهود والكلف مع الفوائد المتوقعة من هذا العمل الضخم وفق تخمينات واقعية. ومن ضمن هذه التخمينات -في بداية السبعينات- التساؤل فيما اذا كان الاهتمام بابحاث ادارة المكتبات سيستمر طويلا. كما ان الزيادة المتصاعدة في كلف المكتبات تفرض علينا الحاجة الى وجود مكتبات وخصوصا المكتبات المهتمة بالابحاث الضخمة لدراسة امكانية تطبيق تقنيات الادارة المقبولة لاستثمار ثروة ثبت المراجع لخدمة المؤسسات التي تنشئ هذه المكتبات
ثبت المراجع النقدي:
ظهر في بدايات القرن العشرين نهج يرمي الى دراسة الادب الانكليزي للقرن السابع عشر الى القرن الثامن عشر بالخصوص وان كانت دراسة غير شاملة تماما. و كانت الدراسة انعكاسا للإهتمام بصورة عامة بدراسة النصوص الشكسپير ية في ذلك الوقت، وبصورة خاصة للإهتمام بطبيعة و اهمية ما يسمى بـ(النصوص الربعية) وعلاقتها بالنص المطبوع في (المطوية الأولى). فقد كان المحررون سابقا يميلون لافتراض ان كل بواكير النصوص الشكسپير ية تحمل نفس الدرجة من الاهمية وبالتالي فمن الصحيح تماما اختيار احدها للقراءة و هذا من وجهة نظرهم يحسن من نص المؤلف. كان المحررون الأوائل يعيقهم -عن معرفة الحقيقة- جهلهم باساليب الطباعة ونشر الكتب في عصر شكسپير كما انهم لم يكونوا على دراية كافية بطبيعة النصوص التي يتعاملون معها. وقد حصل تغيير كبير في هذا المفهوم لأسباب عديدة اهمها على الارجح:
(1) الترابط الشديد بين فحوى مختلف الدراسات في الادب الانكليزي وخصوصا المسرح لثلاثة من اكابر الكتّاب وهم (پولارد) و (مكيرو) و (گريك) و كان جميعهم مهتما بثبت المراجع
(2) التطور الكبير الذي حصل على يد (روبرت بروكتر) وهو زميل (پولارد) في المتحف البريطاني بدراسة (الإنكيونابيلا) وهو اسم اطلق على الكتب التي طبعت في الخمسين سنة الاولى من اختراع الطباعة (أي قبل 1501).
كانت اولى الكتب المطبوعة تحمل الطابع الخاص للطابعين باسلوب طباعتها وتنسيق الكلمات وتخطيط الصفحة. وقد وجد ان دراسة خصائص هذه الكتب توصل الى استنتاجات قيمة عن مكان هذه الكتب من مجمل منشورات طابعها وبالتالي يمكن استنتاج تاريخ كتابتها التقريبي في حالة اغفل الطابع ذكرها. وباستخدام نفس الطريقة اصبح ممكنا ان ينسب كتاب الى طابع معين.
ظهرت معالم مراحل مهمة من دراسات متميزة للمطبوعات القديمة(هذه المطبوعات المرتفعة الاثمان بسبب قدمها وجماليها وندرتها) على يد بعض المختصين ومنهم: (وليام كاكستون) في (1861-1863) –وهو اقدم طابع كتب انكليزي- وكذلك (وليام بليد) في كتابه (علم الطباعة لوليام كاكستون) في (1861-1863) الذي استخدم فيه التفاصيل المطبعية لغرض ترتيب منشورات (كاكستون) حسب ترتيبها الزمني، وكذلك نتاج العالم (هنري برادشو) المختص بالكتب القديمة والمكتبات الذي قدم دراسة خاصة لكتب القرن الخامس عشر والمطبوعة في هولندا وقد وضع فيه ضابطا مهما في هذا الشأن وهو: "دع الكتاب يتكلم عن نفسه".
لا تزال هذه الطريقة معتمدة على نحو واسع من قبل (روبرت بروكتر) الذي نجح في تحديد مصدر مجاميع كبيرة من (الإنكيونابيلا) في المتحف البريطاني ومكتبة (بودليان) في (اوكسفورد) (تحديد من أي بلد ومن أية بلدة) وتحديد أسماء طابعيها. رسخ عمل (بروكتر) لهذه الطريقة من الدراسة، و وضح الفهرس الدقيق الذي انشأه للـ(الإنكيونابيلا) في المتحف البريطاني النتائج القيمة التي يمكن الحصول عليها عن طريق الوصف المفرط في الدقة لكل مميزات الكتاب بما في ذلك من وصف للورق المستخدم ونوع الكتاب وتنسيقه وزخرفته وخياطته وتجليده والملاحظات والتأشيرات التي قام بها صاحب الكتاب.
واستنادا الى هذه الخلفية من المعلومات وتطبيقا لها على الكتب الادبية والمسرحية للكتّاب البريطانيين للقرنين السادس عشر والسابع عشر، انشأ كل من (كريك) و (ماكيرو) و (بولارد) ما اصطلح على تسميته منذ ذلك الوقت بـ(ثبت المراجع النقدي التحليلي) وهو طريقة من طرائق ثبت المراجع التي تمثل دراسة وصفية مختصرة للكتب باعتبارها شيئا ماديا. فمن الادلة التي تتجمع لدينا من دراسة الخصائص المادية (الفيزيائية) للكتب يمكننا التوصل الى استنتاجات عن الموضع الزمني للكتاب من بين منشورات الكاتب والتي لا تخضع لأي درجة من درجات التقييم الأدبي.
كان من أول والمع الأمثلة في تطبيق هذه الطريقة ما اختص بمسألة الأقدم من بين مسرحيتي شكسپير (ترويلس) و (كريسّدا) واللتين تحملان كلاهما تاريخ 1609. كإجراء تمهيدي أول: ان عنوان احدهما يصف المسرحية بما يناسب أنها عرضت في مسرح (گلوب). كإجراء تمهيدي ثاني: عنوان الصفحة لم يذكر تاريخ كتابة المسرحية، اضافة الى وجود نص في الكتاب موجه للقارئ (تمهيد) يؤكد هذه الحقيقة حيث يبدأ بذكر ان هذا العمل لم يحصل ابدا "ان خدشته أيادي السوقة". من الناحية الأدبية فان ذلك يوحي ان (كريسّدا) كانت اولا. اما ان تفحصنا الكتب نفسها سيظهر لنا ان صفحة العنوان لـ(ترويلس) في وضعها الأصلي لم تتغير بينما صفحة عنوان (كريسّدا) مفقودة (ممزقة) مع وجود صفحتين مستبدلة (غير أصلية) فيها العنوان الجديد للكتاب والنص الموجه للقارئ. وهكذا نعرف حقيقة أي من المسرحيتين الأقدم.
قدم (كريك) بنفس الطريقة شرحا لا يدحض عن التسلسل التاريخي لثنتين من "الطبعات الربعية" (quarto) لعام 1637 و كان ذلك في طبعة كتاب (بيوماونت) و كتاب (اخ فليچر الاكبر) في 1905. ففي الطبعة1 وجدت فاصلة او مسافة بين الكلمات موضوعة بشكل خاطئ مشكّلة علامة فوق السطر قبل كلمة "شاب" في الفصل1 مشهد2، سطر72 مما أدى الى خطأ المنضّد الذي نضد الطبعة2 فكتبها على انها فارزة علوية وطبعت على هذا الاساس. استنتج من هذا ان الطعبة2 نضدت من الطبعة1 وليس من النص الاصلي المكتوب بيد الكاتب
ان نجاح من هكذا شروحات ادى الى دراسة اكثر تفصيلا للنواحي المادية (الفيزيائية) للكتب مما يؤدي الى استنتاجات تخدم كتابة ثبت المراجع لهذه الكتب. ان أساليب ثبت المراجع النقدي طورت جذريا وطبقت بشكل واسع على الكتب في الحقبات اللاحقة، وقد تبين –حتى في زمن الآلات المعقدة- ان تفحص ثبت مراجع دقيق له دور مهم في تحديد موثوقية النص (نسبته الى الكاتب) والموضع الزمني للكتاب من بين منشورات الكاتب
ظهر مدى النتائج المبهرة لهذه الطريقة عندما أُعلن عن بعض النسخ على انها النسخ الاولى للقصائد او المقالات و غيرها من المنشورات الصغيرة لكتّاب القرن التاسع عشر المشهورين مثل (سونتيات( ) ريدنج) لكاتبتها (الزابيث باريت براوننج) حيث توجد طبعات من هذه السونتيات مؤرخة في 1847 و يفترض انها طبعت في مدينة (ريدنج) -لوجود ختم عليها يبين ذلك- . وقد أجرى (جون كارتيراند) و (كراهام بولارد) بحثا عن كنه (كرّاسات معينة في القرن التاسع عشر) (1934) اثبت فيه ان خمسين كتابا من (سونتيات ريدنج) من هذه الكراسات كتبت على ورق السپارتو او ورق لب الشجر و هذه الانواع من الورق ليس من المعروف انها كانت تستخدم في التواريخ المبينة في عنوان الكراسات، وكذلك استخدمت اساليب طباعة لم تعرف الا لاحقا.
لقد ثبت بوضوح ان الكتب التي طبعت في مطابع آلية في القرنين التاسع عشر والعشرين انتجت نصوصا مثيرة للجدل تضاهي في اشكالياتها تلك التي وجدت مكتوبة بخط اليد. رغم ان الاجراءات المعتمدة في تحرير النصوص بقيت على حالها وكذلك القواعد الحاكمة لتأويل الدليل الخاص بثبت المراجع، الا ان اختراع اساليب جديدة للطباعة دفع مصممي ثبت المراجع لإيجاد اجراءات جديدة للتعامل مع الاشكاليات الجديدة التي واجهتهم.
أصدر (ميكيرو) كتابه (مقدمة في ثبت المراجع لطلاب المكتبات) في 1927 ليكون مرفقا مع دليل واسع الانتشار لدراسة ثبت المراجع للكتب الإنكليزية الصادرة حتى نهاية القرن السابع عشر. تحوي منشورات (جمعية ثبت المراجع اللندنية) –وخصوصا الصحيفة الصادرة باسمها المسماة (المكتبة) (1889)- معلومات قيمة عن أساليب كتابة ثبت المراجع وكيفية تطبيق هذه الأساليب. تملك جمعية ثبت المراجع (1892-1942) مجملا مفيدا عن عمل الجمعية اضافة لدراسة قام بها (ولسون) لتقنيات تطبيق ثبت المراجع على اعمال شكسبير تحت اسم (شكسبير و ثبت المراجع الجديد). و يسمى هذا المجمل: (دراسات في استعادة احداث الماضي) (1945). كما يمكن مراجعة صحف ثبت المراجع التي قد تكون مفيدة في هذا المجال مثل: (اوراق جمعية ثبت المراجع الامريكية) (1904)، (منشورات جمعية ثبت المراجع لجامعة أوكسفورد) (1922)، (سجلات جمعية كامبرج لثبت المراجع) (1949). نشرت جمعية ثبت المراجع لجامعة فرجينيا كتابها (دراسات في ثبت المراجع) (1948) وهو عمل متميز
===========
تحميل على شكل ملف وورد:
و لأهميته في علم المكتبات اضعه بين ايديكم لأول مرة على الشبكة
بقلم فرانك فرانسيس مدير وأمين مكتبة في المتحف البريطاني ، لندن
ثبت المراجع bibliography هي دراسة منهجية للكتب مع توصيفها.
حظي هذا الحقل المعرفي باهتمام خاص في القرن العشرين لظهور الحاجة لتنظيم المدونات المتعلقة بالفكر الانساني لتكون علاجا لمشكلة الزيادة المهولة في اعداد المطبوعات اضافة للحاجة المتنامية للحصول على المعلومات التقنية والعلمية خصوصا في الدول النامية. وهناك من يدعي ان كل مدونات الحضارة البشرية معرضة لفوضى لا يمكن تحديد معالمها ان لم تخضع لنظام ثبت المراجع. وستضيع الاسهامات المعرفية في مختلف مجالات المعرفة و التي ستصبح بدورها مبعثرة و غير قادرة على تلبية حاجات الانسان
ترجع عبارة " ثبت المراجع " بمعناها الحرفي الى اصل لاتيني في القرن الثاني الميلادي و كانت تعني في حينها "تدوين الكتب". واستمر هذا المفهوم الى نهاية القرن السابع عشر. وفي القرن الثامن عشر استخدمت بمعنى التوصيف المنهجي للكتب وتحديد تاريخها. اما اليوم فتستخدم بمعنيين مختلفين رغم ارتباطهما في الاصل وهما:
(1) قوائم الكتب المرتبة حسب نظام معين (وعلى هذا الاساس تسمى ثبت المراجع التعدادي او المنهجي او الوصفي)
(2) دراسة الكتب كمادة بالمعنى الفيزيائي. و هذا يعني دراسة المواد التي تتألف منها الكتب (مثل الورق والخط) والطريقة التي جمعت ونظمت فيها هذه المواد داخل الكتب (وعلى هذا الاساس تسمى ثبت المراجع النقدي).
ان وظيفة ثبت المراجع تتلخص في تزويد المعلومات للدارس كتزويده بمعلومات عن المادة التي يبحث فيها كما تساعده في معرفة اين يجد الكتاب (او أي نص عموما) لأي مؤلف وتحديد نوعية هذه المادة ومدى موثوقيتها وصلاحيتها كمصدر للبحث الذي يكتبه.
ثبت المراجع الوصفي:
يتلخص دور مصنف نظام ثبت المراجع بما يلي:
(1) جمع الكتب التي تتناول موضوعا معينا بالبحث
(2) توصيف هذه الكتب واحدا واحدا
(3) وضع النتائج في قوائم نظامية سهلة الاستخدام كمراجع
ان الحاجة لهذه القوائم تظهر جلية عندما يكون عدد الكتب كبيرا جدا بحيث يصعب تذكرها. ويذكر ان أولى المحاولات لبناء نظام ثبت المراجع كانت التي قام بها بعض المؤلفين لإدراج قوائم باسماء مؤلفاتهم، وكمثال على ذلك ما قام به الفيزيائي المشهور (كالن) في القرن الثاني الميلادي حيث أنشئ قائمة بعناوين مؤلفاته مرتبة حسب الموضوع واسماه (كتاب عن كتبي). كما قام احد رجال الكنيسة بتذييل كتاب (التاريخ الكنسي للشعب البريطاني) والمؤلف في سنة 731 باسم (بيل الموقر) مدرجا سيرته الذاتية وقائمة بمؤلفاته. كما قام (إيرامس) بنشر فهرست بمؤلفاته مكتوبة باسلوب سردي في سنة 1523. اما مصنفو ثبت المراجع الأول فانهم لم يلتزموا بمثل هذه الاساليب التي يمكن تسميتها بثبت المراجع الذاتي. وبحلول العقد الاخير من القرن الرابع تبنى القسيس (جيرسوم) في كتابه (عن الرجال المشهورين) ارفاق قائمة بمؤلفات رجال الكنيسة مع الكتاب الذي يسرد سيرتهم
وعندما ظهرت الطباعة في 1440 اصبح انتاج الكتب باعداد كبيرة متيسرا فازدادت اهمية وجود قوائم تضم ما ظهر من كتب ادبية و هذا ادى لتغيرات في اساليب التصنيف. ان اول ظهور لنظام ثبت المراجع الاساسي بعد ظهور الطباعة كان على يد (جوهانز تريثيم) وهو كبير الرهبان في دير (سپونهيم) في ابرشية (ماينز) واسماه (كتاب عن مؤلفي رجال الكنيسة) في 1494 و هو مرتب حسب التاريخ مع فهرست هجائي يشمل حوالي 1000 مؤلف كنسي مع مؤلفاتهم. وفي 1545 ظهر السويسري وهو الماني الأصل (كونراد گيسنر) الذي يعتبر المؤسس الحقيقي لنظام ثبت المراجع ، وهو كاتب ومن انصار المذهب الطبيعي حيث قام بنشر كتابه (ثبت المراجع العالمي) شمل فيه كل المؤلفات اللاتينية والاغريقية والعبرية للمؤلفين الاحياء والاموات. تلاه بعد 3 سنوات الاصدار الثاني (21 كتابا في الموسوعات) ويسمى ايضا (التقسيمات العالمية للمعرفة) ورتب فيه اسماء الكتب ابجديا في الاصدار الاول من الكتاب ثم تلاه تصنيف اخر موضوعي يقع تحت 21 عنوانا. وبالرغم من ان (كينزر) ليس اول من استخدم ثبت المراجع الوصفي الا ان محاولاته كانت تتسم لأول مرة بالعالمية والتبويب مما جعله الاشهر في هذا المجال. لكن فكرة كينزر عن عالمية التصنيف بقيت مثالية اكثر منها واقعية حتى عصرنا الحاضر فهي غير كافية في عصرنا للتعامل مع المشاكل المهولة الناتجة عن ضخامة اعداد الكتب وتعقيد محتواها اضافة الى كلفة مثل هكذا عمل ضخم ومع عدم واقعية هذه الفكرة فقد بقيت تدور في اذهان الباحثين منذ ذلك الوقت مشكّلة إلهاما للأجيال القادمة. انشئ المعهد العالمي لثبت المراجع في 1895 في (بروسيلز) من قبل (هنري لافونتين) و (ﭙول أوتلت) لغرض تحقيق فكرة (ثبت المراجع العالمي) للكتب والمقالات والدوريات حيث تصنف فيه حسب نظام خاص للتبويب والمسمى التصنيف العالمي العشري ((UDC واستخدم فهرست ببطاقات التصنيف لملايين المراجع. ولكن العدد الهائل من المراجع اضافة لكلفة التصنيف العالية حالت دون تحقيق اهداف مؤسسي المعهد. وهكذا تم التخلي عن فكرة ثبت المراجع العالمي واستبدل بها على نطاق واسع بفهارس منشورة للمكتبات الضخمة الشاملة كما حصل في المتحف البريطاني (1961-67) و الذي نشأ عام 1897 ، وكذلك مكتبة الكونگرس ، وكذلك فهرس الاتحاد الوطني في الولايات المتحدة و هو اكثر المحاولات التي يؤمل لها النجاح. وهو معتمد في مكتبة الكونكرس ويحدّث باستمرار. ومنذ بداية السبعينات هو في طريقه للنشر في 625 مجلدا. وقد اجريت بحوث منذ بداية السبعينات عن امكانية حوسبة هذا النظام المفهرس (تحويله لبرنامج حاسب) ولكن ذلك يواجه مشكلة من ناحية ادخال عدة لغات بشرية للحاسب لأن المراجع مكتوبة بعدة لغات. وحتى ان امكن حل هذه المشكلة وحتى ان توفر المال الكافي لهكذا مشروع وحتى ان اصبح بالامكان انتاج نظام قياسي للمطبوعات يحدد اسلوب الفهرسة العالمي الموحد وتم اعتماده، اقول حتى وان تحقق ذلك كله يبقى من المحتمل ان فكرة بروسلز لإنشاء معهد عالمي لثبت المراجع لا تزال عصية على التحقق بالكامل في عصرنا الحاضر.
كان عمل كينزر مميزا فلم يكن ثبت المراجع الذي أنشأه مصنفا للمدونات و غيرها من الكتب فحسب بل كان ثبت المراجع العالمي الذي انشأه يضم ملحقا (1555) يصنف فيه 15.000 مدونة لحوالي 3.000 مؤلفا وكان يضم فهرسا هجائيا وموضوعيا. وقد كان معاصروه يهتمون بالتفاصيل عند إنشاء ثبت المراجع الخاصة بالمدونات التي تتناول مواضيع محددة او تلك المكتوبة بلغة معينة او المكتوبة في بلد او منطقة معينة. وعلى هذا الاساس نشر اسقف كنيسة أوسوي "جون بيل" اول ثبت مراجع وطني واسماه (خلاصة اشهر المدونات البريطانية 1548) و التي ادرج فيها قوائم اسماء المؤلفين مرتبة زمنيا وبين فيها مدوناتهم بالتفصيل. ثم نشر الإصدار الثاني المزيد واسع الانتشار سنة 1557 والتي قدم "بيل" في مقدمتها الشكر لـ "جون ليلاند" وامين مكتبة هنري الثامن (وهو مختص بالآثار ويذكر انه قام برحلة استكشاف آثارية في بريطانيا ما بين 1534- 1542 كما قام ببحث عن مدونات المؤلفين البريطانيين) واشاد بفضلهم عليه. ثم تلت ذلك اصدارات وطنية اخرى لثبت المراجع ، وكنموذج عنها ذلك الاصدار على يد الايطالي "انتونيو فرانسسكو دوني" والمعنون "مكتبة كل المؤلفين العلمانيين" و ذلك في 1550، وكذلك اصدار عالم اللاهوت الهولندي "كورنيليس لوز" في 1582 ، وكذلك اصدار مصنف ثبت المراجع الفرنسي "فرانسوا كرود" المسمى "الاصدار الاول من المكتبة..." في 1584 . وقد بدأت تظهر فهارس معارض الكتب الالمانية التي كانت تقام في (فراكفورت) و (ليبزكيج) في الربيع والخريف ابتداءا من 1564 واستمرت حتى 1749. الا ان مصطلح ثبت المراجع بمعناه الدقيق لم يستخدم رغم ذلك على نطاق واسع كحجر اساس من قبل مصنفي ثبت المراجع الالمان الأُول
انواع ثبت المراجع الوصفي:
تملك معظم دول العالم اليوم ثبت مراجع وطني وتنشرها عادة المكتبة الوطنية رسميا استنادا الى نسخ من المؤلفات الوطنية و التي تصدر عادة مرفقة بحقوق النشر. ورغم ذلك هناك بعض الاستثناءات المهمة مثل ما هو معتمد في الولايات المتحدة وهولندا حيث تصدر قوائم ثبت المراجع تجاريا، وكذلك في بريطانيا حيث تصدر قوائم ثبت المراجع من قبل اتحاد يمثل المكتبات البريطانية والناشرين وبائعي الكتب. تحاول الجهات المصدرة لقوائم ثبت المراجع الوطنية تحري اعلى درجات الكمال والهمة. وكمثال على ذلك فقد كان ثبت المراجع البريطاني في أوائل الخمسينات ينشر اسبوعيا ويجمع العمل المتراكم منه فصليا و سنويا، ويصنف في قوائم مفهرسة اعتمادا على التصنيف العشري لأمين المكتبة الامريكية "ميلفيل ديوي" مع فهرس هجائي باسماء المؤلفين وعناوين الكتب والمواضيع. اما ثبت المراجع الفرنسي الذي بدأ في 1811 فكان يصدر اسبوعا مرتبا هجائيا مع فهرس سنوي باسماء المؤلفين وعناوين الكتب والمواضيع. اما ثبت المراجع الالماني الذي بدأ في 1947 فكان يصدر اسبوعيا مزودا بفهرس اسماء المؤلفين وفهرس بالكلمات الدارجة، ثم اعتمد الحاسب في انشاء ثبت المراجع الالماني مع بدايات عام 1968 حيث صدر ثبت المراجع لأول مرة بلإعتماد على الحاسب
كان ثبت المراجع الذي صدر في بعض الدول خاصة ذا فائدة جمة للطلاب. ومن امثلة ذلك "چارلز ايفانز" وثبت المراجع الامريكي (1903-1934) و الذي شمل المؤلفات في الفترة 1639-1799 ، فهرس العناوين القصيرة للمطبوعات التي طبعت في بريطانيا واسكتلندا وايرلندا و التي طبعت خارج بريطانيا، 1475-1640، وقد جمعها "بولارد" و "ريدگريف" (1926 الطبعة الثانية منقحة ومزيدة،1976) وأضاف الى هذا العمل "ونج" ، فهرس العناوين القصيرة 1641-1700 (1945-1951 طبعة ثانية منقحة في مجلدين ، 1972-1982) . ورغم ان فهارس المتحف البريطاني ليست ثبت مراجع بالمعنى الدقيق الا انها بما تضمه من 1600 كتابا من مختلف الدول الأوربية لها قيمة لا تقل عما سبق ذكره و ذلك لما تتميز به مجموعات المتحف من الثراء المعرفي
اما ثبت المراجع الشخصي فقد يتكون مما لا يزيد قائمة صغيرة باعمال المؤلف وكمثال عليها تلك القوائم المرفقة مع المقالات في قاموس ثبت المراجع الوطني. وهناك اعمال اكثر اتقانا مثل "ايبزج" و "سكوكنج" ، ثبت مراجع اعمال شكسپير (1931) و الذي اضيف اليه ملحق في 1937، ثبت المراجع لـ"ميشيل سادلير" و "ترولوب" في 1928 ، بيرثا كولج اسليد ، ماريا ايجوورث 1937 . ويعتمد ثبت المراجع الشخصي احيانا على مجاميع كتب خاصة كما في مكتبة ستيفينسون (1951-1964) المعتمد على مجاميع ايدون بينيك ، ثبت مراجع وايز لمجاميعه الخاصة، اضافة لثبت مراجع تينيسون و اسونبيرن و غيرهم. وهناك شكل مختلف من ثبت المراجع الشخصي على شكل سردي يبين اعمال الكاتب مع وصف شامل للظروف المحيطة بكل عمل اثناء كتابته ثم نشره . وكمثال على ذلك ثبت المراجع لـ نورتن ، ثبت المراجع لأعمال ادوارد گبلون 1940
ثبت المراجع الموضوعي قد يختلف طول قوائمه ومداه والطريقة المتبعة في انشاءه والغاية منه. و هذه امثلة من ثبت المراجع المنشأة من اجل ان تكون دليلا شاملا:
باكر و كارايون، مكتبة رفقاء المسيح ،9مجلدات،اصدار جديد،1890-1909
باتيسون، ثبت المراجع لجامعة كامبرج في الادب الانكليزي (4 مجلدات،1940، اصدار جديد، 1970)
ثبت المراجع التاريخ البريطاني : ريد،تودور بيرياد ، 1485-1603 (1933) ديفدز، ستوارت بيرياد، 1603-1714 (1928)
بارجلّس و وميدلي، القرن الثامن عشر، 1714-1789 (1951)
كارون ، المرشد العملي لدراسة الثورة الفرنسية الاصدار اخير 1947
داهمان و ويتز، المصادر المنشورة في الادب الالماني الاصدار التاسع 1931-1932
كريك، ثبت مراجع الادب المسرحي الانكليزي المطبوع الى حد حركة الاصلاح 4 مجلدات 1939-1959
لانسون، المرشد لثبت المراجع للأدب الفرنسي الحديث الاصدار الاخير 1947
مادان ، بدايات الصحافة في اكسفورد 3 مجلدات 1895-1931
مالكلز، مصادر ثبت المراجع 3 مجلدات 1950-1952
ان ثبت المراجع للمطبوعات الخاصة بمواضيع معينة –و التي عادة ما تحوي مقالات عن المنشورات الدورية- كثيرة جدا وتشمل فروعا كثيرة من المعرفة والاهتمامات البشرية
ان توالي الاصدارات من ثبت المراجع استلزمه اصدار الأدلة الارشادية لثبت المراجع (ثبت المراجع لثبت المراجع).ومن ابرزها:
"ببليوثيكا ببليوكرافكا" في 1866 جمعها جوليوس بيفزهولد وهو امين المكتبة الملكية في دريزدن في المانيا
ثبت المراجع العالمي لثبت المراجع ، 5 مجلدات ، 1965-1966 بقلم ثيودور بيسترمان
ان الادلة الارشادية للمطبوعات الحالية في بعض المواضيع تصدر سنويا بشكل سردي احيانا. وكمثال على ذلك "النتاج السنوي في الدراسات الانكليزية" في 1921 ، النتاج السنوي لأمانة المكتبة في 1929 و الذي سمي لاحقا "نتاج 5 سنوات في العمل في أمانة المكتبة" في 1958
واحيانا تصدر الادلة على شكل قوائم مثل: "ثبت المراجع الدولي لأنظمة الكتب والمكتبات" في 1926-1941
اساليب تصنيف ثبت المراجع :
تختلف أساليب تصنيف ثبت المراجع ومقدار التفاصيل التي تحتويها حسب الهدف الذي يرمي اليه مصنفها وحسب اهمية الموضوع الذي يصنفه من وجهة نظره وحسب مدى معرفته بهذا الموضوع. ان مهمة تصنيف ثبت المراجع لأي موضوع هي مهمة المختص في هذا الموضوع تحديدا. وبعد ان يحدد المصنف هدفه والمادة المتوفرة بين يديه ينتقل الى خطوة اخرى وهي وصفها وترتيبها باسلوب يسهل الاستفادة منه على قدر الامكان للغرض الذي حدده مسبقا. ومن اجل ان يضمن دقة وتماسك المعلومات الوصفية هذه فعليه ان يستخرجها من المؤلفات نفسها. اما في حالة تعذر ذلك لأي سبب عليه ذكر مصدر المعلومات دائما.
في معظم مصنفات ثبت المراجع يعد من الضروري ذكر اسم المؤلف،العنوان المختصر، دار النشر، تاريخ الاصدار. و هذه المعلومات يجب ان تنقل بدقة من الكتاب او المقالة التي يصنفها. وقد يضيف ايضا ملحوظات عن نوعية النص ومدى تناوله للموضوع ومكان تواجد نسخة منه. ويعتمد على الترتيب الزمني في انتاج ثبت مراجع المؤلفين مما يتيح للمستخدم تتبع أعمال المؤلف حسب تاريخ صدورها. ويتوجب في هذه الحالة ادراج الاصدارات الاخيرة مع الاصدارات الاولى للكتاب ولا يذكر الاصدار مرة اخرى الا في موضعه المناسب زمنيا. ويجوز ترتيب ثبت المراجع الموضوعي باسلوب نسقي لاظهار الخصائص الاكثر اهمية التي تخدم غرض المؤلف، او يمكن استخدام نظام تصنيف معترف به مثل "تصنيف دوي العشري" او "التصنيف العشري العالمي".
اما الوصف الكامل للكتاب فلا يكون عادة الا للكتب النادرة او القديمة جدا وايضا في ثبت مراجع المؤلفين المفصل . وقد وضعت ضوابط مفصلة لكيفية ادراج هذا الوصف، و هذا ما اتاح لمصنف ثبت المراجع المحترف ان يعيد بناء بنية وشكل الكتاب استنادا على النص الذي اورده مصنف سابق. ويشمل هذا الوصف معلومات تفصيلية عن عملية النشر وعدد النسخ المطبوعة والسعر والتجليد. وقد يضاف اليه نسخة طبق الاصل قدر الامكان من النص الاصلي لتوضيح الاشكال المختلفة للخطوط ومقدار المسافات (بين الكلمات والاسطر) التي استخدمت في صفحة العنوان. وحديثا اصبح بالامكان استخدام النسخ الضوئية لصفحة العنوان لتغني عن هكذا اساليب قديمة لا يمكن باي حال من الاحوال ان تكون مرضية تماما. لكن استخدام الاستنساخ له عيوبه ايضا مثل الكلفة العالية وصعوبة التصميم، والاهم من ذلك ان هذه النسخة المصورة قد تكون مضللة وخصوصا اذا كانت جودة الطباعة او الورق المستعمل للنسخة الاصلية رديئة. وكمثال على ذلك في القرن السابع عشر كانت اساليب الطباعة في ذلك الوقت تسبب اللبس بين علامة تنقيط وخدش في الصفحة مثلا وعندها تصبح صورة النسخة الاصلية مضللة وعليه فان استخدام نسخة طبق الاصل يجب ان يرافقه تحرير دقيق كالذي يحصل للنص مع الاشارة الى النسخة الاصلية للعودة اليها عند الضرورة
بعد اختراع الحواسيب وتطبيق تقنيات معالجة البيانات على الاجراءات المتبعة في المكتبات مثل الفهرسة اصبح لهذا التطبيق اثر كبير في تقدم اساليب ثبت المراجع. فعند تصميم فهرس قابل للإدخال حاسوبيا يمكن طباعة النتائج في عدة اشكال حسب الطلب ويمكن ايضا عمل قوائم فرعية بصيغ مختلفة مع زيادة قليلة في الكلفة عما كانت عليه عند الطباعة بالاساليب القديمة. تعتمد هذه الطريقة على التخطيط للإحتياجات مقدما وعلى عمل المبرمج. وهكذا يمكن لقوائم مخصصة تؤخذ من محتويات مكتبة معينة ان تتوفر للعديد من المستخدمين. يعد مشروع "ميدلار" (مختصر عبارة "تحليل الادب الطبي ونظام الاسترجاع") اشهر واعقد مشروع استرجاع من نوعه حيث كان هدفه الرئيسي نشر فهرسه المسمى "Index Medicus" (وهو قائمة شهرية من المقالات الحالية تتألف من نحو 2300 مجلة من مجلات الهندسة الطبية الحيوية الصادرة في كل العالم) لكن هذا الفهرس يزودنا ايضا بقوائم مواضيع محددة في تخصص الطب
تتحصل الفائدة الكاملة الحقيقية من هذه الطرائق عندما يمكن تطبيقها من الناحية الاقتصادية والادارية لتشمل خزينا هائلا من المعلومات المتوفرة في المكتبات العامة
وبحلول 1968 قامت مكتبة الكونغرس بانتاج وتوزيع فهرس قابل للحوسبة. لكن مدى هذا المشروع كان محصورا في البداية في الرسائل العلمية شديدة التخصص في اللغة الانكليزية، لكن النية كانت معقودة لشمول لغات اخرى. وقد جرت دراسة لإمكانية ايجاد سجل محوسب للمطبوعات التي نشرت قبل 1969، و هذا ضروري اذا اردنا الوصول لنظام كامل محوسب تماما.وقد جرت هذه الدراسة في مكتبة الكونغرس وغيرها من المكتبات الشاملة. اما اهم المشاكل التي تعترض مثل هكذا انجاز فهي المجهود الكبير الذي تتطلبه الحوسبة والكلفة الضخمة لهذه العملية ومساحة التخزين العالية. ولابد ان تتناسب هذه الجهود والكلف مع الفوائد المتوقعة من هذا العمل الضخم وفق تخمينات واقعية. ومن ضمن هذه التخمينات -في بداية السبعينات- التساؤل فيما اذا كان الاهتمام بابحاث ادارة المكتبات سيستمر طويلا. كما ان الزيادة المتصاعدة في كلف المكتبات تفرض علينا الحاجة الى وجود مكتبات وخصوصا المكتبات المهتمة بالابحاث الضخمة لدراسة امكانية تطبيق تقنيات الادارة المقبولة لاستثمار ثروة ثبت المراجع لخدمة المؤسسات التي تنشئ هذه المكتبات
ثبت المراجع النقدي:
ظهر في بدايات القرن العشرين نهج يرمي الى دراسة الادب الانكليزي للقرن السابع عشر الى القرن الثامن عشر بالخصوص وان كانت دراسة غير شاملة تماما. و كانت الدراسة انعكاسا للإهتمام بصورة عامة بدراسة النصوص الشكسپير ية في ذلك الوقت، وبصورة خاصة للإهتمام بطبيعة و اهمية ما يسمى بـ(النصوص الربعية) وعلاقتها بالنص المطبوع في (المطوية الأولى). فقد كان المحررون سابقا يميلون لافتراض ان كل بواكير النصوص الشكسپير ية تحمل نفس الدرجة من الاهمية وبالتالي فمن الصحيح تماما اختيار احدها للقراءة و هذا من وجهة نظرهم يحسن من نص المؤلف. كان المحررون الأوائل يعيقهم -عن معرفة الحقيقة- جهلهم باساليب الطباعة ونشر الكتب في عصر شكسپير كما انهم لم يكونوا على دراية كافية بطبيعة النصوص التي يتعاملون معها. وقد حصل تغيير كبير في هذا المفهوم لأسباب عديدة اهمها على الارجح:
(1) الترابط الشديد بين فحوى مختلف الدراسات في الادب الانكليزي وخصوصا المسرح لثلاثة من اكابر الكتّاب وهم (پولارد) و (مكيرو) و (گريك) و كان جميعهم مهتما بثبت المراجع
(2) التطور الكبير الذي حصل على يد (روبرت بروكتر) وهو زميل (پولارد) في المتحف البريطاني بدراسة (الإنكيونابيلا) وهو اسم اطلق على الكتب التي طبعت في الخمسين سنة الاولى من اختراع الطباعة (أي قبل 1501).
كانت اولى الكتب المطبوعة تحمل الطابع الخاص للطابعين باسلوب طباعتها وتنسيق الكلمات وتخطيط الصفحة. وقد وجد ان دراسة خصائص هذه الكتب توصل الى استنتاجات قيمة عن مكان هذه الكتب من مجمل منشورات طابعها وبالتالي يمكن استنتاج تاريخ كتابتها التقريبي في حالة اغفل الطابع ذكرها. وباستخدام نفس الطريقة اصبح ممكنا ان ينسب كتاب الى طابع معين.
ظهرت معالم مراحل مهمة من دراسات متميزة للمطبوعات القديمة(هذه المطبوعات المرتفعة الاثمان بسبب قدمها وجماليها وندرتها) على يد بعض المختصين ومنهم: (وليام كاكستون) في (1861-1863) –وهو اقدم طابع كتب انكليزي- وكذلك (وليام بليد) في كتابه (علم الطباعة لوليام كاكستون) في (1861-1863) الذي استخدم فيه التفاصيل المطبعية لغرض ترتيب منشورات (كاكستون) حسب ترتيبها الزمني، وكذلك نتاج العالم (هنري برادشو) المختص بالكتب القديمة والمكتبات الذي قدم دراسة خاصة لكتب القرن الخامس عشر والمطبوعة في هولندا وقد وضع فيه ضابطا مهما في هذا الشأن وهو: "دع الكتاب يتكلم عن نفسه".
لا تزال هذه الطريقة معتمدة على نحو واسع من قبل (روبرت بروكتر) الذي نجح في تحديد مصدر مجاميع كبيرة من (الإنكيونابيلا) في المتحف البريطاني ومكتبة (بودليان) في (اوكسفورد) (تحديد من أي بلد ومن أية بلدة) وتحديد أسماء طابعيها. رسخ عمل (بروكتر) لهذه الطريقة من الدراسة، و وضح الفهرس الدقيق الذي انشأه للـ(الإنكيونابيلا) في المتحف البريطاني النتائج القيمة التي يمكن الحصول عليها عن طريق الوصف المفرط في الدقة لكل مميزات الكتاب بما في ذلك من وصف للورق المستخدم ونوع الكتاب وتنسيقه وزخرفته وخياطته وتجليده والملاحظات والتأشيرات التي قام بها صاحب الكتاب.
واستنادا الى هذه الخلفية من المعلومات وتطبيقا لها على الكتب الادبية والمسرحية للكتّاب البريطانيين للقرنين السادس عشر والسابع عشر، انشأ كل من (كريك) و (ماكيرو) و (بولارد) ما اصطلح على تسميته منذ ذلك الوقت بـ(ثبت المراجع النقدي التحليلي) وهو طريقة من طرائق ثبت المراجع التي تمثل دراسة وصفية مختصرة للكتب باعتبارها شيئا ماديا. فمن الادلة التي تتجمع لدينا من دراسة الخصائص المادية (الفيزيائية) للكتب يمكننا التوصل الى استنتاجات عن الموضع الزمني للكتاب من بين منشورات الكاتب والتي لا تخضع لأي درجة من درجات التقييم الأدبي.
كان من أول والمع الأمثلة في تطبيق هذه الطريقة ما اختص بمسألة الأقدم من بين مسرحيتي شكسپير (ترويلس) و (كريسّدا) واللتين تحملان كلاهما تاريخ 1609. كإجراء تمهيدي أول: ان عنوان احدهما يصف المسرحية بما يناسب أنها عرضت في مسرح (گلوب). كإجراء تمهيدي ثاني: عنوان الصفحة لم يذكر تاريخ كتابة المسرحية، اضافة الى وجود نص في الكتاب موجه للقارئ (تمهيد) يؤكد هذه الحقيقة حيث يبدأ بذكر ان هذا العمل لم يحصل ابدا "ان خدشته أيادي السوقة". من الناحية الأدبية فان ذلك يوحي ان (كريسّدا) كانت اولا. اما ان تفحصنا الكتب نفسها سيظهر لنا ان صفحة العنوان لـ(ترويلس) في وضعها الأصلي لم تتغير بينما صفحة عنوان (كريسّدا) مفقودة (ممزقة) مع وجود صفحتين مستبدلة (غير أصلية) فيها العنوان الجديد للكتاب والنص الموجه للقارئ. وهكذا نعرف حقيقة أي من المسرحيتين الأقدم.
قدم (كريك) بنفس الطريقة شرحا لا يدحض عن التسلسل التاريخي لثنتين من "الطبعات الربعية" (quarto) لعام 1637 و كان ذلك في طبعة كتاب (بيوماونت) و كتاب (اخ فليچر الاكبر) في 1905. ففي الطبعة1 وجدت فاصلة او مسافة بين الكلمات موضوعة بشكل خاطئ مشكّلة علامة فوق السطر قبل كلمة "شاب" في الفصل1 مشهد2، سطر72 مما أدى الى خطأ المنضّد الذي نضد الطبعة2 فكتبها على انها فارزة علوية وطبعت على هذا الاساس. استنتج من هذا ان الطعبة2 نضدت من الطبعة1 وليس من النص الاصلي المكتوب بيد الكاتب
ان نجاح من هكذا شروحات ادى الى دراسة اكثر تفصيلا للنواحي المادية (الفيزيائية) للكتب مما يؤدي الى استنتاجات تخدم كتابة ثبت المراجع لهذه الكتب. ان أساليب ثبت المراجع النقدي طورت جذريا وطبقت بشكل واسع على الكتب في الحقبات اللاحقة، وقد تبين –حتى في زمن الآلات المعقدة- ان تفحص ثبت مراجع دقيق له دور مهم في تحديد موثوقية النص (نسبته الى الكاتب) والموضع الزمني للكتاب من بين منشورات الكاتب
ظهر مدى النتائج المبهرة لهذه الطريقة عندما أُعلن عن بعض النسخ على انها النسخ الاولى للقصائد او المقالات و غيرها من المنشورات الصغيرة لكتّاب القرن التاسع عشر المشهورين مثل (سونتيات( ) ريدنج) لكاتبتها (الزابيث باريت براوننج) حيث توجد طبعات من هذه السونتيات مؤرخة في 1847 و يفترض انها طبعت في مدينة (ريدنج) -لوجود ختم عليها يبين ذلك- . وقد أجرى (جون كارتيراند) و (كراهام بولارد) بحثا عن كنه (كرّاسات معينة في القرن التاسع عشر) (1934) اثبت فيه ان خمسين كتابا من (سونتيات ريدنج) من هذه الكراسات كتبت على ورق السپارتو او ورق لب الشجر و هذه الانواع من الورق ليس من المعروف انها كانت تستخدم في التواريخ المبينة في عنوان الكراسات، وكذلك استخدمت اساليب طباعة لم تعرف الا لاحقا.
لقد ثبت بوضوح ان الكتب التي طبعت في مطابع آلية في القرنين التاسع عشر والعشرين انتجت نصوصا مثيرة للجدل تضاهي في اشكالياتها تلك التي وجدت مكتوبة بخط اليد. رغم ان الاجراءات المعتمدة في تحرير النصوص بقيت على حالها وكذلك القواعد الحاكمة لتأويل الدليل الخاص بثبت المراجع، الا ان اختراع اساليب جديدة للطباعة دفع مصممي ثبت المراجع لإيجاد اجراءات جديدة للتعامل مع الاشكاليات الجديدة التي واجهتهم.
أصدر (ميكيرو) كتابه (مقدمة في ثبت المراجع لطلاب المكتبات) في 1927 ليكون مرفقا مع دليل واسع الانتشار لدراسة ثبت المراجع للكتب الإنكليزية الصادرة حتى نهاية القرن السابع عشر. تحوي منشورات (جمعية ثبت المراجع اللندنية) –وخصوصا الصحيفة الصادرة باسمها المسماة (المكتبة) (1889)- معلومات قيمة عن أساليب كتابة ثبت المراجع وكيفية تطبيق هذه الأساليب. تملك جمعية ثبت المراجع (1892-1942) مجملا مفيدا عن عمل الجمعية اضافة لدراسة قام بها (ولسون) لتقنيات تطبيق ثبت المراجع على اعمال شكسبير تحت اسم (شكسبير و ثبت المراجع الجديد). و يسمى هذا المجمل: (دراسات في استعادة احداث الماضي) (1945). كما يمكن مراجعة صحف ثبت المراجع التي قد تكون مفيدة في هذا المجال مثل: (اوراق جمعية ثبت المراجع الامريكية) (1904)، (منشورات جمعية ثبت المراجع لجامعة أوكسفورد) (1922)، (سجلات جمعية كامبرج لثبت المراجع) (1949). نشرت جمعية ثبت المراجع لجامعة فرجينيا كتابها (دراسات في ثبت المراجع) (1948) وهو عمل متميز
===========
تحميل على شكل ملف وورد:
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى